الجامعة الأمريكية بالقاهرة تخلد ذكرى عمر محسن في حفل تخرج دفعة خريف 2011

وقف الطلاب والحضور في مراسم حفل تخرج طلاب البكالوريوس أمس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة دقيقة حداد على عمر علي محسن، طالب الإقتصاد بالجامعة الذي قتل في أحداث بورسعيد هذا الشهر. كان من المقرر أن يكون محسن من بين الطلاب المتخرجين في هذا الحفل.
"نشارك الطلاب الحزن والأسى على وفاة زميلهم عمر محسن، والذي ستشكل ذكراه هذا الحفل"، بهذه الكلمات بدأت رئيسة الجامعة ليسا أندرسون كلمتها. وأضافت: "ولكن هذه المشاعر الحزينة قد ضاعفت من التزام الطلاب للارتقاء بهذا البلد وهذا العالم وخلق الفرصة لأولادهم على العيش بكرامة واعتزاز". وقد أعلنت أندرسون أثناء الحفل عن إطلاق منحة دراسية باسم "منحة عمر محسن للطالب الرياضي." كما أعلنت أن الجامعة ستمنح أيضا جائزة سنوية جديدة وهي كأس عمر محسن للتفوق الرياضي والذي أهدتها الجامعة هذا العام لاسم عمر محسن والذي تسلمها والده الذي حصل أيضا على كأس مجلس آباء الجامعة.
وقد تمت الإشارة لمأساة وفاة عمر محسن المفاجئة في كل خطب الحفل. و بدأ الدكتور زياد بهاء الدين، المتحدث في حفل تخرج البكالوريوس، والمتخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 87، والمحامي، وعضو مجلس الشعب، وعضو مجلس أمناء الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومدير المبادرة المصرية للوقاية من الفساد، كلمته برثاء محسن: "ستعيش روح عمر وذكراه دوماً بيننا، فهي تجسد القيم التي قد تكون الأمل الوحيد بالنسبة لبلادنا". ثم تحدث بهاء الدين عن أخطر أنواع الظلم الذي تعاني منه مصر، بما في ذلك حقوق المرأة، والانتهاكات الطائفية والفقر. وشدد على أهمية إصرار المصريين على "الحق في حياة كريمة، والمساواة تحت سيادة القانون."
ودعا بهاء الدين الطلاب للانضمام إلى الأحزاب السياسية، وللمناقشة، ولكن دون إهمال قضية وطنهم. وأضاف: "التعليم الذي حققتموه في هذه الجامعة وضعتكم في موضع متميز للمساهمة في النهضة الاقتصادية والاجتماعية في مصر. ليس هناك بديل للعمل الجاد والالتزام الحازم تجاه بلدكم".
وقد حصل 406 طالب خلال الحفل على شهادة البكالوريوس، من بينهم 63 طالب مع مرتبة الشرف، و58 مع مرتبة الشرف العالية و 25 مع مرتبة الشرف الممتازة، بالإضافة الى ذلك تم اختيار عدد من الطلاب للحصول على الجوائز الفردية تقديرا من الجامعة للمشروعات والمساهمات الأكاديمية والحياة المجتمعية. حيث تم اقتسام كأس رئيس الجامعة وجائزة محمد م. البليدي بين أربعة طلاب حصلوا على أعلى معدل أكاديمي خلال سنوات الدراسة وهم جوديث مايتي، تخصص إعلام؛ أحمد إسماعيل خيرت، تخصص إقتصاد؛ ليلى ماجد عبد الحميد حسني، إدارة الأعمال؛ وأحمد محمد عبد الرحمن في العلوم الاكتوارية. وفاز كل من ملك سعد بجائزة نادية يونس للعلوم الإنسانية والخدمة العامة وهديل هشام بجائزة أحمد زويل للتميز في مجال العلوم والدراسات الإنسانية، ونديم عبد الجواد بجائزة عائلة أحمد المحلاوي، والتي تمنح للطالب المتفوق في التحصيل الأكاديمي والنشاط المجتمعي. وحصل حازم فتوح على جائزة الدكتور عبد الرحمن الصاوي، والتي تمنح لأحد طلاب منحة المدارس الحكومية والذي يحصل على أعلى الدرجات في الهندسة، كما حصل شريف خليل على جائزة المهندس حسنين بهجت في الهندسة الإنشائية لحصوله على أعلى الدرجات في قسم هندسة الإنشائية.
شهد الحفل أيضاً تكريم أعضاء هيئة التدريس للتميز في الأداء الأكاديمي. وحصل الدكتور عمرو شعراوي، العميد المشارك للدراسات العليا وأستاذ الفيزياء، على جائزة التميز في الأبحاث الأكاديمية. كما حصلت الدكتورة هدى جرانت، الرئيس المشارك بمكتب المتطلبات الجامعية، على جائزة التميز في الخدمة الأكاديمية. و منحت جائزة التميز في التعليم الجامعي لكل من الدكتور خالد سماحة بقسم المحاسبة ومريان ساروفيم، بمعهد اللغة الإنجليزية.
في وقت سابق خلال اليوم، حصل 133 طالب دراسات عليا على شهادات الماچستير. وأشار متحدث حفل تخرج الدراسات العليا الدكتور همفري ديفيس، مترجم الأدب العربي، إلى ما حققه الطلاب المتخرجين من تميز لحصولهم على الماچستير بغير لغتهم الأساسية، "إن هذا الإنجاز يضعكم في شريحة يحتلها 5% فقط من سكان العالم، وربما اقل بكثير".
أشار ديفيز إلى المسؤولية الكبيرة الملقاه على الطلاب قائلاً: "سوف يلتفت إليكم أصحاب الثقافات الأخرى للتعرف على ثقافتكم عن كثب ، بينما سيلتفت إليكم أصحاب ثقافتكم لإرشادهم كيف يعمل بقية العالم".
وأنهى ديفيز حديثه مشيراً للأحداث الراهنة في العالم العربي: "على الرغم من أنه قد يكون صحيحا أن المواطنين في العالم العربي قد أظهروا سلبية سياسية على مدى فترات طويلة، إلا أنهم أظهروا شجاعة تاريخية ملحوظة في مواجهة الظلم في الوقت الراهن".
خلفية عامة
الجامعة الأميركية بالقاهرة
تأسست الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1919، وهي مؤسسة تعليمية أمريكية رائدة توفر تعليماً متميزاً باللغة الإنجليزية، وهي مركز الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية في العالم العربي. تعتبر الجامعة ملتقى لثقافات العالم ومنتدى للنقاش ومد أواصر التفاهم بين مختلف الثقافات وذلك لتنوع ثقافات الطلاب، والآباء، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين، وأعضاء مجلس الأوصياء، والخريجين، وداعميها الكرام والذين ينتمون لأكثر من 60 دولة حول العالم.