الجمارك العالمية تعزز التعاون مع الإدارات الجمركية عبر العالم لتطوير العمل الجمركي على المستوى الدولي

عززت الجمارك العالمية التابعة لمؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة جهودها لدعم تطور العمل الجمركي عبر العالم، من خلال المشاركة في تطوير أداء الإدارات الجمركية في الدول الصديقة لدولة الإمارات العربية المتحدة ودعم خططها التطويرية، حيث تحرص الجمارك العالمية على تقديم التجربة الرائدة لجمارك دبي في مجال الابتكار الجمركي إلى تلك الدول من أجل تعزيز قدرتها على تنمية تجارتها واقتصادها.
وقد كثفت الجمارك العالمية تحركاتها وزياراتها إلى الدول الصديقة لتعزيز التعاون معها في مجال تطوير العمل الجمركي، فقد تم توقيع اتفاقية تعاون لتطوير العمل الجمركي مع هيئة الإيرادات في جمهورية غانا حيث كان وفد من الجمارك العالمية قد قام سابقاً بزيارة جمهورية غانا لدعم جهودها الهادفة إلى تطوير الخدمات الجمركية، وضم الوفد الزائر للعاصمة الغانية أكرا فيصل عيسى لطفي المدير التنفيذي للجمارك العالمية وأدولف شيبان رئيس التطوير في الجمارك العالمية، وشارك الوفد في مؤتمر كفاءة الموانئ الذي نظمته غانا لدراسة أفضل التجارب العالمية في تطوير الموانئ والجمارك، وتم اختيار الجمارك العالمية لتقدم للمشاركين في المؤتمر تجربة جمارك دبي باعتبارها التجربة الأفضل عالمياً في تطوير الخدمات الجمركية، وأطلع الوفد المشاركين في المؤتمر يتقدمهم الدكتور ماهامودو باووميا نائب رئيس جمهورية غانا على الإنجازات الرائدة التي حققتها جمارك دبي ونجاحاتها في تطبيق أفضل التطبيقات والابتكارات الجمركية على المستوى العالمي، حيث ضمت قائمة المشاركين في المؤتمر نخبة من الوزراء وكبار المسؤولين في جمهورية غانا ضمت كواكو أوفوري أسامة وزير النقل وألان كييريماتين وزير التجارة والصناعة ومحمد أوال وزير تطوير الأعمال وكوفي نتي المفوض العام لهيئة الإيرادات في غانا.
وأكدت الجمارك العالمية في العرض المقدم إلى المشاركين في مؤتمر كفاءة الموانئ، على أهمية تبادل الخبرات بين الإدارات الجمركية حول العالم لتعزيز التجارة المشروعة عبر تبسيط العمليات والإجراءات الجمركية لدعم أداء الموانئ والمنافذ البحرية، واختصار الوقت والجهد في انجاز المعاملات الجمركية لتيسير التجارة وتعزيز النمو الاقتصادي عبر العالم.
وعرض فيصل عيسى لطفي العالمية للمشاركين في مؤتمر كفاءة الموانئ بالعاصمة الغانية أكرا أهم التطبيقات والابتكارات الجمركية التي طورتها جمارك دبي لتيسير التجارة المشروعة والحماية من مخاطر التجارة غير المشروعة، من خلال استخدام أحدث التقنيات الذكية لتمكين المتعاملين من انجاز معاملاتهم الجمركية بأسرع وقت دعماً لقدرتهم على تعزيز عائدهم المالي من عملياتهم التجارية.
وكانت الجمارك العالمية قد وقعت في مارس الماضي اتفاقية تعاون مع الإدارة العامة للجمارك في جمهورية الدومينيكان، حيث قام بتوقيع الاتفاقية فيصل عيسى لطفي، المدير التنفيذي للجمارك العالمية، وإنريكي راميريز بانياجا مدير عام الإدارة العامة بجمارك الدومينيكان، وتتناول الاتفاقية العديد من الجوانب المتعلقة بتطوير العمل الجمركي، واتفق الطرفان على أن تقوم الجمارك العالمية، بتقديم المساعدة التقنية لجمارك الدومينيكان في عملية التطوير والتحديث للإجراءات والأنظمة الجمركية ، ووضع خطة عمل لمشروع التحديث والتطوير من أجل الارتقاء بالخدمات الجمركية وتحسين الإيرادات والحد من التهريب والتهرب الجمركي والضريبي لحماية أمن المجتمع وتعزيز الاقتصاد، بما يدعم قدرات جمهورية الدومينيكان ويرسخ دورها كمركز إقليمي للنشاط التجاري في منطقة الكاريبي، حيث سيتم إجراء تحليل للاحتياجات التطويرية بعد تقييم الوضع الحالي لجمارك الدومنيكان، ومن ثم تقديم توصيات التطوير من الجمارك العالمية، بالإضافة إلى التعاون بين الطرفين في مجال البحث والتدريب والمجالات الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
وقد قامت الجمارك العالمية في العام الماضي 2016 بزيارة إلى جمهورية تنزانيا في وفد مشترك مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث استقبلت هيئة الايرادات التنزانية ممثلةً بالمفوض العام للهيئة ألفايو كيداتا، ومسؤولين رفيعي المستوى من الهيئة الوفد المشترك الذي ترأسه كلا من فيصل عيسى لطفي، المدير التنفيذي لجمارك دبي العالمية، وبول هاريسون المستشار الدولي في برنامج الامم المتحدة الإنمائي، وتمحورت المباحثات خلال هذه الزيارة حول مقترح هيئة الإيرادات التنزانية للشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وجمارك دبي العالمية للمشاركة في تنفيذ مشروع "ميناء التميز"، الذي يموله مرفق البيئة العالمية، والهادف إلى المساعدة في بناء أفضل القدرات الاقليمية في شرق افريقيا. وتم خلال الاجتماع اقتراح توقيع مذكرة تفاهم من شأنها العمل بالأساس على الارتقاء بقدرات وكفاءة الهيئة إلى المستوى العالمي وفق رؤية موحدة لتحقيق هدف تنزانيا المتمثل في الريادة الإقليمية.
وأوضح فيصل عيسى لطفي أن الجمارك العالمية تضع في مقدمة أولوياتها خلال زياراتها الخارجية تقديم قيمة مضافة حقيقية للإدارات الجمركية من الدول التي تطلب الاستفادة من تجربة دبي في مجال العمل الجمركي، عبر التعاون مع هذه الإدارات لتطوير أساليب العمل، والاستفادة من الإنجازات التي حققتها دبي على صعيد تسريع عمليات التخليص الجمركي، من خلال أحدث تطبيقات تقنية المعلومات الذكية المستخدمة في إنجاز المعاملات الجمركية، وتسريع عمليات المعاينة والتفتيش، ونحن نلمس إقبالاً كبيراً لدى العديد من دول العالم للاستفادة من هذه التطبيقات في تطوير أداء إداراتها الجمركية، حيث نتلقى طلبات لدعم تطوير الإدارات الجمركية، ويأتي جزء مهم من هذه الطلبات من الدول التي تتولى "موانئ دبي العالمية" تطوير وإدارة الموانئ والمحطات البحرية فيها، إذ ترغب عدة دول منها باستكمال النجاح الذي تحقق في تطوير موانئها نتيجة الاستفادة من قدرات دبي في صناعة الموانئ، وتطلب منا تطوير خدماتها الجمركية بما لدينا من خبرات متراكمة وإنجازات في العمل الجمركي.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.