السيارة الأسطوريّة تحتفل بعيدها الستين: جاذبية فورد برونكو المستمرّة ترسم مسيرة خالدة في صناعة السيارات

تكاد فترة الستّين سنة أن تكون حياةً كاملة للبعض، لكنها بالنسبة لفورد برونكو مجرّد بداية لمسيرة أسطورية بالفعل. فمن بداياتها الملفتة إلى مكانتها الحديثة كأيقونة في صناعة السيارات، تُجسّد برونكو قصة تطوّر ومتانة، وتستحق بالتالي وعن جدارة لقب "الأعظم على الإطلاق" (G.O.A.T. - Greatest Of All Time).
ورغم أنّ هذا الاختصار كان مناسباً لمكانة السيارة، لكنّه في الواقع الاسم الرمزي الأول لسيارة برونكو، فهو اختصار لعبارة "Goes Over Any Terrain (G.O.A.T.)" (أي "تتجاوز كل التضاريس")... وليس "الأعظم على الإطلاق" بالتالي لقباً جديداً لميسي أو كريستيانو رونالدو، أو لفرقة برونكو المكسيكية المعروفة. أمّا مقولة "تتجاوز كل التضاريس"، فيتردّد صداها كثيراً في الشرق الأوسط، حيث تُعدّ القيادة على الطرقات الصعبة أمراً شائعاً.
غير أنّ الأمر لا يقتصر على القدرات، فبرونكو تُجسّد الإرث العريق، وتُلهم أجيالاً من هواة المغامرة، كما أنّها تُرسي معايير التميّز على الطرقات الوعرة، من طراز "بيغ بيند" إلى " آوتر بانكس" و"بادلاندز" وما بعدهما.
في العام 1965 كان العالم يشهد تغيّرات، وكذلك مشهد صناعة السيارات، حيث سجّلت فورد، التي كانت قد أثبتت ريادتها بالفعل، حصول فجوة في السوق. وكانت سيارات جيب عادية جداً، بينما الشاحنات ضخمة كثيراً. فوجدت الحاجة إلى طراز بينهما، طراز متعدد الاستخدامات وقادر على أن يصبح "الأعظم على الإطلاق".
وكانت برونكو الأصلية بمثابة اكتشاف حقيقي. فهي لم تكن مجرّد سيارة عادية، بل أشبه بمفهوم جديد. فحجمها الصغير، وقاعدة عجلاتها القصيرة، وبنيتها المتينة جعلت منها سيارة سهلة المناورة بشكل لا يُصدق، ومثالية للتنقل في شوارع المدن الضيقة أو اجتياز التضاريس الوعرة والصعبة. وكانت بمثابة لوحة بيضاء، جاهزة لكي ترسم عليها تجهيزات متخصصة للعمل أو الرحلات، حيث استخدمها المزارعون لرعاية حقولهم، ومربي الماشية لرعي ماشيتهم، والمغامرون لاستكشاف مناطق العالم المجهولة.
لكنّ جاذبية برونكو تجاوزت حدود عمليتها. فقد تمتّعت بسحر خاص، و"شخصية" قوية وآسرة على الفور، إذ جسّدت تلك الحرية والاستقلالية ونزعة البحث عن المجهول، وذلك بتصميمها البسيط إنما الواثق والأنيق، وطابعها الملائم لأي مكان.
في الشرق الأوسط، سرعان ما وجدت برونكو قاعدة جماهيرية وفيّة. وبفضل بنيتها المتينة ومحركها القوي، أصبحت مثالية لمواجهة ظروف الصحراء القاسية، ومشهداً مألوفاً في القرى النائية والأسواق الصاخبة، وحتى المدن المتنامية والتي كانت تُحدث تحولاً سريعاً في طابع المنطقة. كما كانت برونكو قادرة على تلبية متطلبات العمل والترفيه بطبيعة الحال، فهي سيارة متعددة الاستخدامات تلبي مختلف الاحتياجات المتنوعة لمالكيها، مثبتةً جدارتها في بعض أصعب البيئات على وجه الأرض.
واستمرت شعبية برونكو في التصاعد طيلة سبعينات القرن الماضي، لتصبح رمزاً للقوة الأمريكية وقدرة التحمل على الطرقات الوعرة، حيث ظهرت على أغلفة المجلات وظهرت في عدد لا يحصى من الأفلام والبرامج التلفزيونية. ومع مرور السنين، نمت برونكو حجماً وتعقيداً، إلا أنّ سمعتها كسيارة قوية وموثوقة على الطرقات الوعرة ظلت كما هي.
ومع انتهاء إنتاج الجيل الخامس، الذي استمر حتى العام 1996، شكل توقف إنتاج برونكو نهاية حقبة تاريخية، تاركاً الفراغ لدى عشاقها الكثر. وطيلة 25 عاماً، ظلت الأسطورة كامنة، ومجرّد ذكرى عزيزة لحقبة ماضية، حيث تساءل الكثيرون عما إذا كانت السيارة "الأعظم على الإطلاق" ستعود يوماً ما.
غير أنّ قصة برونكو لم تنتهِ عند ذلك الحدّ. ففي العام 2021، عادت إلى الحياة، وولدت من جديد ولجيل جديد. لم تُحيِ فورد اسماً فحسب، بل أعادت إحياء روحٍ خالدة، وأثبتت برونكو الجديدة أنها تحفة فنية عصرية، تجمع بين لمسات التصميم الكلاسيكي والتقنيات المتطورة، وفيةً لتراثها العريق ومُتطلعةً نحو المستقبل.
وبرونكو الجديدة أكثر من مجرد سيارة... إنها تجربة تُلهم المغامرات، وتُشجّع على الاستكشاف، وتربطك بالعالم من حولك. إنّها سيارة تستحق فعلاً لقب "الأعظم على الإطلاق".
وذلك الارتباط كان وثيقاً في منطقة الشرق الأوسط تحديداً. فأرض التنوّع التي تلتقي فيها التقاليد العريقة بالابتكارات الحديثة، تُعدّ مكاناً مثالياً لاستكشاف المدن الكبرى الصاخبة، والقيادة على رمال الصحاري المتماوجة، والاستمتاع بجمال سلاسل الجبال الآسرة، وكل ذلك في يوم واحد.
ونحن لا نتحدث هنا عن مجرّد سيارة، بل عن أسلوب حياة، وطريقة مثلى لتجربة تضاريس الأرض المتفاوتة، واحتضان روح المغامرة المتأصلة في ثقافتها وعلى طرقاتها. إنها تعبير عن هويتك والقيم التي تحرص عليها، ورمز للمغامرة في السعي وراء التميّز.
ويتجاوز إرث برونكو حدود قدراتها على الطرقات الوعرة وتصميمها الأنيق، ليُجسّد أيضاً قصة ابتكار وتميّز هندسي. فمن بداياتها كسيارة بسيطة و عملية إلى تجسّدها مؤخراً كآلة متطورة تقنياً للطرقات الوعرة، لطالما كانت برونكو سيارة محبوبة من قبل الجميع.
ولا ننسى تصميم برونكو الأيقوني، حيث تحتفي برونكو الجديدة بتراثها العريق عبر تصميمها "الصندوقي"، ومصابيحها الأمامية المستديرة، وقاعدة عجلاتها القصيرة. كما تتضمن عناصر تصميم عصرية، مثل إضاءة "ليد"، وتصميمها الداخلي الأنيق، ونظام معلومات وترفيه متطور، ما يجعلها بمثابة مزيج مثالي بين الكلاسيكية والمعاصرة في تصميم سيدوم طويلاً.
ولعشاق القيادة خارج الطرقات الاسفلتية أو لهواة المغامرات في المدن، يُمكن تخصيص برونكو الجديدة لتناسب احتياجاتهم الفردية - سواءً أرادوها سيارة متينة أو سيارة أنيقة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، لترقى بذلك إلى مستوى توقعات الجميع.
ومع احتفال برونكو بالعيد الـ 60 لإطلاقها، من الواضح أنّ إرثها لا يزال أقوى من أي وقت مضى، حيث لم تستحوذ على اهتمام الناس في أي مكان كما في الشرق الأوسط.
إنها سيارة ستواصل إلهام الأجيال المقبلة بروح المغامرة. وليست مجرد سيارة، بل هي على الأرجح "أعظم سيارة على الإطلاق".
فلتكن برونكو رفيقتك وأنت تتحدى الكثبان الرملية الخطرة، وتتسلق الجبال الوعرة، وتستكشف كنوز منطقتنا الجميلة.
المغامرة بانتظارك، وسيارة برونكو الرائعة جاهزة أيضاً لتقود الطريق!
خلفية عامة
فورد موتور
إنّ فورد موتور هي شركة سيارات رائدة عالمياً مقرّها الرئيسي في ديربورن، ولاية ميشيغان، وتتولّى تصنيع أو توزيع السيارات في أرجاء القارات الستّ.
كما تعتبر شركة فورد الشرق الأوسط من الشركات الرائدة في مجال المواطنة المؤسسية في المنطقة من خلال برنامج "هبات المحافظة على البيئة وحمايتها" Conservation & Environmental Grants المحلّي الذي ساعد في إطلاق أكثر من 120 مبادرة بيئية شرق أوسطية من خلال مساعدات مالية بلغت مليون دولار منذ العام 2000.