المؤتمر الدولي لعلوم الرياضيات وتطبيقاتها يناقش 125 بحثاً علمياً
تحت رعاية معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم انطلقت أمس فعاليات المؤتمر الدولي لعلوم الرياضيات وتطبيقاتها والذي تنظمه كلية الآداب والعلوم بجامعة أبوظبي في فندق راديسون بلو بجزيرة ياس ويستمر حتى 30 ديسمبر، بمشاركة نخبة من أساتذة الجامعات وباحثين دوليين متخصصين من ما يزيد عن 35 جامعة عالمية مرموقة يمثلون أكثر من 20 دولة، ويهدف المؤتمر الذي يعرض ما يزيد عن 125 من البحوث والأوراق العلمية تتناول فروع علوم الرياضيات وتطبيقاتها المختلفة إلى تعزيز وتشجيع الاهتمام بعلم الرياضيات ومناقشة آخر التطورات والأبحاث في هذا المجال وإتاحة الفرصة للمشاركين للاستفادة من مخرجات البحوث المطروحة وتهيئة فرصة متميزة لتكوين شراكات بحثية متكاملة تخدم المجتمع.
وأكد علي ميحد السويدي وكيل وزارة التربية والتعليم بالإنابة على أن المؤتمر الدولي لعلوم الرياضيات وتطبيقاتها بحكم تخصصه في علوم الرياضيات له أهمية كبيرة، خاصة وأن التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة يتجه إلى إعداد الطلاب والطالبات لمجتمع اقتصاد المعرفة، ويمثل الاهتمام بالرياضيات وتطبيقاتها أحد الركائز الأساسية في إستراتيجية وزارة التربية والتعليم والتي أقرتها الحكومة الرشيدة ويعتبر إعداد الطالب إعداداً علمياً متميزاً في الرياضيات أحد المحاور الحيوية في برامج تطبيق هذه الإستراتيجية في مدارسنا، وقد نفذت الوزارة مجموعة من البرامج وورش العمل التطبيقية التي تستهدف تدريب المعلمين على أحدث طرق وأساليب تدريس الرياضيات وتوظيف تقنيات علمية متطورة في هذا المجال، مضيفاً، أنه من هنا يستقي هذا المؤتمر أهميته لأنه يعد فرصة متميزة يستفيد منها الأساتذة لزيادة معارفهم في هذا التخصص وتنمية قدراتهم في التعامل مع العلوم والرياضيات بمهارة فائقة ونقل تلك المعارف للطلبة الذين يمثلون قاعدة الموارد البشرية المستقبلية والمسؤولة عن المساهمة في عملية التنمية المستدامة في الدولة.
وأوضح السويدي أن الوزارة تحرص على اتباع خطط مدروسة لتشجيع الطلاب للإقبال على التخصصات العلمية ومنها الرياضيات وتنقسم تلك الخطط إلى عدة أجزاء، فالجزء الأول هو مسؤولية مؤسسات التعليم العالي في إعداد وتدريب الأساتذة في التخصصات العلمية على المهارات المطلوبة للتواصل بشكل فعال مع الطلاب يجذبهم ويحثهم على استيعاب المناهج العلمية المتخصصة، والجزء الثاني هو دور وزارة التربية والتعليم في هذا الشأن حيث بدأت الوزارة في تطبيق مبادرة لوضع مرشد أكاديمي في كل مدرسة ليعمل على مهمة توفير الإرشاد الأكاديمي للطلاب والطالبات من خلال التعامل والتواصل معهم ودراسة مهاراتهم وقدراتهم وتوفير النصح والإرشاد لهم فيما يتعلق باخيار التخصص الدراسي الجامعي، وقد بدأنا بالفعل في تنفيذ هذه المباردة في نحو 16 مدرسة في الإمارات الشمالية ووضع أشخاص متخصصين من داخل المنظومة التعليمية وعلى مهارة وكفاءة عالية لتوفير الإرشاد الأكاديمي للطلبة، وهذه هي الخطوة الأولية التي نسعى إلى تطبيقها بشكل أوسع في الفترة المقبلة، هذا بالإضافة إلى نشر الوعي بين أولياء الأمور حول أهمية تشجيع أبنائهم وبناتهم للاتجاه للتخصصات العلمية حيث ستقوم الوزارة مستقبلياً بتوزيع كتيبات توعوية وتنظيم محاضرات لأولياء الأمور لتعزيز وعيهم بشأن أهمية التخصصات العلمية.
وأضاف السويدي أن الجزء الثالث فهو مسؤولية مؤسسات الأعمال في القطاع الخاص والعام والتي نأمل منها التنسيق مع مختلف المدارس لتنظيم ورش عمل أو محاضرات لتعريف الطلاب والطالبات على فرص العمل المطروحة في سوق العمل والتي يتزايد عليها الإقبال يومياً في التخصصات العلمية.
ومن جانبه أوضح الدكتور رضوان الجراح عميد كلية الآداب والعلوم بجامعة أبوظبي أن "المؤتمر الدولي لعلوم الرياضيات وتطبيقاتها والذي استقطب ما يزيد عن 150 باحث وعضو هيئة تدريسية من مختلف مراكز البحوث العلمية ومؤسسات التعليم العالي حول العالم يفتح آفاق جديدة أمام المشاركين ويتيح لهم عرض مختلف البحوث العلمية والتطبيقية التي قاموا بإعدادها، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن المؤتمر يركز بشكل كبير على الرياضيات التطبيقية إلا أن البحوث التي يطرحها المشاركين تتناول شتى المجالات في علوم الرياضيات وتطبيقاتها التي تتفرع إلى مختلف العلوم الطبيعية والإنسانية ومنها على سبيل المثال مجال الطب والصحة العامة والصناعة التطبيقية، والاقتصاد والبيئة وعلم الأحياء والفيزياء وغيرها الكثير.
وثمن الدكتور الجراح جهود وزارة التربية والتعليم وحرصها على توفير الدعم الكامل للجامعة في تنظيم المؤتمر الدولي لعلوم الرياضيات وتطبيقاتها، مشيراً إلى أن المؤتمر الذي يستمر على مدار 5 أيام يتضمن نحو 27 جلسة عمل تم تقسيمها على مدار أيام المؤتمر بحيث يعرض في كل حلقة نقاش البحوث والأوراق العلمية ذات الصلة ببعضها البعض ومنها بحوث في الجبر وتطبيقاته، الاحتمالات والإحصاءات، المعادلات التفاضلية، الرياضيات في علم الاقتصاد، حساب التفاضل والتكامل، والرياضيات في علم الأحياء والفيزياء وغيرها الكثير، لافتاً إلى أن الباحثين المشاركين في المؤتمر يمثلون جامعات من مختلف دول العالم مثل :المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية وألمانيا وليبيا وسنغافورة وماليزيا، والهند، تركيا، الأردن، فرنسا، البرتغال، الجزائر، جنوب أفريقيا، أستراليا، نيجيريا وبلغاريا واليابان وإندونيسيا وتايوان والصين واليونان وإيران ومصر وعمان وغيرها.
ومن جانبه لفت الدكتور فارس محمد هواري رئيس قسم العلوم التطبيقية والرياضيات وأحد أعضاء اللجنة التنظيمية للمؤتمر أن المؤتمر يعد منصة للتواصل بين العلماء والباحثين في مجال علوم الرياضيات وفرصة لبناء جسر بين النظرية والتطبيق في علوم الرياضيات، كما يهدف إلى طرح بحوث وأوراق علمية منها ما يهم الجمهور بشكل عام وليس فقط المتخصصين ودراسة كيف تتداخل الرياضيات مع حياتنا اليومية وبعض من هذه البحوث يتعلق بتطبيقات الرياضيات في العلوم الصحية والعلوم البيئية، مشيراً إلى أن لجنة تنظيم المؤتمر قامت باختيار نحو 60 بحث وورقة علمية سيتم نشرها في مجلات علوم الرياضيات المحكمة دولياً وهي المجلة الدولية للرياضيات والحوسبة والمجلة العالمية للرياضيات والعلوم الرياضية، ونأمل أن يحث المؤتمر أساتذة علوم الرياضيات على تبسيط شرح المعادلات للطلبة والطالبات بحيث يشرحون لهم كيف ترتبط هذه المعادلات التي قد تكون معقدة أحياناً بأوجه حياتنا اليومية.
وفيما يلي بعض من أبرز البحوث والأوراق العلمية التي طرحت خلال المؤتمر:
تضمن المؤتمر 27 جلسة عمل عرض خلالها الأساتذة المشاركين نحو 125 بحثاً علمياً، وشملت جلسات العمل عرضاً علمياً قدمه نائل خبيف من جامعة البحرين تناول دراسة منظومة حقن وانتشار قطرات ماء التبريد لغرض تفادي ارتفاع الضغط داخل المفاعلات النوويهة، كما حصل في محطة مفاعل فوكوشيما الياباني مما أدى الى انهيار المحطة كلياً وحصول تسرب للمواد المشعة منها وبالتالي كان سببا للتلوث الاشعاعي في المنطقة.
وعرض بوعليم لاريبي من جامعة خميس مليانة بالجزائر دراسة تأثير العوامل الفيزباوية في حالة ضيق مجرى الشرايين الدموية مثل الضغط والاجهاد على ضخ وتوزيع الدم عبر طول الشريان وغيرها من العوامل التي تساعد على بروز هذا المرض، وكيف تدخل المعالجة الرياضية في توضيح كيفية السيطرة على هذه العوامل من الناحية الرياضية التطبيقية مما يساعد على السيطرة على هذا المرض وامكانية التنبؤ بالنتائج والعمل على تفاديه، كما عرض وضع نموذج رياضي - فيزياوي لخدمة جراحة القلب من خلال تمثيل القلب والاوردة والشرايين كدائرة كهربائية يمثل القلب فيها القوه الدافعة الكهربائية(المولد الكهربائي) واعتبار بقية الشرايين والأوردة كمقاومات في هذه الدائرة.
كما قدمت هايدي بدوي من جامعة ملبورن في أستراليا دراسة تناقش العلاقة بين دالة التوزيع للنمل الابيض والذي يعد حشرة استوائية وشبه استوائية وبين تغيرات الطقس والاحتباس الحراري لاسيما أن لهذه الحشرة تأثيرات أساسية على تحلل الخشب وبالتالي عمليات إعادة التدوير لبقايا الخشب وما ينتج عن ذلك من خسائر اقتصادية مكلفة.
خلفية عامة
جامعة أبوظبي
جامعة أبوظبي هي أكبر جامعة خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسعى الجامعة لأن تصبح الخيار الأول للطلاب على مستوى كافة إمارات الدولة وفي المنطقة بشكل عام.
ومع وجود أربع كليات تقدم أكثر من 40 برنامجاً من برامج البكالوريوس والدراسات العليا في كل من أبوظبي والعين ودبي ومنطقة الظفرة، بالإضافة إلى عدد من برامج الدمج الأكاديمي مع جامعات عالمية، فإننا نضمن حصول كافة طلابنا على تعليم عالمي بأعلى معايير الجودة.