ثلاثة خبراء يتحدثون خلال سلسلة المحاضرات المتخصصة في وايل كورنيل للطب – قطر

ناقش ثلاثة خبراء دوليين في مجال الرعاية الصحية ثلاث قضايا طبية مختلفة في إطار سلسلة المحاضرات المتخصصة التي تنظمها وايل كورنيل للطب – قطر، حيث تحدّث أولهم عن التصوير الطبي للأطفال، فيما تحدّث الثاني عن متلازمة تكيُّس المبيضين، والثالث عن تأثير البكتيريا المعوية في صحة الإنسان.
واعتادت وايل كورنيل للطب – قطر استضافة محاضِر واحد لإلقاء محاضرة فردية شهرية في إطار المحاضرات الطبية المتخصصة، غير أنها استضافت هذا الشهر وخلال أسبوع واحد ثلاثة خبراء معروفين ضمن سلسلة مصغرة خاصة من تلك المحاضرات. فقد ألقى الدكتور غرييم بوريسكي، رئيس قسم تصوير الجهاز العضلي-الهيكلي في إدارة طب الأشعة في مركز السدرة للطب والبحوث، المحاضرة الأولى بعنوان: "التصوير الطبي للأطفال: أي فحص يطلب الطبيب؟".
وأوضح الدكتور بوريسكي، الذي يشغل أيضاً منصب أستاذ مشارك طب الأشعة الإكلينيكي في وايل كورنيل للطب – قطر، أنه يتعين على الأطباء التفكير بتأنٍ في الفوائد الممكنة عند طلب فحص معين مقابل الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالمريض نفسه. وفي هذا السياق قال: "للأسف ليس كل الفحوص الإشعاعية آمنة وخالية من الضرر مئة في المئة، لذا يتعيّن على الطبيب أن يفكر في هذا الأمر كلما طلب فحصاً إشعاعياً ما. وعلى سبيل المثال، أشارت بعض البحوث إلى أن الأشخاص الذين خضعوا مراراً للتصوير بالأشعة المقطعية في سن الطفولة يصبحون أكثر عُرضة لخطر الإصابة باللوكيميا والأورام الدماغية. ربما أن الخطر ضئيل، لكن ما زال يتعيّن علينا أن نفكر ملياً في الفحوص الإشعاعية قبل طلبها وأن نكون على يقين من أنها تمثل الخيار الأمثل لمنفعة المريض".
فيما ألقى المحاضرة الثانية الدكتور جيمس لويس، أستاذ الطب وعلم الأوبئة في جامعة بنسلفانيا بعنوان: "حياتنا الحديثة عند مفترق طرق: تقاطُع الحمية الغذائية وميكروبيوم الأمعاء والالتهابات والسرطان". وأوضح الدكتور لويس أن في الأمعاء البشرية قرابة 100 تريليون من الخلايا البكتيرية، أي زهاء عشرة أضعاف مجمل عدد الخلايا التي تشكل جسم الإنسان. وتابع الدكتور لويس قائلاً إن العديد من هذه الخلايا البكتيرية تفيد صحة الإنسان من خلال تخمير الألياف الغذائية وتكوين فيتامين "ب" وفيتامين "ك"، لكن في المقابل يبدو أن طفرة بعض أنواع البكتيريا تسهم في الإصابة باضطرابات التهابية مثل داء الأمعاء الالتهابي ومتلازمة القولون العصبي. كذلك هناك علاقة بين التهاب الأمعاء والمتلازمة الأيضية وداء السكري وسرطان الأمعاء. وأضاف: "عندما يتناول أحدنا وجبة طعام فإنه لا يغذّي نفسه فحسب، بل أيضاً تلك الكائنات المجهرية التي تعيش في أمعائه، حيث تحوّل هذه الكائنات ما يصلها من غذاء إلى جزيئات دقيقة أخرى تدور في مجرى الدم. وهنا تكمن الصلة بين الحمية الغذائية والالتهابات والمتلازمة الأيضية وخطر الإصابة بالسرطان".
كما ألقى الدكتور جون نستلر، أستاذ كرسي وليام برانش بورتر في الطب ورئيس قسم الطب في جامعة فرجينيا كومنولث في ريتشموند - فرجينيا، محاضرة بعنوان: "متلازمة تكيّس المبيضين وخطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية". وتحدُث متلازمة تكيّس المبيضين جرّاء خلل في مستويات هرمونين هُما إستروجين وبروجسترون في جسم المرأة، وهو ما يتسبّب في نمو تكيّسات حميدة في المبيضين وزيادة الوزن ومشكلات البشرة ونمو الشعر في أماكن غير مرغوبة ومشكلات الخصوبة.
وأوضح الدكتور نستلر إن متلازمة تكيّس المبيضين يُنظر إليها في العادة كحالة مرضيّة متعلقة بطب النساء، لكن يمكن أن تُفهم بشكل أفضل كمسألة صحة عامة وثيقة الصلة بمقاومة الأنسولين والنوع الثاني من السكري والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية. وقال في هذا السياق: "تقييم المريضة المصابة بمتلازمة تكيّس المبيضين يجب أن يشمل إجراء فحوص تحمّل الجلوكوز واضطراب الدهنيات في الدم وخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية. ويجب أن يتركز العلاج في الأمدين المتوسط والبعيد على تقليص خطر الإصابة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوع الثاني من السكري بالاستعانة بالأدوية وأيضاً الجراحة حسب الاقتضاء إلى جانب إحداث تغييرات في أنماط الحياة اليومية مثل تغيير الحمية الغذائية".
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.