جافزا تستهدف استقطاب المزيد من الشركات الأرجنتينية إلى المنطقة الحرة

نظمت المنطقة الحرة لجبل علي جافزا الشراكة الرائدة في المناطق الاقتصادية العالمية حملة ترويجية مكثفة في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس بهدف استقطاب المزيد من الشركات الأرجنتينية إلى المنطقة الحرة.
واستمرت الحملة الترويجية على مدار يومين متاليين، عقد خلالها فريق جافزا اجتماعات مع عدد من المستثمرين ورواد الأعمال إلى جانب ثلاث ندوات أعمال تحت عنوان " دبي بوابتك إلى الشرق الأوسط، وإفريقيا، ودول الكومنولث المستقلة، وشبه القارة الهندية"، حيث حضر الندوة أكثر من 50 شركة أرجنتينية من قطاعات مختلفة؛ كالمواد الغذائية، والرعاية الصحية، والإلكترونيات، ومواد البناء، والنفط والغاز، حيث أبدت معظم هذه الشركات اهتماماً كبيراً بجافزا من أجل الاستفادة من الفرص الناشئة في المنطقة.
وقد ترأس الحملة الترويجية إلى الأرجنتين، عادل الزرعوني نائب رئيس أول مبيعات جافزا وضم الوفد في عضويته كلا من أحمد بن حارب مدير أول مبيعات- الأمريكتين، وزيلدا روزا تنفيذي مبيعات.
نظمت الندوة الأولى من قبل وزارة الخارجية الأرجنتينية وحضرها كبار المسؤولين في الوزارة ، إضافة إلى وكيل وزارة تنمية الاستثمار والترويج التجاري، وسعادة سفير دولة الإمارات في الأرجنتين وأكثر من 50 مستثمراً في مجالات التصدير والتصنيع المهتمين بأسواق الشرق الأوسط.
وفي كلمته الترحيبية شدد وكيل وزارة تنمية الاستثمار والترويج التجاري على الحاجة الماسة إلى تعزيز العلاقات التجارية بين الأرجنتين ودولة الإمارات بشكل عام ودبي وجافزا بشكل خاص من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص وأكد على الأهمية الاستراتيجية لجافزا بصفتها بوابة التجارة والخدمات اللوجستية لخدمة المنطقة بأسرها.
بدوره تحدث سعادة سفير دولة الإمارات في الأرجنتين عن فرص النمو المتاحة للشركات الأرجنتينية في المنطقة عبر بوابة جافزا.
من جانبه شرح عادل الزرعوني النمو الكبير في منطقة الشرق الأوسط وما يترتب من زيادة الطلب على المواد الغذائية وغيرها من السلع الاستهلاكية الأخرى والذي من الممكن أن تستفيد منه الشركات الأرجنتينية عن طريق إنشاء أفرع لها في جافزا، كما أوضح الزرعوني إلى الأهمية الاستراتيجية لجافزا كمركز للوصول وخدمة المنطقة بأسرها بطريقة أكثر كفاءة.
وفي عرضه التوضيحي، تحدث الزرعوني عن الخطوة الأخيرة التي أعلنت عنها جافزا لمساعدة دبي للوصول كمركز صناعة الحلال العالمي، حيث قال: "يعتبر الشرق الأوسط من أسرع المناطق نمواً في العالم، إذ تضخ دول المنطقة استثمارات ضخمة في تطوير البنية التحتية والاجتماعية من أجل التقليل من الاعتماد على النفط وبناء اقتصاد مستدام. سيستمر ذلك على مدار السنوات القادمة بما يقدم دفعة كبيرة للأنشطة الاقتصادية بما يترتب عليه ارتفاع الطلب على جميع المنتجات في الأسواق بدءاً من المواد الغذائية، والرعاية الصحية، ومروراً بمنتجات التجميل ووصولاً إلى مواد البناء بما يوفر فرصاً ضخمة لأصحاب المشاريع الأرجنتينية الذين هم رواد السوق في العديد من هذه القطاعات".
وفي تعليقه على الخطوة الأخيرة التي أعلنت عنها دبي لكي تصبح مركزاً عالمياً في صناعة الحلال، نوه الزعوني إلى أبرز الملامح الرئيسية لمنطقتي الحلال التي أعلن عن تطويرهما في جافزا وتكنوبارك لتلبية احتياجات الأسواق الإقليمية والعالمية من المنتجات الحلال.
تعتمد المناطق الاقتصادية العالمية في خطتها لتطوير مناطق الأغذية الحلال على بنية تحتية مميزة تؤهلها لاستقطاب الشركات العاملة في مجال صناعة الحلال، وتوفر نظاماً متكاملاً من خلال نظام النافذة الواحدة لتلبية متطلبات جميع العملاء في سلسلة توريد الحلال بما يمكنهم من القيام بأعمالهم بكل سهولة ويسر. وتضع المناطق الاقتصادية العالمية نصب عينيها خلق شراكات وجذب مؤسسات، وجميعات، وهيئات الاعتماد، وشركات البحوث والتنمية الاستشارية بغية دعم سلسة التوريد الحلال بأكملها بدءاً من البحوث والتنمية، مروراً بتطوير المنتجات، وصولاً إلى توفير المصادر، والإنتاج، والتوزيع، وتوفير الخدمات اللوجستية والمبيعات والتسويق.
وأشار الزرعوني إلى مفهوم حاضنات الأعمال في المنطقة الحرة والتي صممت لاستقطاب ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة إلى المنطقة الحرة من مختلف دول العالم.
وأضاف الزرعوني: "تساعد حاضنات الأعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة على استكشاف فرص الأعمال في المنطقة بتكلفة رمزية جداً. إن الحاضنات هي مبادرة تعاونية بين جافزا والدول المهتمة بدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وفي هذا الإطار تخصص جافزا مساحة للمنشأة الحكومية التابعة لتلك الدولة، والتي تقوم بدورها بتخصيص المساحات للمستثمرين المهتمين الذين ينتمون إليها".
وأكد "نحن سعداء بتقديم هذا الدعم إلى الشركات الأرجنتينية لتمكينها من اكتشاف الفرص في المنطقة من جافزا بصفتها بوابة إلى الأسواق الاستهلاكية في الشرق الأوسط".
وتعتبر الأرجنتين ثالث أقوى اقتصاد في أمريكا اللاتينية، حيث تبقى المنتجات الزراعية في طليعة السلع الأكثر تصديراً من البلاد.
وفي كلمته أثناء ندوة الأعمال قال أحمد بن حارب: " ترغب الأرجنتين في استخدام دبي كمركز لاستكشاف وتسويق منتجاتها الصناعية والزراعية إلى الشرق الأوسط والعالم، حيث وقعت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية الأرجنتينية اتفاقاً مشتركاً مع دائرة التنمية الاقتصادية في مايو 2012. تسعى هذه الحملة الترويجية لنقل هذا الاتفاق إلى مستوى آخر وتفعيله. تقدم منطقتا الحلال في جافزا وتكنوبارك فرصاً ضخمة للشركات الأرجنتينية والتي يجب الاستفادة منها بالحد الأقصى".
وقد أجريت الندوتان الأخريان بالتعاون مع "كوبال"؛ اتحاد الغرف الأرجنتينية لقطاع الأغذية والمشروبات و بنك أتش أس بي سي.
أما ندوة كوبال فقد حضرها كبار المسؤولين بينهم رئيس اتحاد الغرف، ومسؤولون آخرون من وزارة الزراعة وأكثر من 30 شركة رائدة في قطاع الأغذية والمشروبات. وعبرت وزراة الزراعة عن اهتمامها بإنشاء حاضنة أعمال في جافزا للشركات الأرجنتينية من أجل استكشاف الفرص المتاحة في المنطقة.
فيما حضر ندوة أتش أس بي سي أكثر من 20 شركة رائدة في قطاع الزراعة والمهتمة بأسواق الإمارات والشرق الأوسط الأسرع نمواً.
ومع النجاح اللافت الذي حققته الحملة الترويجية، تتوقع جافزا استقطاب عدد من الشركات الأرجنتينية الجديدة إلى المنطقة الحرة هذا العام.
وقد تضاعف حجم التجارة بين الأرجنتين وجافزا خلال السنوات الأربع الماضية ليتجاوز 240 مليون درهم في 2013 في حين وصل إلى 104 مليون درهم في 2009، وتعكس التجارة بشكل أساسي الصادرات الأرجنتينية المتنامية إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي، وبالنظر إلى الزيادة المتوقعة في حضور الشركات الأرجنتينية في المنطقة الحرة، فإن ذلك سيقدم دفعة جديدة للتجارة الثنائية بين جافزا والأرجنتين.
خلفية عامة
المنطقة الحرة في جبل علي
تقع المنطقة الحرة في جبل علي بالقرب من جبل علي جنوب مدينة دبي باتجاه عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، أبوظبي. توفر المنطقة الحرة بيئة عمل تساعد على تحقيق الأرباح دون دفع ضرائب ودون الاضطرار إلى اتخاذ شريك يحمل جنسية الإمارات العربية المتحدة.
تقوم سلطة المنطقة الحرة في جبل علي بإدارة المنطقة الحرة، والتي تملكها دبي العالمية. كما أنها تدير أعمال ميناء جبل علي الذي حقق المرتبة التاسعة على مستوى العالم في عدد وحجم الحاويات التي يتم تناولها في هذا الميناء. كما توفر المنطقة الحرة خدمات كثيرة أخرى كالمخازن ووسائل التوزيع للشركات والمؤسسات العالمية.