جامعة خليفة تستعرض نظام دعم لوزن الجسم في الفضاء ثلاثي الأبعاد للمساعدة على المشي والتوازن

استعرض باحثون في جامعة خليفة اليوم في حرمها بأبوظبي مختبراً علمياً جديداً يحوي نظاماً روبوتياً معلقاً لدعم وزن الجسم البشري للتدريب على المشي في فضاء ثلاثي الأبعاد، والذي سيساعد على دراسة التوازن للمرضى والأصحاء على حد سواء. 

ويعتبر النظام الذي طورته الدكتورة هايكه فاليري، خلال فترة عملها كأستاذ مساعد في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة وعدد من الباحثين الآخرين من كبريات الجامعات الأوروبية، نظاماً إلكترونياً يسمى فلوت أو FLOAT والذي يقدم الدعم بشكل يتحكم بمختلف القوى المؤثرة على جسم الإنسان بشكل دقيق في الاتجاه العمودي والاتجاهين الأفقيين يمكن المرضى من التحرك في فضاء ثلاثي الأبعاد كبير الحجم بطول يصل لثمانية أمتار وعرض مترين وبارتفاع يصل إلى 2.8 متر بحيث يمكن التدريب على أنشطة متنوعة مثل المشي أو صعود الدرج. 

ويمكن من خلال هذا النظام الحد من وزن الجسم بمقدار غير محدد لمحاكاة المشي على سطح القمر على سبيل المثال بحيث يمكن أيضا أن تساعد على تحقيق التوازن أو تغييره لأغراض التدريب. وبالإضافة إلى الأجهزة المتطورة التي يحتويها المختبر لتحليل المشي والتوازن، يوسع هذا النظام القدرة البحثية المتطورة لإجراء دراسات على المشي والتوازن لدى الإنسان سواء المرضى أو الأصحاء. 

وقال الدكتور محمد المعلا، نائب الرئيس الأول للبحوث والتطوير في جامعة خليفة: "يسعدنا رؤية هذا المختبر الجديد والمتقدم. لا توفر المختبرات مثل هذا المختبر لطلبتنا بيئة مبتكرة لتحقيق تقدم كبير في أبحاثهم فحسب، بل تعتبر أيضا مكملاً مهماً لأحدث المرافق البحثية التي تلتزم الجامعة بتوفيرها للطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية والباحثين، وذلك بهدف إنتاج بحوث ذات أهمية للمجتمع المحلي وتخدم الاحتياجات الضرورية للتنمية في مجتمع دولة الإمارات القائم على المعرفة". 

ويوفر فلوت دعماً غير مرئياً معلقاً للتدريب على المشي في فضاء ثلاثي الأبعاد كبير الحجم، وذلك بالاستفادة من وزنه الخفيف، على أن تركز المرحلة القادمة على إدخال المزيد من التحسينات إلى وحدة التحكم والاختبارات مع المرضى، كما سيقوم المختبر أيضا بتسهيل التعاون مع الأطباء لتوفير التأهيل والعلاج الذي من شأنه تحسين الحالة الصحية لسكان دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وتعمل الدكتورة هايكه فاليري بالتعاون مع فريق بحث سويسري كان قد تصدر عناوين الصحف العام الماضي عندما استخدم مزيجا من التحفيز الكهروكيميائي والتدريب التأهيلي لمساعدة فئران مصابة بالشلل على المشي مرة أخرى، ففي تلك التجارب قام فريق البحث بإجراء تعديل جراحي على مجموعة من الفئران عن طريق قطع الحبل الشوكي جزئيا في مستويين مختلفين، وذلك بهدف إزالة كافة الاتصالات العصبية مباشرة إلى الرجلين الخلفيتين، ثم القيام بتدريب الفئران باستخدام جهاز الدعم الروبوتي مع التدخل الدوائي وتحفيز الحبل الشوكي، حتى استطاعت الفئران على إعادة استعادة قدرتها على عمل خطوات. 

جدير بالذكر، أن فلوت يعتبر خطوة متقدمة في هذه البحوث بحيث تجرى الآن دراسات على البشر وخاصة للذين تعرضوا لإصابات في الحبل الشوكي.