جامعة نورثويسترن-قطر تستضيف مدير التصميم الرقمي بصحيفة الواشنطن بوست

استضافت جامعة نورثويسترن في قطر، جستن فيريل مدير شؤون التصميم الرقمي وتطبيقات الهاتف الجوال والوسائط المتعددة في صحيفة الواشنطن بوست، حيث قدم مفهوماً جديداً في الجدال المحتدم حول الإعلام المطبوع وعلاقته بالإعلام الرقمي، وذلك في إطار سلسلة محاضرات شارك فيها طلاب الجامعة على مدار أسبوع كامل في شهر مارس الماضي.
وأكد فيريل ان الاشكالية الحقيقية في هذا الجدل القديم الجديد، لا تنحصر في التضاد الواضح بين الاعلام المطبوع ونظيره الرقمي أو بآلية الاندماج بينهما فحسب، بل إنه يتعلق بكيفية دمج المضمون التقليدي بوسائل الاعلام التكنولوجي، مشيراً الى ان المستقبل الرقمي مرهون بكيفية خلق علاقات تكاملية بين المضمون التقليدي ووسائل التكنولوجيا الحديثة، إما من خلال العلاقة بين كاتب المضمون المطبوع ومصمم البرامج على الموقع الالكتروني للصحيفة، أو من خلال استخدام التكنولوجيا في عرض فنون العمل الصحفي المطبوع.
وفي إحدى محاضراته لطلاب مادة فن كتابة القصة الصحفية باستخدام الوسائط المتعددة، والذي يمثل جزءاً من برنامج الصحافة في جامعة نورثويسترن- قطر، قال فيريل: "ينبغي أن نفكر في إعداد تصميم مبدع يتجاوز الجمل ذات المفاهيم السطحية، فاليوم يجب أن تفكر حول كيفية متابعتك لموضوع أو قضية ما، وكيف تعد تقريراً صحفياً غير عادي يلفت انتباه القراء ، عبر الاستخدام المهني والاحترافي لفنون العمل الصحفي والالكتروني في آن واحد".
ويوضح فيريل إن الفرق بين النص المطبوع وتصميم الموقع الإلكتروني يتمثل في أن تصميم النص المطبوع يعتمد على اسلوب السرد، بينما يعتمد تصميم الموقع الإلكتروني على الاعداد الجيد والابهار، وفي الوقت الذي يعتبر فيه أسلوب الصحيفة الورقية جامداً الى حد ما، فإن سمة تصميم الصحيفة الالكترونية يعتمد على وجود علاقة انسيابية بين النصوص والصور وكيفية توظيفهم بحيث يتجانسوا تماما ليشكلوا نسقاً موحداً، يساعد القارئ في تصفح الصحيفة بشكل مريح متنقلاً بين المقالات والقصص الصحفية بانسيابية تامة، باحثاً عن تلك التي تلفت انتباهه وتسترعي اهتمامه. وفي المقابل، فإن الطبيعة التفاعلية للمطبوعات الرقمية تتطلب من المصمم أن يستحوذ على انتباه القارىء، ومن ثم إتاحة الفرصة لذلك القارىء لمتابعة ما يهمه عبر التفاعل والمشاركة مع عناصر القصة الصحفية.
ويتحدث فيريل استناداً إلى تجربته ومشاهداته الشخصية، قائلا: "إن عملية إعادة تصميم موقع الواشنطن بوست استغرقت عاماً كاملاً، حيث ركزت على دمج الجانب الرقمي مع نظيره المطبوع من الصحيفة بغية الارتقاء بعملية التفاعل مع القراء من حيث المشاركة والنقاش".
ويختتم فيريل حديثه لطلاب جامعة نورثويسترن- قطر، مطالباً بضرورة أن يضعوا نصب أعينهم القراء على اختلاف فئاتهم وتنوع ثقافاتهم ، فهم الذين سوف يستخدمون تطبيقات الهواتف الخلوية أو يتصفحون موقعك الإلكتروني، وعندما تقوم بذلك وتفكر بشعور هذا الجمهور حينما يتعامل مع منتجك الثقافي، وقتئذ فقط سيكون لقصصك وتقاريرك الصحفية تأثيراً حقيقياً".
وفي تعليقه على محاضرات جستن فيريل في الجامعة، يقول العميد والرئيس التنفيذي لجامعة نورثويسترن-قطر إفيريت دينيس: "لم يكن ممكناً لفنون العمل الصحفي والقصص الاخبارية ان تتداخل فيما بينها دون الاعتماد على التقدم التكنولوجي كما هو حاصل اليوم، لذا فانه من دواعي فخرنا استضافة خبير متمرس في مجال الاعلام الرقمي مثل جستن فيريل الذي يمضي الوقت مع طلابنا وهيئة التدريس ويجري معهم نقاشً بناءً حول آخر المستجدات في الإعلام الرقمي والعالمي ، إذ أن محاضرات ونقاشات فيريل ركزت على أهم نقاط التقاطع بين منابر الإعلام المختلفة وكيفية اتباع أفضل الوسائل نحو التفوق واثبات الذات في المؤسسات الإخبارية المحلية والعالمية".
يذكر ان جستن فيريل، يعتبر خبيراً في التصميم الرقمي، لذا فإنه دائما ما يلقي المحاضرات حول هذا الموضوع في أفضل الجامعات مثل ستانفرد ونورثويسترن، وينسب إليه إطلاق تطبيق قراءة صحيفة الواشنطن بوست على أجهزة iPad، كما انه قام في الآونة الأخيرة بإعادة تطوير موقعها الالكتروني ليمكن تصفحها عبر الوساط المتعددة .
خلفية عامة
جامعة نورثوسترن في قطر
تأسست جامعة نورثوسترن في قطر في عام 2008 عن طريق المؤسسة الأم جامعة نورثويسترن في مدينة إيفانستون بولاية إلينوي ،بالولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع مؤسسة قطر. وتستند جامعة نورثويسترن في قطر إلى 150 عاماً من التفوق والإبداع في جامعة نورثويسترن لتعليم الطلاب وإعدادهم للإسهام في تشكيل صناعة الإعلام العالمية سريعة التطور سواء في قطر أو في الشرق الأوسط أو في أي موقع آخر في العالم.
وتقدم جامعة نورثويسترن في قطر مناهج دراسية تقتدي بالبرامج الجامعية المبتكرة الخاصة بكلية التواصل الإعلامي وكلية ميديل للصحافة والإعلام والتواصل الإعلامي المندمج.