جمارك دبي تثقف الأطفال في نادي الهوايات حول حماية حقوق الملكية الفكرية

قدمت جمارك دبي للأطفال المشاركين في الفعاليات الصيفية لنادي الهوايات محاضرة تثقيفية حول حماية حقوق الملكية الفكرية، تناولت أهمية الملكية الفكرية ودورها في حماية المجتمع من مخاطر السلع المقلدة.
وقدم المحاضر عبد الله كريف، من إدارة حماية حقوق الملكية الفكرية في جمارك دبي، للحضور شرحاً لمفهوم الملكية الفكرية المعبر عن نتاج فكر الإنسان من إبداعات مثل الاختراعات، والنماذج الصناعية، والعلامات التجارية، والأغاني والكتب والرموز والأسماء، موضحاً أن حقوق الملكية الفكرية لا تختلف عن حقوق الملكية الأخرى، فهي تمكّن مالك الحق من الاستفادة بشتى الطرق من عمله الذى كان مجرد فكرة، ثم تبلور إلى أن أصبح في صورة منتج. ولذلك، يحق لمالك حق الملكية الفكرية منع الاَخرين من التعامل بملكه دون الحصول على إذن مسبق منه، كما يحق له مقاضاتهم في حالة التعدي على حقوقه، والمطالبة بوقف التعدي أو وقف استمراره والتعويض عما أصابه من ضرر.
وأوضح المحاضر أن حماية حقوق الملكية الفكرية تسمح للمبدع ومالك العلامة التجارية وبراءة الاختراع وحق المؤلف بالاستفادة من عمله وتعبه واستثماره، حيث ترد هذه الحقوق في المواد القانونية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي ينص على حق الاستفادة من حماية المصالح المعنوية والمادية الناجمة عن نسبة النتاج العملي أو الأدبي أو الفني إلى مؤلفه.
وعرض المحاضر عبد الله كريف الأسباب التي تدفع الدول للاهتمام بالملكية الفكرية، والعمل على الارتقاء بها وحمايتها؛ وفي مقدمة هذه الأسباب هو الدور الهام للابتكارات الجديدة في تقدم البشرية ونهضتها، حيث تؤدي الحماية القانونية للابتكارات الجديدة إلى تشجيع الإنفاق على تطوير المزيد من الابتكارات لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث يعد تحفيز الإبداع والابتكار من أهم الأولويات التي تعمل قيادتنا الحكيمة على تحقيقها، انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وتوجيهاته بالعمل على التقدم إلى المركز رقم 1 عالمياً في كافة المجالات.
وتناول المحاضر جهود جمارك دبي في حماية حقوق الملكية الفكرية التي تهدف لتحقيق رؤية الدائرة بأن تكون الإدارة الجمركية الرائدة في العالم الداعمة للتجارة المشروعة، حيث أسست جمارك دبي في العام 2005 أول إدارة متخصصة من نوعها لحماية الملكية الفكرية على مستوى الدوائر الجمركية في الشرق الأوسط لنشر التوعية بأخطار التقليد على الصحة والسلامة، ومكافحة محاولات تهريب المواد المقلدة المتعدية على الملكية الفكرية، موضحاً أن الدائرة تولي اهتماماً خاصاً بالأطفال والنشء، عبر تنفيذ الأنشطة التوعوية في أماكن تجمعهم، ليتمكن الأطفال من التعرف على الدور الذي تؤديه جمارك دبي في المجتمع والحياة الاقتصادية، خصوصاً مهمة التفتيش الجمركي.
وأضاف المحاضر أن جمارك دبي تحرص على التعاون مع الدوائر الحكومية المحلية والوزارات المعنية بالملكية الفكرية على المستوى الاتحادي، وقد بادرت إلى تشكيل فريق عمل حكومي من هذه الدوائر والوزارات بمشاركة الهيئات والغرف التجارية على مستوى الدولة لتنسيق الجهود الحكومية الهادفة لحماية حقوق الملكية الفكرية.
وأوضح أن الدائرة أطلقت في العام 2007 جائزة جمارك دبي للملكية الفكرية للمدارس والجامعات والكليات والمعاهد التعليمية بالدولة، حيث تهدف الجائزة إلى قياس درجة التوعية والتثقيف من خلال الحملات التي تستهدف الأجيال القادمة، ومدى ازدياد الوعي العام بمخاطر التقليد على الصحة والاقتصاد، ومدى فعالية حماية تلك الحقوق في تنمية الاقتصاد الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة، مع وضع البحوث والمشاريع التي يشارك بها الطلاب في الاعتبار بهدف إنشاء قاعدة معرفية بناءة، كما تحرص جمارك دبي على الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية في 26 أبريل من كل عام، بحضور عدد من الشركاء الاستراتيجيين بالملكية الفكرية في الدولة وخارجها.
وقد قامت الدائرة في العام 2014 بتنظيم 7 ورش عمل حول حماية حقوق الملكية الفكرية، حضرها 160 مشاركاً من مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية، كما تم تنظيم 48 فعالية توعوية، بلغ عدد المستفيدين منها نحو 11.8 ألف شخص، وقد بلغ عدد ضبطيات الملكية الفكرية في العام 2014 أكثر من 300 ضبطية لبضائع وسلع متنوعة بقيمة تزيد على 36 مليون درهم. وخلال الربع الأول من العام 2015، بلغ العدد 40 ضبطية لبضائع مقلدة بقيمة تقدر بأكثر من 4 ملايين درهم.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.