جمارك دبي تحبط 3 محاولات لتهريب 2.5 كيلوجرام هيروين في أحشاء مسافرين

أحبط مفتشو جمارك دبي في مطار دبي الدولي 3 محاولات منفصلة، لتهريب كمية من المخدرات عبر كبسولات في أحشاء 3 مسافرين من جنسيات مختلفة قاموا بابتلاعها قبل وصولهم إلى دبي، في محاولة منهم للإفلات من رجال الجمارك.
وكشف علي المقهوي مدير إدارة عمليات المطارات بجمارك دبي، عن الضبطيات الثلاثة بقوله أن كميتها الإجمالية تزيد على 2.5 كيلو جرام من مادة الهيروين المخدرة، تم تعبئتها في 219 كبسولة، حيث تم ضبط 83 كبسولة مع مسافر آسيوي، و86 كبسولة مع مسافر آسيوي آخر، و50 كبسولة مع مسافرة إفريقية.
وأوضح مدير إدارة عمليات المطارات بجمارك دبي أن إحدى المفتشات الجمركيات بالمبنى رقم 2 لمطار دبي الدولي، كانت قد اشتبهت في مسافر آسيوي الجنسية قادم إلى دبي بتأشيرة سياحة، حينما لاحظت عليه علامات الارتباك والتوتر خلال اجراءات التفتيش الاعتيادية للحقائب، فتم عرضه على جهاز كشف الأحشاء، حيث أظهرت صور الجهاز وجود أجسام غريبة في أحشائه مما يؤكد صحة الاشتباه الأمر الذي استدعى تحويل المسافر إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بعد اتخاذ كافة الإجراءات الجمركية بحقه وذلك بناءً على التعاون والتنسيق المشترك بين جمارك دبي والإدارة العامة لمكافحة المخدرات. وقد تبين لاحقاً أن المسافر يحمل في أحشائه مواد مخدرة عبارة عن 83 كبسولة من مادة الهيروين بوزن 835 جرام.
بينما تعود تفاصيل العملية الثانية إلى اشتباه أحد مفتشي إدارة عمليات المطارات بجمارك دبي، بمسافر آسيوي آخر قادم إلى دبي عبر مبنى المطار رقم 2 أيضا، وخلال عملية التفتيش اليدوي لحقائبه لم يتم العثور على أية ممنوعات بداخلها، لكن الحس الأمني لدى المفتش دفعه إلى عرض المسافر على جهاز كشف الأحشاء، حيث تبين وجود مواد غريبة في أحشائه. وبسؤاله عن طبيعة هذه المواد، أقر أنها عبارة عن كبسولات محشوة بالمخدرات. وخلال عملية التحقيق معه من قبل موظفي التحقيق بإدارة عمليات المطارات، شعر المسافر بآلام في معدته، وقام إثر ذلك بإنزال بعض الكبسولات من تلقاء نفسه اشتبه باحتوائها على مادة الهيروين المخدرة فتم تحويله إلى الجهات المختصة في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي لعمل اللازم حيث تبين أن المسافر يحمل في أحشائه 86 كبسولة قام بإنزالها في المستشفى تحتوي بداخلها على 879 جراما من مادة الهيروين المخدرة.
وفي العملية الثالثة، اشتبه أحد مفتشي جمارك دبي في مبنى المطار رقم 3، بمسافرة من الجنسية الأفريقية قادمة من إحدى الدول الأفريقية، وبعرض حقائبها على جهاز الفحص لم يتبين بداخلها أية مواد ممنوعة، وهو نفس الامر الذي حدث مع إجراءات التفيش اليدوي لهذه الحقائب، مما استدعى عرضها على جهاز كشف الأحشاء، فأظهرت الصور وجود أجسام غريبة يشتبه أن تكون مواد مخدرة، تبين لاحقاً أنها تحتوي على 50 كبسولة بها مادة الهيروين النقي.
وبناءً على التنسيق والتعاون المشترك بين جمارك دبي والإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالقيادة العامة لشرطة دبي، تم تحويل المسافرين الثلاثة "المهرّبين" والمخدرات المضبوطة والمعلومات التي تضمنتها محاضر التحقيق إلى مكتب الإدارة بمطار دبي الدولي، حيث أكدت التحقيقات اللاحقة أن المشتبه بهم كانوا يعتزمون تسليم المواد المخدرة إلى أشخاص آخرين.
وأكد علي المقهوي أنه انطلاقا من مسؤولية جمارك دبي ومهامها الرئيسة كونها خط الحماية الأول للمجتمع في مواجهة مثل لمحاولات التهريب التي تستهدف صحة الإنسان والتأثير على قدراته الفكرية والإنتاجية في الحياة، ودورها أيضا في دعم حركة التجارة المشروعة، فإن الدائرة تحرص دائماً على تطوير قدرات موظفيها ومفتشيها من خلال دورات تدريبية متخصصة تشمل لغة الجسد وتعزيز الانتماء والحس الجمركي، بالإضافة إلى تزويدهم بأحدث التقنيات المتوفرة لأجهزة الفحص والتفتيش، الأمر الذي أسهم بصورة كبيرة في صقل خبرة المفتشين في التعامل مع مثل هذه المحاولات والكشف عن أساليب التهريب التضليلية المعقدة.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.