حمد الطبية تنصح مرضى السكري بزيادة الاهتمام بصحة ورعاية القدمين خلال الطقس البارد

دعا الدكتور طلال خضر طلال، رئيس خدمات العناية بالقدم في مؤسسة حمد الطبية ؛ مرضى السكري إلى التنبّه لأهمية توفير رعاية مناسبة للقدمين خلال أشهر الشتاء الباردة ، موضحاً، أن اجتماع ثلاثة عوامل معاً، وهي انخفاض درجات الحرارة، وضعف الدورة الدموية، وتلف الأعصاب قد يكون خطراً للغاية على صحة أقدام مرضى السكري.
وقال الدكتور طلال : " تُعد الأقدام أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى والمضاعفات خلال الطقس البارد بسبب الضعف في الدورة الدموية وقلة تدفق الدم لها. ويُعد مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بضعف الدورة الدموية وتضرر الأعصاب الطرفية أي الأعصاب في أطراف الجسم، ولذلك فإنه من المهم جداً عدم اعتماد مرضى السكري فقط على حواسهم لاكتشاف أي إصابات أو أمراض في القدمين".
وأضاف الدكتور طلال: "قد يتسبب السكري في إصابة المريض بتلف في أعصاب القدمين أو ما يعرف باعتلال الأعصاب السكري. وبسبب الخَدَر الذي يسببه اعتلال الأعصاب فقد لا يشعر مريض السكري عندما تكون قدماه رطبتان أو باردتان أو عندما تكون قدماه دافئتان أكثر من اللازم كما أنه من الممكن أيضاً أن لا يشعر مريض السكري عند تعرض قدمه لإصابة ما. وقد تصاب القدمان بالخَدَر بصورة أكبر خلال الطقس البارد، ولذلك فإننا ندعو مرضى السكري إلى تفحص أقدامهم بشكل يومي وارتداء جوارب وأحذية مناسبة للقدم وتجنّب استخدام بعض أنواع أجهزة التدفئة مثل الأغطية (البطانيات) الكهربائية ووسادات التدفئة و أحواض المياه الساخنة".
وينجم اعتلال الأعصاب عن الضرر الذي تصاب به الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي أعصاب الأطراف بالدم، وبشكل خاص أعصاب الساقين والقدمين. وينتج عن ذلك فقدان الإحساس في هذه الأطراف بصورة قد تصل إلى درجة عدم إحساس المريض بالجروح والتقرحات والكدمات في قدميه.
وأوضح الدكتور طلال قائلا : "قد يصيب اعتلال الأعصاب السكري ما يصل إلى نصف المرضى المصابين بالسكري. أما أهم العوامل المساعدة على تجنّب مضاعفات اعتلال الأعصاب السكري فهي المراقبة المستمرة لمعدلات السكر في الدم والعناية اليومية بالقدم، فقد تتسبب التغيرات في مستويات السكر بالدم في تسريع عملية إصابة الأعصاب بالتلف". وأشار الدكتور طلال إلى أن ممارسة الرياضة الخفيفة مثل المشي اليومي قد تمثل جزءاً هاماً من الخطة العلاجية لمرضى اعتلال الأعصاب السكري.
وقد أعدّت الجمعية الأمريكية للسكري قائمة من خمسة نصائح لرعاية القدم السكرية خلال الشتاء، وهي نصائح يؤكد على أهميتها الدكتور طلال. وتتضمن القائمة ضرورة الحفاظ على جفاف القدمين، واستخدام مستحضرات الترطيب الموصى بها، وتجنّب تعريضهما للحرارة بشكل مباشر، وارتداء الأحذية المناسبة للقدم وإجراء فحوصات للقدم بصورة منتظمة.
وقال الدكتور طلال: "يمكن أن تمثل الرطوبة والبرودة تهديداً لصحة أقدام مرضى السكري كما يتسبب الطقس البارد في تحديات إضافية للأشخاص المصابين باعتلال الأعصاب، حيث تتسبب الرطوبة في تكوّن البكتيريا وقد تؤدي هذه البكتيريا إلى الإصابة بالعدوى ويمكن أن يضاعف البرد من حدة الأعراض ويتسبب في أضرار إضافية للأعصاب المتضررة بالفعل من قبل. ولذلك يتوجب على مرضى السكري الحرص على تغيير الجوارب الرطبة وتجفيف أقدامهم بأسرع صورة ممكنة. كما يتوجب أيضاً تجنب استخدام بعض أنواع أجهزة التدفئة مثل البطانيات الكهربائية وحشوات الأحذية الكهربائية ووسادات التدفئة. وقد تتسبب إصابة القدمين بالخَدَر نتيجة اعتلال الأعصاب في صعوبة شعور المريض بأن قدميه دافئتين أكثر من المطلوب، وقد يصل الأمر إلى درجة أن لا يشعر بقدميه عند إصابتهما بالحروق وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة".
وأضاف الدكتور طلال أنه من المهم لمرضى السكري الحرص على فحص أقدامهم بشكل دوري من قِبل الطبيب، مشيراً إلى أن ذلك يُعد من بين الإجراءات الوقائية الأساسية التي يتوجب على كل مريض سكري الاهتمام بها وأخذها على محمل الجد.
ويرأس الدكتور طلال مؤتمر الخليج الثالث للقدم السكرية بالإضافة إلى اللجنة العلمية للمؤتمر والذي من المقرر أن يعقد بالدوحة خلال الفترة من 3 إلى 4 مارس 2017. وسيشهد المؤتمر حضور أكثر من 500 مشارك من بينهم عدد من أبرز الخبراء في هذا المجال بالإضافة إلى كوادر رعاية صحية من تخصصات متنوعة ومن مختلف أنحاء المنطقة مثل أخصائيي علاج الجروح والكوادر التمريضية وجراحي القدم ومتخصصي العلاج الطبيعي والكوادر الصحية المساندة. لمزيد من المعلومات حول مؤتمر الخليج الثالث للقدم السكرية، يرجى زيارة الموقع على الرابط الإلكتروني: https://www.hamad.qa/EN/All-Events/3-GDFC/Pages/default.aspx.
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.