خبراء "المؤتمر العالمي للتنظيم والإدارة" يوصون بأهمية تطبيق نماذج الإدارة المبتكرة للتناسب مع خصائص القيادة في منطقة الخليج العربي

أكد الخبراء والباحثين المشاركين في "المؤتمر العالمي للتنظيم والإدارة" أمس على ضرورة تطبيق نموذج فريد لإدارة الموارد البشرية ونماذج الإدارة المبتكرة ليتناسب في خصائصها مع أسلوب القيادة في منطقة الخليج العربي وتفاعلاتها التي تتميز بتعدد المستويات لضمان استدامة أعمال المؤسسات والجهات والهيئات، مشيرين إلى أن الإطار النظري يلقي الضوء على الفرص التعليمية والمعايير الثقافية، والخيارات الوظيفية، والدعم الاجتماعي والهيكلي، وتأثيرها جميعها كعوامل على مشاركة القوى العاملة في دفع عملية الارتقاء بممارسات إدارة الموارد البشرية وتقلد المرأة المناصب القيادية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدين على أن التحدي الحاسم الذي لابد للدولة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام مواجهته والتغلب عليه خلال العقود المقبلة هو تحقيق أفضل نسب للتنمية المستدامة والتي يجب على صناع القرار والجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني العمل معاً بحكمة لتحديد الاستراتيجيات المختلفة التي ستمكنهم من الوصول إليها.
جاء ذلك فعاليات الجلسة الختامية للمؤتمر والذي نظمته كلية إدارة الأعمال بجامعة أبوظبي على مدار يومين تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع نائب رئيس مجلس أمناء جامعة أبوظبي وبشراكة استراتيجية مع الأكاديمية الآسيوية للإدارة، واستقطب المؤتمر نحو 200 ورقة بحثية من أساتذة وباحثين من مؤسسات التعليم العالي والمراكز البحثية المرموقة في أكثر من 35 حول العالم، ناقشوا خلال 40 جلسة 12 مساراً حول ريادة الأعمال، والقيادة وإدارة الابتكار، والتنمية المستدامة، والتخطيط التربوي، والإدارة الاستراتيجية، بالإضافة إلى عمليات وإدارة سلاسل التوريد، السلوك المؤسسي، إدارة المعرفة، وإدارة الموارد البشرية، إدارة التكنولوجيا والمشاريع، وأخلاقيات الأعمال والحوكمة المؤسسية، وإدارة الأعمال الدولية.
وأوضح الدكتور جيكوب شاكو عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة أبوظبي حرص الجامعة على الاستفادة من البحوث العلمية التي طرحها المتحدثين والباحثين على مدار يومي المؤتمر وبحث آليات تطويع الممارسات العالمية في إدارة الابتكار والقيادة التعليمية والتنمية المستدامة وإدارة الموارد البشرية والحوكمة المؤسسية وتطبيقها في مؤسسات القطاعين العام والخاص بما يتناسب مع عادات وتقاليد دولة الإمارات العربية المتحدة ويتوافق مع أجندة السياسة العامة لحكومة أبوظبي ورؤيتها الاقتصادية 2030، مشيراً إلى أنه مع مختلف التحديات والتطورات التقنية التي نواجهها خلال القرن الحادي والعشرين أصبح من الضروري أن نبدأ على تفعيل وتطبيق نتائج البحوث العلمية التي تعد أحد أهم الأدوات والموارد التي تستخدمها الدول للارتقاء بمجتمعاتها وإيجاد حلول عملية لمختلف القضايا الاقتصادية والمجتمعية التي تواجهها، وهو الأمر الذي ينقص معظم الدول العربية التي يخرج عنها بحوث علمية متميزة ولكنها للأسف لا تجد الدعم المناسب للأخذ بنتائجه وتطبيقها وهو ما نسعى إلى تغييره في الفترة المقبلة.
ومن جانبها أكدت هدى المطروشي عضو مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الإمارات والتي قدمت خلال "ندوة الدكتوراه" بحثاً علمياً بعنوان "تحليل العوامل التي تشجع الابتكار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم والمملوكة لرائدات الأعمال الإماراتيات" ضرورة الاطلاع على نتائج مختلف جلسات العمل خاصة التي قدمت في مسار الابتكار والذي تعنى به القيادة الرشيدة وأصبح عاملاً حيوياً ساهم في دفع دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مصاف الدول المتقدمة والتي تحتل المراكز الأولى في مؤشرات التنافسية العالمية، مؤكدة إلى أن النتائج البحوث المعروضة ستساهم في وضع سياسات وقوانين جديدة وتدشين مختلف المبادرات الحكومية والخاصة التي تعنى بتسهيل عمل رائدات الأعمال وتوفير الدعم الذي يحتجنه لمواجهة عقبات تتعلق بالتمويل ومعايير وقوانين عمل رواد الأعمال في الدولة بما يتيح لهم المساهمة الفاعلة في دعم عملية التنمية الوطنية.
وأشارت الشيماء طالب حسين طالبة في برنامج دكتوراه في إدارة الأعمال بجامعة أبوظبي والتي قدمت بحثاً في "ندوة الدكتوراه" بعنوان "تحديد أولويات وسمات تقاسم المعرفة في المنظمات الحكومية بدولة الإمارات العربية المتحدة" أن المؤتمر لعب دوراً هاماً كمنصة تواصل أتاح للباحثين الشباب عرض بحوثهم العلمية في مجال الابتكارات في التنظيم والإدارة، كما أن تعدد المسارات جعل من "المؤتمر العالمي للتنظيم والإدارة" مؤتمراً شاملاً تطرق إلى مختلف القضايا التي تهم العصر الحالي والتي نحث مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية للاطلاع على البحوث التي تناولتها واختيار ما يتناسب مع عمل القطاع الحكومي في الدولة لتطبيقها.
ولفتت أمل الأميري طالبة في برنامج الدكتوراه في إدارة الأعمال بجامعة أبوظبي والتي قدمت ورقة بحثية بعنوان "أولويات الممارسات المستدامة: الأدلة التجريبية من مجموعة فنادق في دولة الإمارات العربية المتحدة" أن لعل أحد أهم المسارات التي تضمنها المؤتمر هو مسار التنمية المستدامة والذي سلط الضوء على أفضل النماذج العالمية في هذا المجال فعلى الرغم من أن التنمية المستدامة ليست قضية عالمية جديدة إلا أن الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في الفترة القصيرة الماضية في مجال تنفيد مبادرات التنمية المستدامة في شتى المجالات وقطاعات الاعمال جعل منها نموذجاً يحتذى به في التطوير والنمو المستدام.
خلفية عامة
جامعة أبوظبي
جامعة أبوظبي هي أكبر جامعة خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتسعى الجامعة لأن تصبح الخيار الأول للطلاب على مستوى كافة إمارات الدولة وفي المنطقة بشكل عام.
ومع وجود أربع كليات تقدم أكثر من 40 برنامجاً من برامج البكالوريوس والدراسات العليا في كل من أبوظبي والعين ودبي ومنطقة الظفرة، بالإضافة إلى عدد من برامج الدمج الأكاديمي مع جامعات عالمية، فإننا نضمن حصول كافة طلابنا على تعليم عالمي بأعلى معايير الجودة.