رئيس الأميركية الجديد يقول للطلاب خلال افتتاح العام الدراسي: الجامعة ستوفر لكم البيئة التي ستحلقون فيها من دون خوف
أقامت الجامعة الأميركية في بيروت اليوم 7 أيلول 2015 احتفالاً رسمياً بافتتاح العام الدراسي الجديد، في قاعة الإحتفالات الكبرى الاسمبلي هول. وفي خطاب الاحتفال ألقى رئيس الجامعة الجديد الدكتور فضلو خوري خطاباً بعنوان: "تعلُّم التحليق من دون شبكة أمان". وقال للطلاب الذين اكتظت بهم القاعة أن الجامعة سوف تطوّر وترعرع ثقافة تسمح بالسعي لتحقيق الامتياز من دون قيود الخوف من الفشل وذلك في تطبيق لثقافة قوامها المعرفة والتعليم بمجازفة عالية وقدر كبير من المكافأة، والتعلّم من الأخطاء التي ترتكب بحسن نيّة.
وكان الحفل بدأ مع دخول موكب رسمي من أعضاء هيئة التدريس، وعمداء الكليات وأعضاء مجلس الأمناء.
وقد تسلم الدكتور فضلو خوري في مطلع الشهر الجاري منصبه كالرئيس السادس عشر للجامعة الأميركية في بيروت، وهو أول لبناني يتقلّد هذا المنصب. وقبل انضمامه إلى الجامعة الأميركية في بيروت، كان الدكتور خوري أستاذاً في دائرة أمراض الدم وطب السرطان في كلية الطب في جامعة إيموري في الولايات المتحدة ورئيساً للدائرة. كما أنه كان أستاذ كرسي روبرتو سي غوازويتا في الدائرة والعميد المشارك التنفيذي للأبحاث في الكلية ونائب مدير معهد وينشب للسرطان في جامعة إيموري.
وقد تسجّل ما يقارب 2040 طالبا جديدا بالجامعة الأميركية في بيروت هذا العام، ويأتي 21 بالمئة منهم من خارج لبنان. وانضم كذلك الى الجسم التعليمي في الجامعة أربعون أستاذاً جديداً.
وفي خطابه "تعلُم التحليق من دون شبكة أمان"، سلّط الدكتور خوري الضوء على أهمية خلق بيئة تشجع الطلاب على التفكير من خارج الأُطُر التقليدية، من دون خشية من أن يحاكموا على ذلك. وأعطى ثلاثة أمثلة من تجارب فنان جوي وعالم وراثة ومن تجربته الشخصية هو، وأظهرت كيف أن البيئة المناسبة من شأنها أن تشجع الأفراد على استكشاف مجالات لم تُستكشف من قبل، من أجل خلق معارف جديدة أو تحدي الأُطُر التقليدية.
وقال الدكتور خوري أنه في جميع الأمثلة الثلاثة، لو لم تكن البيئة الملائمة موجودة، لكان الفنان الجوي، وعالم الوراثة، والدكتور خوري نفسه قد تعرضوا للسخرية أو النبذ، وبالتالي لمنعوا من المساهمة بشكل إيجابي في تقدّم البشرية. وقال أن الثلاثة نجحوا لأنهم كانوا مطلعين على أدوار نمطية يقتدون بها وسُمح لهم بالاختبار من دون وجل. وأضاف: "هذه هي بالضبط المزايا التي يريد طلابنا أن يجدوها لدينا، كمجتمع علماء وهيئة تعليمية وموظّفين وخرّيجين وأمناء. إنهم يبحثون عن أشخاص يقتدون بهم. يبحثون عن مجازفين من دون إطلاق الأحكام. يتطلعون إلينا كي يتعلموا التحليق من دون شبكة أمان". وأضاف: "هنا سيتعلّم الطلاب كيف يبسطون أجنحتهم، من دون الخوف من الانتقام أو الأحكام غير المتّزنة، كما تعلّمنا عندما كنا نحن أنفسنا طلاباً هنا وفي أماكن أخرى".
وأعطى الدكتور خوري أيضا مثالا من الثقافة العربية والشعر العربي الجاهلي، هو امرؤ القيس الذي قال أنه ابتكر نوعاً شعرياً خاصاً به، وتعلّم هو أيضاً كيف يحلّق من دون شبكة أمان، لكن تلك الشبكة انتُزِعت منه لدى مقتل والده على أيدي قبيلة بني أسد المعادية. وقال، في حالته، ظهرت عبقريته بحكم الظروف القاهرة وهو خيار لا نفضله.
وقال الدكتور خوري مخاطباً الأساتذة والموظفين: "فيما تعملون مع طلابنا الرائعين الذين جاؤا إلى هنا من أكثر من 60 بلداً كي يتعلّموا كيف يحلّقون من دون شبكة أمان، أطلب منكم أن تفكّروا في المسارَين المختلفين لهذا النوع من العبقرية ذات الثقافة المضادّة والتي تتحدّى الأعراف التقليدية. إنها ثقافة التشجيع والدعم في مواجهة الظروف القاهرة والتطرف. وأضاف: " أعلم أنكم ستكرّسون طاقاتكم الرائعة من أجل صقل الثقافة الأولى والتصدّي للثقافة الثانية. لأنني على يقين من أنه في هذه الواحة من التعاون والزمالة والإبداع تكمن النواة التي سيخرج منها اختصاصيون في علم الجينيات أو شعراء عظماء أو فنانون يسيرون على الحبال العالية في المستقبل. علينا في الواقع أن نجسّد تلك المثل العليا، كي نحفّز طلابنا ليجدوا اليوم حلولاً للغد، في مجتمعٍ وبلد وعالم يصرخ مطالباً بإلحاح بتلك الحلول؛ بسلميةٍ إنما بإلحاح".
وبعد الحفل توقف الرئيس خوري مطولاً للتحدّث مع الطلاب وأصغى إليهم.
هذا وقد بُثّ الاحتفال بشكل حي على تويتر وغطته وسائل الاعلام المحلية والعالمية.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.