رئيس الجامعة الأميركية في بيروت يتحدث في مقابلة مع مجلة Executive عن أوّل مركز جامعي للحقوق المدنية والمواطَنة في المنطقة

أجرت مجلة Executive الشهرية المتخصصة مقابلة حصرية مع رئيس الجامعة الأميركية في بيروت بيتر دورمان في عددها الاول لسنة 2013 تناولت فيها احدى أهم انجازات الجامعة العام الماضي من خلال انشاء معهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة الذي يُعَدّ أوّل مركز جامعي للحقوق المدنية والمواطَنة في المنطقة. يلي مقتطفات من مقالَين نُشِرا في عدد كانون الثاني/يناير:
ذكرت المجلة ان دورمان عرض خلال المقابلة آرائه عن الاحتجاجات العربية من أجل تحقيق الكرامة والحصول على الفرص، وأشار إلى مبادرات أطلقتها دولٌ في المنطقة واتّخذت من خلالها خياراً مدروساً ومتروّياً لاعتماد نماذج في التعليم العالي تقود إلى تنمية التفكير المستقل. وقال" أننا ربما نشهد حالياً على ظهور أشكال جديدة من التفكير المستقل في بلدان الشرق الأوسط."
واعتبر دورمان أن السبب في الانتفاضات والمراحل الانتقالية التي تشهدها المنطقة هو "توق ملايين الأشخاص إلى بناء مجتمعات توفّر المساواة في الوصول إلى الموارد، والكرامة الشخصية، وحرّية السعي إلى تحقيق الأهداف، والشفافية لدى الحكومات، والانفتاح والشفافية اللذين نجدهما لدى الغرب".
وعرفت المجلة في تقريرها بالجامعة الأميركية في بيروت على أنها المؤسّسة الأكاديمية الأولى للتعليم الجامعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بكاملها، والأهم من ذلك، خرّجت دفعةً تلو الأخرى من ذوي الاختصاص الذين انخرط عدد كبير منهم في السلك الدبلوماسي أو أصبحوا رجال أعمال كباراً أو علماء أو أكاديميين أو تولّوا مناصب رفيعة في مختلف بلدان المنطقة.
يقول دورمان إن البيئة اللبنانية حاضِنة لحضارةٍ مركَّبة ديموقراطية الطابع ومتعدّدة الأديان واللغات، وهي تتقدّم على البلدان الأخرى في المنطقة في حرّية التعبير. ولذلك، يعتبر أن لبنان يُتيح فسحة ملائمة في المنطقة لممارسة مهارات التفكير الفردي والمستقل وتطويرها، وتقييم الشخص لهويّته وتحديد موضعها في قلب الانتماءات الأساسية المتمثِّلة في الأمة، والعائلة، والعشيرة، والمجتمع والدين.
المطلوب لتغيير هذه النظرة لدى الأشخاص الذين سيصبحون صانعي القرارات في المستقبل، ودفعهم أكثر نحو التفكير المستقل، هو بناء جسم طلاّبي تلتقي فيه الهويّات المحلية والدولية في بيئة متنوِّعة من جهة، وتطوير ثقافة جامِعة تُحدّد معايير السلوكيات المختلفة من جهة أخرى. يقول دورمان في تحليله للتآزر بين الجامعة الأميركية في بيروت والمركز الجديد للمجتمع المدني والمواطنة، إن ما يحاول معهد الأصفري خلقه على مستوى المجتمع أو السياسة العامة هو بالضبط ما تسعى الجامعة الأميركية في بيروت إلى تحفيزه بين طلاّبها على مستوى فردي: "أن يصبحوا أفراداً يلتزمون بالنزاهة، وحس المسؤولية، والشفافية والمساءلة في كل ما يفعلونه".
وقال دورمان انه إلى جانب المقوّمات الثلاثة للمعهد وهي المؤتمرات والأبحاث والترويج، "نودّ التركيز لاحقاً على التعليم. سوف نعمل على ذلك في السنوات المقبلة، لكننا نتطلّع بالتأكيد إلى إعداد برنامج ماجستير يتمحور حول بعض جوانب المواطنة أو المجتمع المدني. ويمكن أن يكون البرنامج محفِّزاً جداً نظراً إلى الطابع المتعدّد الاختصاصات الذي يتميّز به المعهد".
واشار "حصلنا على مبلغ أوّلي من التمويل التأسيسي للمشروع في العمل. ونلنا وعداً بمنحنا تمويلاً إضافياً قدره 10 ملايين دولار. وأظن أنهم يدرسون إمكانية إنشاء صندوق أكبر للهبات من أجل تأمين استمرارية هذا المعهد".
واوضح دورمان ان السيد ايمن الاصفري هو من أطلق فكرة إنشاء معهد الأصفري، قائلاً "لقد فكّر ملياً في مقاربةٍ تتيح للجامعة الأميركية في بيروت التأثير في الحوار في البلدان العربية بطرق من شأنها أن تساهم إلى حد كبير في تعزيز فرص تطوير مجتمعات منفتحة في تلك البلدان".
وعن رؤيته لاوضاع المواطنة والمجتمع في المنطقة العربية بحلول العام 2030، ختم دورمان : "أظن أنه سيكون هناك العديد من الدول الديموقراطية في العالم العربي بحلول العام 2030، كما أن عدداً من الدول الأخرى التي تخضع حالياً للأنظمة الملَكية، سينتقل إلى شكل من أشكال النظام الملَكي الدستوري المتنوِّر. أعتقد أنه أمرٌ محتوم، وثمة الكثير ليُقال للأنظمة الملَكية الريعية. المركزية في صنع القرارات مروِّعة في ظل بعض الظروف".
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.