رئيس معهد مصدر يؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عملية ملموسة لتعزيز تدفق المعلومات للمساعدة في حماية الأرض

أكد الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، على ضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة من قبل الهيئات الدولية المتخصصة بالبيانات والمعلومات البيئية، لسد الفجوة المعلوماتية ومعالجة العقبات المتنامية في هذا المجال بما يساعد في الحفاظ على كوكب الأرض. 

وجاءت تصريحات الدكتور موفنزاده خلال كلمة له بعنوان المضي بالعالم قدماً خلال قمة عين على الأرض 2011 في أبوظبي التي اختتمت أعمالها في 15 ديسمبر في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك). وركزت الكلمة على القيم الأساسية للاستدامة والتعليم التي بشَر بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة. 

واستعرضت قمة عين على الأرض التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، موضوعات تتعلق بالمعلومات البيئية، بما في ذلك إدارة الكوارث، والمحيطات، والكربون الأزرق، وأمن المياه، والمدن المبتكرة، بالإضافة إلى النقاشات والحوارات في مواضيع خارج مجال تكنولوجيا المعلومات. 

وفي معرض تعليقه حول مبادرة مصدر من حكومة أبوظبي، قال الدكتور موفنزاده: "بدأ القرن الحادي والعشرين بتوجه العالم نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، مقارنة مع الطابع الزراعي للقرن التاسع عشر، والصناعة والحرب الباردة في القرن العشرين. ولكن هذا لا يعني أن علينا التخلي عن التصنيع أو الزراعة، على أن هذين المجالين أصبحا يعتمدان على الآلة بشكل أكبر، حيث تتركز المخاوف حالياً على البيئة والتغير المناخي." 

وحول التزام أبوظبي بالتصدي لهذه التحديات، قال الدكتور موفنزاده أن "حكومة أبوظبي أطلقت مبادرة مصدر في مسعى لنقل العالم نحو معالجة قضايا البيئة والفرص المتوفرة في هذه المرحلة. وتسعى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المشاركة الفاعلة في التصدي لقضايا البيئة والطاقة والتغير المناخي وتنويع الاقتصاد في اتجاه واحد قائم على المعرفة مع التركيز على التكنولوجيا النظيفة." 

وتعليقاً على النهج الشامل متعدد الأبعاد لإنجاز هذه المهمة، قال الدكتور موفنزاده أن أبوظبي تركز على استراتيجية ذات شقين، تتضمن خلق رأس المال وتوفير فرص السوق. مشيراً إلى أن الشق الأول يشمل الموارد البشرية والفكرية والمالية، في حين يغطي الشق الثاني الشركات الناشئة، والمشاريع المشتركة وقطاع ريادة الأعمال. 

وأضاف الدكتور موفنزاده: "تم تأسيس مبادرة مصدر استجابة لالتزام أبوظبي بتطوير نهج شامل ومتكامل لمعالجة قضايا البيئة والتكنولوجيا المستدامة، وتطوير سلسلة القيمة الكاملة التي تشمل الموارد البشرية، وقدرات البحث والتطوير، ورأس المال الاستثماري، والشركات الناشئة، والمشاريع المشتركة مع كبرى الشركات العالمية. وتهدف المبادرة إلى نشر وتعزيز الوعي العام من خلال منصات متميزة مثل القمة العالمية لطاقة المستقبل، وجائزة زايد لطاقة المستقبل. كما شملت مبادرة مصدر العمل الناجح في تأسيس المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) في أبوظبي. " 

وفي حديثه حول معهد مصدر الذي أسسته حكومة أبوظبي بالتعاون المستمر مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، قال الدكتورموفنزاده أن المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا تهدف إلى تشجيع الشراكة بين قطاع الأعمال والحكومة.

وعلى الصعيد الإقليمي، يعد معهد مصدر المؤسسة الرائدة التي تمثل دول مجلس التعاون الخليجي في شبكة الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي للطاقة النظيفة والتي تهدف إلى تعزيز المصالح المشتركة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي في مجال التعاون الاستراتيجي بما يتعلق بالطاقة. وتركز شبكة الطاقة النظيفةعلى إدارة الطلب على الطاقة وكفاءة الطاقة، والغاز الطبيعي النظيف، والتقنيات النظيفة ذات الصلة، والربط الكهربائي، وتكامل الأسواق، والتقاط الكربون وتخزينه، فضلا عن مصادر الطاقة المتجددة. 

واختتم الدكتور موفنزاده بالقول: "ليس المطلوب أن نعيد اختراع العجلة، وبالتالي، فإن الوصول إلى المعلومات الحيوية وتبادلها ليس ترفاً بل ضرورة، كما أن الوصول إلى البيانات يعد أمراً بالغ الأهمية، ولكن هذه البيانات غالباً ما تكون غير متوفرة في المجتمعات الأكثر فقراً. ولن يتمكن العالم من إيجاد الحلول للحفاظ على الكوكب إلا من خلال التدفق المجاني للمعلومات." 

يذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، يجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية لرعاية ثقافة الإبداع وريادة الأعمال، ويهدف إلى تطوير قادة المستقبل. ويلتزم المعهد عبر كادره التدريسي من ذوي السوية الاختصاصية العالية وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.