سلسلة المحاضرات المتخصصة في وايل كورنيل تناقش تعليم الطب وتغيراته المتسارعة

ناقش الدكتور ريشي ديساي، المحاضر الإكلينيكي من جامعة ستانفورد الأميركية، الابتكارات الحديثة في مجال علم التعلُّم وتقنياته وما أحدثته من تغييرات في تعليم الطب، وذلك خلال أحدث محاضرة من سلسلة المحاضرات المتخصصة التي تنظمها وايل كورنيل للطب - قطر.
وقال الدكتور ديساي إن الحقبة الرقمية قد قادتنا نحو تغييرات جوهرية في طرق تعلُّم طلاب الطب لأصول المهنة، وهو ما مهّد لتطورات جديدة ولافتة في العلوم التربوية يتعيّن على طلاب الطب أخذها في الحسبان إذا ما أرادوا حقاً مواكبة مهنة الطب. وقد بات الطلاب يتقنون استخدام نطاق عريض من موارد التعلُّم المتمّمة للتجربة التعليمية، وهم اليوم يستوعبون معلومات مستمدة من مواد مصوّرة على الإنترنت وكتب منهجية ودوريات متخصصة ورقية وإلكترونية على السواء، ومدوّنات ينشر من خلالها أقرانهم وزملاؤهم تجاربهم وخبراتهم، إلى جانب عدد آخر من الموارد المتاحة. وعندما تغلب على عملية التعلُّم مثل هذه الاستقلالية يغدو الطلاب أنفسهم أقلّ اعتماداً على تجارب التعلُّم التقليدية، من قبيل المحاضرات، وعليه يتعين على الكليات مواءمة برامجها بُغية تحقيق أفضل المخرَجات التعليمية.
وأضاف الدكتور ديساي الذي يشغل أيضاً منصب كبير المديرين الطبيين لمنصة تعلُّم طبية فائقة التقنية متاحة عبر الإنترنت: " بات شائعاً في العديد من كليات الطب أن تكون نسبة حضور المحاضرات في حدود 15 أو 20%، ويُردّ ذلك إلى أسباب عدة منها أن الطالب قد يُضطر إلى تحمّل عناء السفر من طرف المدينة إلى طرفها الآخر لحضور محاضرة ما، وهو ما يمثّل مضيعة لوقته إذا كان بإمكانه أن يجد المعرفة ذاتها بشكل سهر من خلال موارد موثوقة على الإنترنت".
غير أن الدكتور ديساي استدرك قائلاً: "لم أقصد بذلك أننا لم نعُد بحاجة إلى كليات الطب، ما أقصده أن كليات الطب أمامها فرصة مؤاتية لتسخير التقنية من أجل جعل اكتساب المعرفة أكثر كفاءة، ومن ثم تمكين الطلاب من استغلال وقتهم في التركيز على أهداف تعلُّم جوهرية أخرى مثل اكتساب المهارات والتفكير بطريقة نقدية والأعمال الجماعية والتدريب على المهنية والكفاءة الثقافية والتفاعل بين المريض وطبيبه".
وتابع الدكتور ديساي قائلاً إن بحوث علم التعلُّم تشير إلى أنه يتعيَّن على كليات الطب أن تستثمر في مراكز المحاكاة فائقة التقنية لتمكين طلابها من اكتساب المهارات العملية المهمة، وتعزيز إتاحة الموارد الإلكترونية الموثوقة، وتشجيع انفتاح الطلاب على التقنية الحديثة، وتعريف الطلاب بتجارب التعلُّم الإكلينيكية في مرحلة مبكرة من منهج الطب. يُذكر أن جميع تلك العناصر قد أُدمجت بالفعل في منهج الطب الجديد الذي طرحته وايل كورنيل للطب - قطر في عام 2016.
وشدّد ديساي أيضاً على الحاجة إلى تزويد الطلاب بمهارات وعقلية التعلُّم مدى الحياة. وقال في هذا الصدد: "نعرف جميعاً أن عالم الطب يشهد تغيرات واسعة ومتلاحقة، وطلاب الطب اليوم سيظلون يمارسون مهنة الطب بعد 30 إلى 40 عاماً من الآن، لذا من المهم إعدادهم بالشكل الذي يجعلهم يواكبون التغيرات من أجل تقديم أفضل رعاية طبية ممكنة لمرضاهم".
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.