طلاب وايل كورنيل يزورون تنزانيا للتعرف عن قرب على تحديات الصحة العالمية

تعرّف طلاب من وايل كورنيل للطب - قطر على مصاعب وتحديات تقديم الرعاية الصحية للمواطنين في دولة منخفضة الدخل، وذلك بعد أن أمضوا أسبوعاً بمدينة موانزا في تنزانيا انخرطوا خلاله في عدد من مشاريع الصحة العامة الجارية هناك. وقام الطلاب بإجراء فحوصات طبية لأكثر من 1200 شخص جاؤوا لمراجعة عيادات متنقلة أقيمت بالقرب من المدارس في إقليم سنجريريمو وأيضاً في سوق مدينة موانزا.
وقد عمل كل من زيد شحروري وفوزي زغير وأبيفارما تشاندراكوماران وسودارشان سريفاتس وسعد سمير، وجميعهم في السنة الأولى من برنامج الطب، إلى جانب زهرة حبيب الرحمن التي تخرّجت طبيبة من دفعة هذا العام، مع طلاب طب محليين وأطباء مقيمين من مستشفى نيويورك- بريسبيتيريان في الولايات المتحدة. وقام الطلاب بمهامّ تطوعية دعماً للمبادرة التنزانية المسمّاة "الوصول إلى الجميع، خدمة الجميع"، وهي منظمة حكومية مرخّصة تقدّم الفحوص الطبية المجتمعية للقاطنين في مناطق نائية في شمال تنزانيا، وتحديداً في المنطقة المحيطة ببحيرة فكتوريا.
وقد شمل عملهم تقييماً وجيزاً لعوامل اختطار الإصابة بأمراض القلب، وتحديد مؤشر كتلة الجسم من خلال قياس الطول والوزن، إلى جانب قياس ضغط الدم ومستويات السكر في الدم. وقُدّمت للمراجعين المشورة بشأن عوامل الاختطار القابلة للتغيير، وأحيل بعضهم للحصول على رعاية متخصصة حسب الاقتضاء.
وعن هذه التجربة قال الطالب زيد شحروري: "زيارتي إلى تنزانيا جعلتني أدرك مدى النعمة التي نحن فيها هنا في قطر من حيث خدمات الرعاية الصحية المتميزة المتاحة لنا جميعاً. فقد شاهدنا هناك أشخاصاً يعانون الأمرّين من أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة من خلال لقاحات رخيصة الثمن".
أشرف على توجيه طلاب وايل كورنيل للطب - قطر أثناء زيارتهم إلى تنزانيا الدكتورة ستيلا ميجور الأستاذ المشارك في طب الأسرة الإكلينيكي، والسيدة فاتن شنار مدير شؤون الطلاب بالإنابة. ويوفِد قسم شؤون الطلاب في وايل كورنيل للطب - قطر سنوياً عدداً من طلاب الكلية إلى تنزانيا لتمكينهم من اكتساب منظور جديد لقضايا الصحة العالمية والإسهام في برامج تقديم الرعاية الصحية في المناطق النائية. وتنزانيا من البلدان المفتقرة للموارد حيث يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد قرابة 1300 دولار، ومرافق الرعاية الصحية في هذا البلد محدودة إلى أبعد حدّ، ومتوسط العمر المتوقع للفرد هو 51 عاماً. وفي المنطقة التي زارها طلاب الكلية تشكّل بحيرة فكتوريا مصدر المياه الرئيس لأغلب القاطنين في شمال تنزانيا، رغم أنها موبوءة بالديدان الطفيلية المسبّبة لمرض البلهارسيا.
كما زار الطلاب في موانزا كلية وايل بوغاندو الجامعية للعلوم الصحية التي تُعد مركز تميز في تدريب الأطباء، وتعمل الكلية بدعم من وايل كورنيل. ويرتبط مركز التدريب المذكور بمركز بوغاندو الطبي الذي زاره الطلاب أيضاً، وهو مستشفى بسعة 900 سرير يتلقى الإحالات الطبية.
وتعرّف الطلاب أيضاً على المخاطر التي تواجه المصابين بمرض المهق في شرق أفريقيا وكيفية تعاوُن السلطات الأمنية المحلية مع وكالات الرعاية الصحية لتعزيز التوعية بمرض المهق بما يكفل تقديم الرعاية اللازمة لهذه الفئة المستضعفة عبر توفير الطرق العلاجية الملائمة للحماية من أشعة الشمس وأيضاً لحمايتهم من الاضطهاد والاستغلال.
وقالت خرّيجة وايل كورنيل للطب – قطر زهرة حبيب الرحمن – دفعة 2017: "جعلتني هذه الرحلة إلى تنزانيا أكثر اقتناعاً بأهمية الصحة العالمية. فالعديد من مشكلات الصحة العامة التي شاهدناها في تنزانيا تعاني منها بلدي الهند، وهو ما زاد عزمي على العودة إلى بلدي يوماً ما لتقديم العون لمن يحتاجون إليه هناك".
زار الطلاب أيضاً منطقة نغورونغورو، المحمية التي تعيش فيها الأسود ووحيد القرن الأسود والظباء الأفريقية والحمير الوحشية والغزلان. وفي هذه المنطقة تقع أيضاً "فوهة نغورونغورو" التي تُعدُّ أكبر فوهة بركان خامد في العالم. وقالت الدكتور ميجور: "استمتع طلابنا بالطبيعة الخلابة في تنزانيا، لكنهم أصبحوا مدركين أننا عندما نبتعد لمسافة قليلة عن المعالم السياحية قد نجد أنفسنا في مواجهة قضايا صحة عامة في غاية الخطورة. ونحن فخورون بمهنيتهم وتعاطفهم مع الآخرين".
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.