عميد جامعة نورثويسترن في قطر يلقي كلمة رئيسية في اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا

ألقى الدكتور إيفيرت دينيس، عميد جامعة نورثويسترن في قطر ورئيسها التنفيذي الكلمة الرئيسية في اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا حول حرية الإعلام في سياق الأبعاد العسكرية-السياسية والاقتصادية والإنسانية المتعلقة بالجانب الأمني.

ندد العميد في كلمته بالهجوم الذي تشنّه الحكومات على وسائل الإعلام الإخبارية، واصفًا هذه الهجمات بأنها متفشية وفي ازدياد، ومشيرًا إلى الانتهاك الصارخ لحرية الإنسان بذريعة الدواعي الأمنية، وموضحًا أن استمرار هذه الهجمات ينال من رفاهية الإنسان ويضر بالأمن نفسه.

كما أفاد دينيس أن تجريم الإساءة للسمعة من شأنه أن يعزز الجهود الحثيثة الرامية لدعم حرية المعلومات وتيسير الوصول إليها من قبل وسائل الإعلام والجمهور، ومنوهًا أن هذا الهدف من الأهداف الرئيسية لممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث وصف دينيس هذا الهدف بأنه "شرط مسبق حيوي" للحفاظ على الأمن ذاته.

كما أوضح دينيس، أن دور وسائل الإعلام يهدف إلى "دعم وتحدي الفرضيات الأساسية المتعلقة بالأمن.. فقرصنة موقع أو نشر معلومات خاطئة في عصرنا الرقمي اليوم يساوي في خطورته وتهديده التدخل العسكري في الماضي".

قد يعتقد البعض أحيانًا أن الهجوم على وسائل الإعلام الإخبارية يقتصر فقط على قتل الصحفيين والزج بهم في السجون في الأنظمة القمعية، ولكن هذا ليس صحيحًا، ففي الولايات المتحدة نفسها يأتي الهجوم على وسائل الإعلام بوصفها "عدو الشعب" أو يأتي في شكل تهديد بإلغاء رخص البث، وهو ما قد يكون له "تأثير سلبي للغاية على الحرية والأمن" بحسب قول دينيس.

وفي كلمته، اقترح دينيس أجندة للحكومات ولوسائل الإعلام لكي يواجهوا من خلالها الصراع التاريخي بين مسألة الحفاظ على سرية المعلومات والإفصاح عنها لدواع أمنية، وذلك من خلال حماية القضايا التي تمسّ الأمن القومي فعليًا مع ضمان تحقيق شفافية أكبر وحرية تداول المعلومات.

كما دعا دينيس إلى الالتزام بتقديم تدريبات لمحو الأمية الإعلامية، ووضع بروتكولات جديدة للإفصاح عن المعلومات، وزيادة مناصرة قضايا حرية الإعلام. كما ناشد قادة وسائل التواصل الاجتماعي بالتمسك بالمعايير الأخلاقية وأن يقللوا الاستشهاد بمصادر مجهولة، قائلًا: "هذا الأمر يدعو إلى إقامة حوار مستمر حول سرية المعلومات والإفصاح عنها يشترك فيه قادة الحكومات والأعمال ووسائل الإعلام وجهات أخرى".

تحدث العميد أمام أكثر من 100 قائد حكومي أوروبي ومسؤول أمني وغيرهم من المسؤولين والاختصاصين في قصر هوفبورغ التاريخي في فيينا.

وبرغم ما للعالم الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي من فوائد، فإنهما أيضًا يقوّضان من حرية الإعلام من خلال الأخبار المزيّفة وغيرها من وسائل تشويه المعلومات التي تؤثر بالسلب على حرية تدفق المعلومات وعلى الالتزام الرئيسي لوسائل الإعلام المتمثل في البحث عن الحقيقة.

وفي هذا السياق، وصف العميد قرصنة موقع وكالة الأخبار القطرية وتغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها كانت عوامل في الحصار المفروض على قطر من جيرانها الأربعة، مستشهدًا بهذه الوقائع كنموذج للمعلومات المضللة التي أثارت قلاقل أمنية على مستوى إقليمي ودولي.

كما وصف قوانين جرائم الإنترنت التي جرّمت رسائل التواصل الإعلامي المتعاطفة مع قطر في دولتين من دول الحصار بأنه بمثابة "الجانب الآخر من تشويه السمعة، فهذه القوانين عادة ما تعاقب التقارير الخاطئة والسلبية لا التعبير الإيجابي عن الرأي".

وفي نقاش تطرق فيه إلى دور وسائل الإعلام في أزمة الحصار المفروض على قطر، أشار العميد إلى أن حرب المعلومات في الخليج تعج بالأخبار المزيفة والمحاولات الصريحة لتقويض الحكومة والأمن الاجتماعي.

كما نوّه إلى مطالب المعتدين بإغلاق قناة الجزيرة، أكثر الأصوات الإعلامية انتشارًا في المنطقة، والتي تُعد جزءًا رئيسيًا من حرية الإعلام ومصدرًا للمعلومات الرئيسية التي تريد الحكومات طمسها.

وفي معرض مناشدته لوسائل الإعلام للعودة إلى تقديم تقارير تنقل ما يدور ببيئتها، بدلًا من تلويث الأخبار بالكذب، قال "التقارير المليئة بالكراهية تأتي من وسائل إعلامية لا تزال حتى الآن احترافية ومسؤولة وموثوق فيها بوجه عام".