فريق بقيادة أحد خبراء معهد مصدر يفوز في تحدي Tag Challenge العالمي

أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، اليوم فريقاً من خبراء الحشد الجماهيري، بقيادة أحد أعضاء هيئة التدريس، قد فاز في مسابقة Tag Challenge العالمية، التي ترمي إلى تحديد مدى القدرة على استخدام تكنولوجيا قنوات التواصل الاجتماعي في تجميع المعلومات بأقصى سرعة لتحقيق هدف واقعي. 

وقد انطلق هذا التحدي العالمي، الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري، بتاريخ 31 مارس الماضي. وترمي المسابقة،  التي تحظى برعاية وزارة الخارجية الامريكية، إلى تعقب خمسة من المشتبه بهم في سرقة جوهرة في خمس مدن في غضون 12 ساعة وباستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي. ونجح فريق CrowdScanner الذي قاده الدكتور إياد رهوان، الأستاذ المساعد في قسم علوم الحوسبة والمعلومات في معهد مصدر، بالتعاون مع الدكتور مانويل سيبريان، عالم الأبحاث في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، في الفوز بالتحدي بعد أن تمكن من العثور على الأهداف الثلاثة ضمن مدن نيويورك وواشنطن العاصمة وبراتيسلافا في سلوفاكيا، خلال الوقت المحدد. 

وبناء على مستوى الحضور على وسائل الإعلام الاجتماعية، فقد كان لدى الدكتور رهوان شعور بأن المنافسة ربما انحصرت بين أربعة فرق قوية. وفي حين استطاع فريقان آخران أيضاً إيجاد هدف واحد لكل منهما، إلا أن فريق CrowdScanner استطاع أن يعثر على هذه الأهداف أيضاً، ولكن قبل الفرق الأخرى. 

وقال الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر: "هذا الإنجاز مبعث فخر كبير لمؤسستنا، ونقدر عالياً الجهود الكبيرة التي قام بها الدكتور إياد رهوان وأعضاء فريقه. ويشكل الفوز بهذا التحدي العالمي شهادة قوية على المستوى الرفيع لأعضاء هيئة التدريس والمشاريع التي يعملون عليها داخلياً وخارجياً. ونعتقد بأن معهد مصدر سيواصل المضي قدماً نحو إحراز المزيد من الإنجازات الدولية، ونتقدم بفائق الشكر والتقدير للقيادة الحكيمة للبلاد على دعمها المستمر الذي يمكننا من تحقيق مثل هذه النجاحات". 

وقال الدكتور إياد رهوان، الأستاذ المساعد لعلوم الحوسبة والمعلومات في معهد مصدر: "لقد تمكنا من تحقيق الفوز عبر الاستفادة من مزيج من وسائل الإعلام الاجتماعية والتقليدية، إلى جانب نجاحنا في بناء فريق متماسك يمكن الاعتماد عليه. لقد اعتمدنا استراتيجية شديدة الانتقائية في تعاملنا مع وسائل الاعلام الاجتماعي، وأعتقد أن هذا أعطانا ميزة قوية. ولا شك أن فوزنا سيسهم بالتأكيد في إعادة تعريف حدود وإمكانيات استخدام التكنولوجيا الاجتماعية في التعبئة الجماهيرية لأغراض متعددة تتراوح بين الاستجابة السريعة للكوارث، والعثور على الأطفال المفقودين، واستخدامات مماثلة كثيرة. 

وأضاف: "لقد أثارت هذه المسابقة إعجابي الشديد لسببين رئيسيين؛ الأول هو أن الكثير من الناس كان يتساءلون عما إذا كان النجاح في تحدي البالون الأحمر مجرد ضربة حظ، وهذا جعلنا أكثر تصميماً على إثبات مدى قدرتنا على تحقيق هذا الإنجاز مجدداً. السبب الثاني هو اعتقادنا بأن تحدي TAG Challenge  أصعب بكثير؛ فبدلاً من تحديد عدد من بالونات الطقس الحمراء الثابتة، كان علينا تحديد مواقع أشخاص يتنقلون ضمن حشود من الناس. وكنا ندرك تماماً بأنه في حال فزنا بالتحدي، فإننا سنساهم في إرساء معايير جديدة على صعيد توظيف وسائل الإعلام الاجتماعي في التعبئة السريعة للجمهور من أجل تحقيق غاية ما". 

وتابع الدكتور رهوان قائلاً: "إن تميز هذا الإنجاز، برأيي، يكمن في حقيقة أن لا أحد منا يتواجد في أي من المدن الخمس. لقد قمنا بكل العمل من وراء شاشات الكمبيوتر، وهنا تكمن قوة وفاعلية شبكة الانترنت. وخطوتنا التالية هي محاولة رسم صورة دقيقة لكيفية فوزنا وكل ما حدث في يوم التحدي، واستكشاف الأسرار وراء قدرة وسائل الاعلام الاجتماعي على القيام بمثل هذه المهام المذهلة". 

وكما كان عليه الحال في عام 2009 مع تحدي البالونات الحمراء الذي أطلقته وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (داربا)، فقد كان هناك حرص على تقديم حافز يشجع المشاركين على التنافس بحماس أكبر. وتمثل هذا الحافز ببساطة في تمكين الناس من كسب المزيد من المال إما من خلال العثور على المشتبه بهم، أو توظيف الشخص الذي عثر على المشتبه بهم. ورغم أن الفريق لم يقرر بعد طريقة تقسيم قيمة الجائزة، فإنه من المتوقع أن يكون التقسم على النحو التالي: 500 دولار للعثور على المشتبه بهم، و100 دولار لتجنيد الشخص الذي عثر عليهم. كما أن أي شخص يقوم بتجنيد شخص آخر، يحصل على 1 دولار أمريكي لأول 2000 شخص يتم تجنيدهم. 

وكان الدكتور سيبريان أيضاً ضمن الفريق الذي فاز بجائزة 40,000  دولار أمريكي في تحدي البالونات الحمراء الذي أطلقته وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة (داربا) في عام 2009. وفي وقت سابق، شارك الدكتور رهوان في تأليف ورقة عمل مع الفائزين بتحدي البالونات الحمراء حول كيفية استخدامهم للشبكات الاجتماعية في تعبئة الجمهور لدعم جهود فريقهم. وفي وقت لاحق، تم نشر الورقة في مجلة العلوم الشهيرة. 

ويعد معهد مصدر إحدى أبرز معالم مدينة مصدر، إحدى المدن المستدامة والمنخفضة الكربون في العالم. ويوفر المعهد لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة.