كانون تتعاون مع مختبر Coral Spawning Lab ومنظمة "نيتشر سيشل" لإعادة تأهيل الشِّعاب المرجانية

أعلنت "كانون أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا" عن تعاونها مع مختبر Coral Spawning Lab (CSL) ومنظمة "نيتشر سيشل"، إحدى المنظمات غير الربحية الرائدة في منطقة غرب المحيط الهندي، بهدف إطلاق مشروع فريد من نوعه لحماية النظم البيئية البحرية الحيوية في جمهورية سيشل. ويهدف هذا المشروع إلى استعادة الشعاب المرجانية وحمايتها من تأثيرات التغيّر المناخي عبر اتباع أسلوب جديد لتأهيلها في المنطقة.
وستُقدِّم كانون استثماراً لمنظمة "نيتشر سيشل" لبناء وتشغيل منشأة مخصصة لدعم تكاثر الشعاب المرجانية، بالإضافة إلى تزويدها بمعدات تصوير متقدمة لمساعدة الباحثين على رصد وتوثيق التفاصيل الدقيقة لعملية تكاثر الشعاب المرجانية، وذلك لأغراض البحث العلمي المجتمعي والتعليم والتوعية.
سيكون هذا المشروع الأول من نوعه في منطقة غرب المحيط الهندي، وسيدعم منشأة Assisted Recovery of Corals (ARC) التابعة لمنظمة "نيتشر سيشل"، وهي منشأة جديدة تختص بتأهيل الشعاب المرجانية وحمايتها من آثار التغيّر المناخي.
وبدعمٍ من كانون ومختبر CSL، ستعمل "نيتشر سيشل" على تعميق فهمها لتوقيت تكاثر المرجان، ونموه بعد مرحلة الاستيطان، ومعدلات بقائه. وستتيح تقنيات التصوير المقدّمة للباحثين إمكانية إجراء عمليات التصوير المجهري والفوتوغرامتري وإنتاج صور ومقاطع فيديو عالية الجودة.
وعدا عن عمليات التوثيق غير المسبوقة، ستقوم منشأة زيادة تكاثر الشعاب المرجانية لاحقاً بإنشاء بنك لجينات الشعاب المرجانية القادرة على التأقلم. وسيتولى تشييد هذه المنشأة فريق مختبر CSL، وهو فريق بحثي مقره المملكة المتحدة يعمل على ترسيخ فهم دورات حياة الشعاب المرجانية بهدف تزويد المجتمعات بالمعلومات التي تمكّنها من تجديد النظم البيئية المرجانية. وسيتولى فريق المختبر كذلك تقديم التدريب اللازم لدعم تشغيل المنشأة في سيشل.
اعتمدت جهود استعادة الشعاب المرجانية في سيشل تقليدياً على تقنية "زراعة المرجان"، حيث تُؤخذ بقايا من الشعاب المرجانية الموجودة ويتم استزراعها في مشاتل خاصة قبل إعادة زراعتها مجدداً في المناطق المتدهورة. غير أن هذه الطريقة تؤدي إلى تكوين شعاب مرجانية تنتمي إلى أنواع متطابقة وراثياً، مما يُضعف قدرتها على الصمود أمام العوامل التي تتسبب في تدهورها؛ ومنها ظاهرة ابيضاض المرجان التي تسبب تلف أنسجة المرجان نتيجة الإجهاد الناتج عن ارتفاع درجات حرارة المحيط. ويُشكّل غياب التنوع الجيني في الشعاب المرجانية المزروعة نقطة ضعف جوهرية، مما يجعل هذه التقنية حلاً مؤقتاً لا يكفي لتحقيق تعافٍ طويل الأمد للشعاب المرجانية في المنطقة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال د. نيرمال شاه، المدير التنفيذي لمنظمة "نيتشر سيشل": "نعمل حالياً على استنساخ الشعاب المرجانية لإنشاء مستعمرات من أنواع متطابقة وراثياً. غير أن تطور تلك المستعمرات يحتاج بطبيعة الحال إلى تنوع حقيقي يشمل جميع الفئات القوية والضعيفة والصحية وغيرها، فهذا هو السبيل الأمثل للحصول على شعابٍ مرجانية متكيّفة ومرنة. وتتيح لنا شراكتنا مع كانون، إلى جانب الخبرة الواسعة لمختبر CSL، إمكانية تحقيق هذا الأمر من خلال حفز تكاثر الشعاب المرجانية وإنشاء بنكٍ وراثي لجينات الأنواع قادرة على الصمود. وستُساعد تقنيات كانون الباحثين في كشف أسرار تكاثر المرجان، مما يؤدي إلى وضع استراتيجيات حماية أكثر فعالية وإحداث تغيير حقيقي في طرق تجديد هذه النظم البيئية الحيوية".
يندرج دعم كانون ضمن إطار التزامها الأوسع بالاستدامة البيئية، وحرصها الدائم على تسخير تقنيات التصوير الخاصة بها - بدءاً من الكاميرات وصولاً إلى الأقمار الصناعية - لتعزيز جهود الحفاظ على البيئة.
تُعد الشعاب المرجانية السليمة عنصراً حيوياً في دعم السياحة ومصايد الأسماك، وحماية السواحل، والحفاظ على التنوع البيولوجي في سيشل — وتُسهم هذه الشراكة في بناء مستقبل أكثر استدامة لجزر الأرخبيل.
وأضاف الدكتور شاه: "تشكّل الشعاب المرجانية الركيزة الأساسية لاقتصادنا وبيئتنا ونمط حياتنا. ولا تقتصر أهمية هذه الشراكة مع كانون على استعادة الشعاب المرجانية فحسب، وإنما تتعداها إلى حماية مستقبل سيشل نفسها".
من جهته قال الدكتور جيمي كراجز، عالم الأحياء البحرية والمؤسس المشارك لمختبر Coral Spawning Lab: "لطالما وسّع مختبر CSL آفاق المعرفة في مجال تكاثر الشعاب المرجانية. وتُتيح لنا الشراكة مع كانون و’نيتشر سيشل‘ مواصلة هذا النهج القائم على الابتكار عبر دمج خبراتنا مع تقنيات التصوير المتقدمة لتطوير أساليب جديدة وأكثر فاعلية في الحفاظ على الشعاب المرجانية. ومن خلال تعاوننا معاً، يمكننا رفع مستوى الوعي بضرورة الحفاظ على الشعاب المرجانية لدى جمهور أوسع. وانطلاقاً من خبرتي السابقة في العمل كمصورٍ تحت الماء، أعلم تماماً أهمية الصورة ودورها في تبسيط المفاهيم العلمية المعقدة وإلهام الناس لاتخاذ خطوات عملية؛ ونستطيع من خلال هذه الشراكة إيصال جمال الشعاب المرجانية إلى العالم والتوعية بالمخاطر التي تتعرّض لها هذه الكائنات".
بدوره قال بيتر براغ، مدير الاستدامة والشؤون الحكومية في "كانون أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا": "تعد شراكتنا مع ’نيتشر سيشل‘ ومختبر CSL من أجل حماية الشعاب المرجانية الحيوية في سيشل دليلاً ملموساً على التزامنا بالحفاظ على التنوع البيولوجي. ويمكن لتقنيات التصوير المتطورة التي نوفرها وخبراتنا المتميزة بهذا المجال أن تلعب دوراً محورياً في بناء مستقبل أكثر استدامة للدول الجزرية الصغيرة التي تواجه تحديات التغيّر المناخي. فتوفير تلك الأدوات يتيح رؤية وفهم ومشاركة قصة الشعاب المرجانية بشكل أفضل، ويساعد ذلك في تمكين المجتمعات وتعزيز الوعي بضرورة حماية تلك النظم البيئية الحيوية من أجل مستقبل الأجيال القادمة".