مؤسسة قطر تُنظم بطولة مدارس مؤسسة قطر للشطرنج لتنمية مهارات التفكير الاستراتيجي لدى طلابها

نظّم التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، بالتعاون مع الاتحاد القطري للشطرنج، بطولة مدارس مؤسسة قطر للشطرنج، بهدف إلى دمج الشطرنج ضمن الأنشطة التعليمية في مدارس مؤسسة قطر.

وفي إطار الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، التي انطلقت بتوقيع مذكرة تفاهم، أُطلقت سلسلة من المبادرات النوعية أسفرت عن تأسيس 11 ناديًا للشطرنج في مدارس مؤسسة قطر، وفّرت للطلبة فرصًا منتظمة للتدريب والممارسة، مما أسهم في تنمية مهاراتهم في التفكير الاستراتيجي، والتركيز، والانضباط الذاتي.

وبهذه المناسبة، صرّح عبدالله شاهين الكعبي، رئيس الشؤون الرياضية في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، قائلًا: "هذه الاتفاقية ليست مجرد مسابقة مدارس، بل تحمل أبعادًا استراتيجية تهدف إلى تعزيز حضور الشطرنج في البيئة التعليمية".

وتابع: كما نطمح إلى اكتشاف طلاب موهوبين يمكن تأهيلهم لتمثيل دولة قطر في المحافل الرياضية الدولية، مما يسهم في دعم الرياضة القطرية على المستوى الوطني".

وأوضح الكعبي أن إدماج الشطرنج في مدارس مؤسسة قطر بدأ بتدريب مجموعة من المعلمين وتأهيلهم كمدربين معتمدين، بالإضافة إلى تزويد المدارس بالمعدات اللازمة، مما مهّد لانطلاق الدروس والأنشطة المتخصصة. وقد تُوجت هذه الجهود بتنظيم بطولات داخلية، أعقبها تنظيم بطولة موسعة بمناسبة اليوم الرياضي للدولة، وصولًا إلى إقامة البطولة الختامية لمدارس مؤسسة قطر.

وأضاف الكعبي: "نحن نؤمن بأن الشطرنج له تأثير عميق في بناء شخصية الطالب، لذا نسعى إلى توسيع نطاق ممارسته ليشمل أكبر عدد ممكن من المدارس. فالشطرنج ليس لعبة للترفيه فقط، بل وسيلة فاعلة لترسيخ مهارات التفكير النقدي، واتخاذ القرار، والتخطيط السليم، وهي مهارات تنعكس بشكل مباشر على تحصيل الطلبة وتفوقهم".

وأشار الكعبي إلى أن الفعاليات الرياضية، لا سيما بطولات الشطرنج، أظهرت أثرًا ملموسًا في تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطلبة، من خلال ترسيخ قيم التعاون، والاحترام المتبادل، وتقبّل النتائج بروح رياضية.

وتابع الكعبي: "نحرص من خلال هذه الأنشطة على بناء بيئة تعليمية متوازنة تُعنى بتنمية الجوانب الأكاديمية، والمهارية، والشخصية للطالب، كما نعمل على غرس مفاهيم مثل الصبر، والتحمل، والثقة بالنفس، وهي عناصر أساسية في تكوين شخصية قيادية قادرة على اتخاذ قرارات فاعلة".

واختتم الكعبي، قائلًا: "نولي أهمية كبيرة لتنويع الأنشطة الرياضية داخل المؤسسة، بهدف منح الطلاب فرصة لاكتشاف ميولهم وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات، سواء كانت بدنية مثل الجري والسباحة، أو ذهنية مثل الشطرنج، إذ إن التكامل بين النشاط العقلي والبدني يُسهم في بناء جيل متكامل وقادر على التميّز."

وقال جاسم نواف زينل، طالب في أكاديميتي والبالغ من العمر ثماني سنوات: "شاركت في بطولة الشطرنج لأنني أحب هذه اللعبة كثيرًا. بدأت رحلتي معها عندما شاهدت مقاطع تعليمية على الإنترنت، واستمررت في المتابعة حتى أتقنت قواعد اللعب". 

وأضاف زينل: "تعلمت من هذه التجربة أن الفوز ليس كل شيء، فالأهم هو الاستمتاع والتعلم. حتى الخسارة قد تكون فرصة لأصبح أفضل. لقد منحتني هذه المنافسة ثقة أكبر بنفسي وزادت من حماسي، وأنا واثق بأنني سأتطور في كل مشاركة". 

وختم زينل، قائلًا: "عائلتي دائمًا تقف بجانبي وتشجعني. حتى في الأوقات التي أشعر فيها بالتعب أو القلق، يواصلون دعمي وتحفيزي لأستمر وأبذل أقصى جهدي" 

وعبرت منيرة علي المهندي، طالبة في أكاديمية قطر – الدوحة، والبالغة من العمر تسع سنوات، عن سعادتها بالمشاركة، قائلة: "رغم أنني لم أجتز بعض جولات البطولة، إلا أنني لن أتوقف عن اللعب، لأنني أستمتع كثيرًا بلعبة الشطرنج. لقد تعلمت كيف أُخطط وأفكر قبل أن أتحرك، وهذا جعلني أحب اللعبة أكثر". 

وأضافت المهندي: "أشكر أمي لأنها شجعتني، وأنا بدوري أشجع زملائي على تجربة الشطرنج، لأنها فرصة رائعة للتحدي وتعلّم أشياء جديدة." واختتمت المهندي حديثها بالقول: "وجودي في البطولة مع أصدقائي جعل التجربة أجمل، لأننا كنا نشجّع بعضنا ونتعلم معًا".