مبادرات مركز تنمية الصحراء تمد مجتمع الصحراء الغربية بالكهرباء

يستكمل مركز تنمية الصحراء (DDC) بالجامعة الأمريكية بالقاهرة المسيرة التي بدأها منذ خمس سنوات للاستثمار في مجتمع واحة أبو منقار، والبحث عن مصادر الطاقة البديلة والتنمية المستدامة، وتطوير التدريب والخدمات المجتمعية للسكان، وذلك في السعي لتحقيق مهمة المركز المتمثلة في خلق التنمية المستدامة في المناطق الصحراوية في مصر. وفي الآونة الأخيرة، قام المركز بتوسيع برنامجه في أبو منقار مع إطلاق مبادرة جديدة لتوفير الطاقة الشمسية لإمداد المنطقة بالكهرباء ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة.

فإن أبو منقار، وهو مجتمع محلي في صحراء مصر الغربية، غير متصل بشبكة الكهرباء الرئيسية. ويعد المصدر الوحيد للكهرباء في أبو منقار هو مولد كهرباء يعمل من ستة الى ثماني ساعات فقط يوميا، مع العلم أن انقطاع التيار شائع خلال هذه الفترة. يقلل عدم وجود الكهرباء بشكل دائم الفرص الاقتصادية ويعوق العمل المنزلي. ولذا كان هدف المبادرات الجديدة الاستفادة من الوسائل المدمجة لتوليد الكهرباء بشكل متصل من خلال تقديم لوحات الطاقة الشمسية والبطاريات التي تعمل بالطاقة الشمسية. تعزز مبادرة الطاقة الشمسية تنمية المجتمعات وتوفير الطاقة المتجددة وذلك بتمويل من الوكالة الألمانية للتنمية الدولية، وصندوق كندا، ومركز تنمية الصحراء. 

تقول تينا چاسكولسكي،الباحثة في مركز تنمية الصحراء: "إن مبادرة الطاقة الشمسية جاءت من خلال عدد من التجارب المتكررة لخلق برنامج عملي وفعال وجذاب للمقيمين في أبو منقار". 

البداية كانت في يونيو 2010، عندما بدأ البرنامج بتشجيع الأسر على شراء بطاريات وتقديمهم إلى مقر المركز لإعادة شحنها مقابل رسم حسب الحاجة. وكان القصد توفير الطاقة المنزلية وفي الوقت ذاته إستمرار تدفق العائدات للمجتمع. ومع ذلك، تقول چاسكولسكي: "إكتشفنا أن البطاريات ليست قادرة على توليد كمية الكهرباء التي كنا نتوقعها، الأمر الذي جعل شراء البطاريات وتكلفة شحنها أقل جاذبية للمزارعين المحليين مما كنا نأمل في البداية." 

ولكن سرعان ما أعاد المركز جهوده لوضع خطة جديدة لتلبية أفضل لحاجة المقيمين. قالت چاسكولسكي: "خطرت لجمعية مجتمع أبو منقار فكرة تشغيل حاضنة تفقيس بيض الدجاج بنظام مدمج من الطاقة الشمسية وطاقة المولدات باستخدام نفس الألواح المثبتة مسبقا لتشغيل محطة الشحن". وتشرح چاسكولسكي أن تربية الدجاج شائعة في المجتمعات النائية، حيث يأكل العديد من الناس اللحوم مرة واحدة في الاسبوع. قبل تثبيت الحاضنة الجديدة والتي 200 بيضة في أوائل شهر يونيو، كان بعض المزارعين المحليين يسافرون مساقة تصل الى 100 كيلومتر لاحتضان البيض. بالإضافة إلى ذلك، ستقوم عضوات جمعية المجتمع بتشغيل الحاضنة الجديدة في أبو منقار، وهذا يعزز إشراك المرأة في التنمية المحلية وجمع الأموال للجمعية. تعمل الحاضنة بالطاقة الشمسية وهي الأولى من نوعها في مجتمعات الواحات في الصحراء الغربية. 

إن الحاضنة الجديدة ليست سوى أحدث مبادرات الطاقة الشمسية التي قام بها مركز تنمية الصحراء بنجاح في أبو منقار، وقد ساعد مركز تنمية الصحراء أيضاً في تركيب الألواح الشمسية في المستشفى المحلي، والتي اشتهرت بانقطاع الكهرباء، وخصوصا خلال ساعات الليل والصباح الباكر. وكانت تداعيات نقص الكهرباء من الصعب التغاضي عنها، مثل انزعاج المرضى الذين يعانون من ارتفاع درجات الحرارة في الداخل من دون المراوح، وعدم قدرة الأطباء على استخدام المعدات الكهربائية إلا في أوقات معينة من اليوم. يمكن النظام الشمسي من وصول الكهرباء الى معظم الأدوات الكهربائية الحساسة مثل الأنوار والمراوح ومعدات المختبرات بما في ذلك جهاز الموجات فوق الصوتية، من أجل سد فجوة تلك الساعات من اليوم عندما تعاني المستشفى من نقص في الكهرباء العامة المتاحة.