محاضرة توعوية حول اضطراب التوحد بحمد الطبية

نظمت مؤسسة حمد الطبية محاضرة توعوية حول اضطراب التوحد بحضور أكثر من 150 مشارك من الأطباء والممرضات من العاملين بالمؤسسة، وبعض أولياء أمور الأطفال لنشر الوعي حول كيفية التعامل مع أطفال التوحد وتقديم الدعم اللازم لهم، وذلك في الثالث عشر من أكتوبر الماضي بقاعة حجر بالمركز التعليمي التابع للمؤسسة .
وقالت الدكتورة مديحة كمال-استشاري أول طب الأطفال بمستشفى حمد العام: " جاءت المحاضرة المذكورة على هامش المنتدى الوطني الثاني للتوحد الذي عُقِد خلال الفترة من 09 إلى 11 أكتوبر 2016م تحت رعاية وزارة المواصلات والاتصالات وبحضور متحدثين من الولايات المتحدة الأمريكية. وتناولت المحاضرة كل ما يتعلق باضطراب طيف التوحد، تعريفه وتشخيصه إلى جانب التعرف على أسبابه وأعراضه المختلفة، كما تم استعراض بعض حالات الأطفال والمراهقين ذوي التوحد ، خاصة الذين لديهم سمات توحد ومعدل ذكاء طبيعي وتم استعراض المشاكل السلوكية التي يتعرضون لها إثر اندماجهم بالمدارس".
عرَّفت الدكتورة مديحة كمال ؛ التوحد بأنه اضطراب نمائي عصبي يستمر طوال عمر المصاب به، وهو ضمن مجموعة الاضطرابات المعروفة باسم اضطرابات التوحد، وقد تم مؤخراً تعديل تصنيفه الطبي ليصبح "اضطراب طيف التوحد". وتظهر سماته عادة خلال الثلاث سنوات الأولى من حياة الطفل وتؤثر في قدرته على التواصل والتفاعل مع الآخرين بصور مختلفة وبدرجات متفاوتة، فقد تظهر لدى البعض أعراض بسيطة يستطيعون التعايش معها بشكل مستقل، بينما يحتاج البعض الآخر إلى دعم مستمر طوال حياتهم، إلا أن معاناة أطفال التوحد تتشابه من حيث صعوبة التواصل الاجتماعي والتأخر في النطق، مع العلم أنه لا يشترط لكافة أطفال التوحد أن تكون لديهم إعاقة ذهنية.
وأشارت الدكتورة مديحة إلى زيادة أعداد الأطفال ذوي التوحد حيث يوجد طفل مصاب بالتوحد من بين كل 68 طفل على مستوى العالم، كما تعادل احتمالات إصابة الأطفال الذكور بالتوحد أربعة أمثالها لدى الإناث ، كما يجري حالياً بحث معدل انتشار المرض بدولة قطر.
كما ألقت المحاضرة الضوء على الأمراض الوراثية والجينات التي تؤدي إلى التوحد، وطالبت بضرورة الجمع بين العلاج الدوائي والسلوكي للحصول على نتائج إيجابية لعلاج مرضى التوحد مما يجعل الطفل قادراً على الاندماج بالمدرسة والمجتمع.
وأكدت الدكتورة مديحة على أهمية التدخل المبكر في تحسين قدرات الطفل، إلى جانب تضافر الجهود بين مختلف المؤسسات والارتقاء بوسائل الدعم والتعليم لتلبية احتياجات الأطفال وتحسين مستوى حياتهم.
وشددت الدكتورة مديحة على أهمية التشخيص المبكر للتوحد وانتباه أولياء الأمور لأي أعراض غير طبيعية تظهر على أطفالهم، والتوجه مباشرة إلى المركز الصحي؛ لإن الأطباء لديهم دراية ومعلومات كافية لتشخيص التوحد، ومن جانبها قامت مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بإعداد ورشة عمل لأطباء المراكز الصحية خلال أيام 27، 28 و29 سبتمبر الماضي لتوعيتهم حول تشخيص التوحد وفرط الحركة لدى الأطفال؛ حيث يتم فحص الطفل مرتين؛ الأولى عند تلقي تطعيم 18 شهراً والثانية عند عمر ثلاثين شهراً من خلال توجيه الطبيب 14 سؤالاً لولي الأمر تساعد على اكتشاف التوحد، وفي حال تشخيص المرض يتم تحويل الطفل إلى مستشفى الرميلة.
وقد تظهر أعراض التوحد على الأطفال في سن المدرسة وتشمل هذه الأعراض الانعزال والانطوائية وعدم الاندماج بالمدرسة؛ حيث تقوم المُعلمة بإبلاغ ولي الأمر ويتم تحويل هؤلاء الاطفال إلى عيادة الأطفال بالعيادات الخارجية بمستشفى حمد العام التي تستقبل الأطفال من عمر 9 سنوات فما فوق، بينما يتم تحويل الأطفال من عمر 3 إلى 8 سنوات إلى مستشفى الرميلة.
وقد طالب أولياء أمور أطفال التوحد في نهاية الورشة بضرورة تهيئة المدارس لاستقبال أطفال التوحد أو تخصيص مدارس لهم، وتوفير أندية رياضية مؤهلة لاستقبالهم، إلى جانب توعية كافة أطباء الأطفال من مختلف التخصصات وتأهيلهم للتعامل الأمثل مع أطفال التوحد.
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.