مريض يستكمل رحلة إعادة التأهيل في منزله بنجاح

بيان صحفي
تاريخ النشر: 02 مارس 2016 - 05:44 GMT

كادر التمريض لخدمات الرعاية الصحية المنزلية يعدون المعدات الطبية المتنقلة
كادر التمريض لخدمات الرعاية الصحية المنزلية يعدون المعدات الطبية المتنقلة

نجحت أسرة مريض كان قد تعرض لنزيف في المخ في استكمال برنامجه التأهيلي في منزله بمساعدة وإشراف فريق إدارة خدمات الرعاية الصحية المنزلية بمؤسسة حمد الطبية، وذلك عقب مغادرته المستشفى. وكان المريض واسمه (حمودي) قد أصيب في مارس 2013 بنزيف خطير في المخ أثناء تواجده في منزله، وقد ساعدت الرعاية الطبية الطارئة التي تلقّاها في إنقاذ حياته، وشخصت حالته بأنها نزيف داخلي في المخ وهو شكل من أشكال السكتة.

وتقول السيدة هالة زوجة المريض: "لقد صدمني هذا الخبر كثيرًا وكنتُ في حالة ذهول طوال الأسابيع الأولى التي قضيتها في وحدة الرعاية المركزة الجراحية في مستشفى حمد العام. يجب أن أقول أنّ الفريق الذي اعتنى بزوجي كان على أعلى مستوى من الاحترافية والكفاءة والمعاملة الطيِّبة الحانية معي. لقد كانت هذه فترة عصيبة للغاية من حياتي، واعتمدت على هذا الفريق الاحترافي ليس فقط في توفير الرعاية الطبية لزوجي، ولكن أيضًا في الدعم الذي قدّموه لي".

بعد عدّة أسابيع، استعاد السيد حمودي وعيه، ولكن بدا واضحًا أنّ الصدمة التي نجمت عن النزيف سبّبت له ضررًا جسديًا بالغًا. وقد أثّر الشلل على قدرته على الكلام والبَلع، وتحتم الحاجة إلى رعاية متواصلة. ونظرًا لعدم الحاجة إلى رعاية طبية فائقة بعد مرور بعض الوقت، اتُخِذ القرار بنقله إلى مستشفى الرميلة إلى وحدة إعادة تأهيل خاصة، حيث يمكن متابعة حالته وتقديم العديد من إجراءات إعادة التأهيل بشكلٍ تدريجي.

تقول السيدة هالة: "خلال الأشهر اللاحقة، في وحدة الرجال رقم 1، شاهدتُ زوجي يتلقّى الطعام عبر أنبوب لأنّه لم يكن قادرًا على الأكل بنفسه، وكذلك كان يتلقّى خدمة تبديل موضعه على السرير، وتدليك جسمه لوقايته من قرحة الفراش والمساعدة في تحفيز عضلاته حتّى لا تتدهور حالتها أكثر من ذلك". وتضيف قائلة : "كان لدَي متّسع من الوقت للتفكير في الرعاية التي كان زوجي يتلقّاها وفي التفكير في المستقبل. كان عليَّ أن أتعرّف أكثر على الخيارات الأفضل له والرعاية المناسبة للمريض طريح الفراش، وبالتشاور مع عدد من الخبراء في المستشفى، ومنهم أطباء، وأخصائيون في التخاطب وأخصائيو تغذية، أدركتُ أنّه كان في حاجة إلى نوعٍ مختلف من رعاية إعادة التأهيل عمّا يمكن تقديمه في أي مستشفى. وخلُصت إلى أنّه إن استطاع زوجي استعادة قدرته على الأكل والبلع جيدًا بدون مساعدة وأمكنني أن أُوفِّر له رعاية تمريض، فإنّه يمكنني أن أصطحبه إلى المنزل وأرعاه هناك".

وقد قدّم أخصائي التخاطب في مستشفى الرميلة، السيد محمد ساجد حسين، جهودًا كبيرة لمساعدة مريضه، وكذلك زوجة المريض التي أصبحت تعاني بشدّة بسبب تكرار زيارات المستشفى خلال أشهر عديدة.

يقول السيد محمد ساجد في هذا الصدد: "من محطّات التقدّم المُهمَّة في حالة المرضى الذين يعانون من هذه الحالة تعلُّم الأكل عبر الفم مرّة أخرى وليس عبر الأنبوب، وكنتُ أعلَم أنّ لدينا معدّات وأجهزة خاصة في مستشفانا في الوكرة يمكن أن تساعد في علاج السيد حمودي. بالتشاور مع طبيبه، رتّبتُ لنقله إلى المستشفى ترافقنا ممرضة أثناء الرحلة، وسعِدتُ كثيرًا لأنّ التقييم الذي أجراه المتخصّص في مستشفى الوكرة أكَّد أنّ السيد حمودي سيكون باستطاعته تعلُّم الأكل بدون مساعدة عند اتّباع العلاج المناسب".

ويضيف السيد محمد: "لا تنتهي رعاية المريض عند خروجه من المستشفى، ونحن نتعاون عن كثب مع الأسرة لتقييم وتخطيط رعاية المريض بمجرّد عودته إلى منزله. إنّنا نُخطّط بكل دِقّة لرعاية المريض للحفاظ على صحّته وسلامته في مكانه الطبيعي وسط أسرته".

تطلب الأمر عدّة أشهر قبل أن تُعتبَر حالة السيد حمودي مستقرّة بما يكفي للسماح بعودته إلى البيت، وقد تعاون فريق متعدّد التخصصات مُكوّنٌ من طبيب، وممرضة، وأخصائي تغذية، وطبيب علاج طبيعي، عن كثب، مع السيدة هالة للتأكد من إدراكها التام لما يجب توفُّره في المنزل وما يجب أن تتوقّعه عند رعاية مريض يحتاج إلى رعاية طوال الوقت.

تقول السيدة هالة: "لقد قمتُ بالكثير من البحث، وأنا ممتنّة للغاية لأخصائيّي العلاج الوظيفي الذين قدّموا لي نصائح غالية حول المعدّات، والأجهزة، والمواد الأخرى التي أحتاج إليها لترتيب بيئة رعاية صحيحة لزوجي. وهذا ما قمتُ بإعداده في المنزل". ومن المهم للغاية الحصول على نصائح من جهة موضوعية. مثل ما نوع السرير المناسب، وما معدّات الرفع المتاحة لنقل زوجي من السرير إلى الكرسي المتحرّك، أو إلى كرسي مخصص حتى يمكن تحميمه كل يوم، وما أفضل أدوات التمارين التي يمكن أن تتيح لزوجي استعادة قدرته على الحركة تدريجياً".

وتضيف : "ولكنّني سأظل مدينة إلى الأبد إلى الدكتورة هنادي خميس الحمد، رئيس قسم المُسنِّين بمؤسسة حمد الطبية ، حيث ساعدتني على إحالة حالة زوجي إلى خدمة الرعاية الصحية المنزلية التابعة للمؤسسة ، فقد كانت الزيارات المنزلية الشهرية المنتظمة التي رتّبوها مُهمّة للغاية. فهم ينظرون إلى صالحنا كأولوية أولى، ولا تقل سعادتهم عن سعادتي مع كل تحسّن ولو ضئيل في حالة زوجي".

يقول الدكتور عيسى السليطي، المدير الطبي لإدارة خدمات الرعاية الصحية المنزلية في مؤسسة حمد الطبية، والذي ساهم في توفير النصائح المستمرّة والدعم المتواصل للسيدة هالة حول إتمام ترتيبات رعاية زوجها في المنزل: " في مثل هذه الحالات، تكون سهولة الحركة بالنسبة للأسرة ذات أهمية بالغة، وكانت السيدة هالة مُصمّمة أشد التصميم على فعل كل ما بوسعها لضمان أن يعيش زوجها حياة مريحة في بيته، وفي هذه الحالة، تطلب الأمر تجهيز بيئة رعاية خاصة بإعادة التأهيل في غرفة الطعام في منزل السيد حمودي. ولكن هذا الأمر أثمر ثماره الطيبة، حيث استجاب السيد حمودي للرعاية بمرور الوقت وهو الآن يستمتع بنوعية حياة أفضل".

وخلال العامَين اللذَين قضاهما السيد حمودي في المنزل، استقبل زيارات من خدمة (المساعدة الطبية عبر الهاتف) في مؤسسة حمد الطبية ، وكذلك من ممرّضة مُدرّبة من فريق الرعاية الصحية المنزلية لتقييم حالته والتأكّد من ملاءمة بيئة المنزل لحالته الصحية. وقد استشارت السيدة هالة واحدة من الممرّضات اللاتي يأتين في زيارات منتظمة لمتابعة حالة السيد حمودي، في أنّها قد لاحظت أن زوجها بدأ يرفض تناول السوائل، وهناك احتمال كبير لأن يتعرّض للجفاف. فنبّهت الممرضة أحد الأطباء الذي التقى بالمريض ورأى أنّه من اللازم الاستعانة بأخصائي تغذية.

تتذّكر السيدة هالة هذه الواقعة، فتقول: "أتى أخصائي التغذية إلى المنزل خصّيصًا بعد انتهاء ساعات العمل. وأنا أرى أن هذا دليل كبير على التزام رائع من جانبه. لقد أعطاني كل النصائح العملية حول ما يجب عليَّ أن أُطعِمه لزوجي. ولكن للتعامل تحديدًا مع رفضه لكل أشكال السوائل، أحضَرَ أخصّائي التغذية معه عنصر تثخين القوام يمكنني أن أُضِيفه إلى أي سائل، حتى أُطعِمه لزوجي بالملعقة. كما بدأنا نهرس البطيخ والخيار - أو أي فاكهة أو خضروات تحتوي على كمية عالية من الماء. لقد أسعدني للغاية أنّه أمكننا حل هذا الأمر في المنزل وعدم حاجتنا إلى إعادة إدخال زوجي إلى المستشفى".

على مدار الأعوام القليلة الماضية، استفادت الأسرة أيضًا من خدمة نقل المريض التي تُوفّرها مؤسسة حمد الطبية. في أي يوم كان يحتاج فيه السيد حمودي إلى النقل على كرسيه المتحرّك، لحضور موعد طبي، أو خاص بطب الأسنان، أو بالعلاج الطبيعي مثلاً، كانت السيدة هالة تطلب هذه الخدمة من إحدى سيارات الإسعاف الصغيرة التي يُرافقها اثنان من الطاقم الطبي. وأعرَبت السيدة هالة عن امتنانها لتوفُّر مثل هذا الدعم الرائع، حيث لم يكن بإمكانها اصطحاب زوجها بمفردها. وفي هذا الصدد، تقول السيدة هالة: "إنّهم دائمًا ما يصِلون في الموعد المحدّد، ويتعاملون مع المريض والشخص المصاحب له بطريقة حانية وطيّبة ويعيدوننا بأمان إلى المنزل - إنّها بحق خدمة رائعة وعملية".

وتضيف هالة : "إنّني في الواقع ممتنّة للغاية لرعاية الخبراء التي أتلقّاها هنا في قطر، والتي تُعادِل، بل وتفوق أي رعاية متميّزة كان من الممكن أن أُوفّرها لزوجي في أي مكان آخر، لقطر أن تفخر بإنجازاتها في تطوير خدمة الرعاية الصحية المنزلية على هذا المستوى من الاحترافية والالتزام". واختتمت بقولها : "أتمنّى أن يكون لدى العائلات الأخرى التي تمر بمواقف مشابهة، الجرأة والشجاعة لإحضار مرضاهم إلى المنزل لتقديم الرعاية لهم بدلاً من تركهم في المستشفى إذا لم تكن حالتهم تحتم بقائهم فيها. فهذا أفضل للمريض ولأسرته".

خلفية عامة

مؤسسة حمد الطبية

تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة. 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن