مصدر تقدم خبراتها في المباني الذكية للمناطق المنكوبة في اليابان

شاركت مصدر، مبادرة أبوظبي الاستراتيجية ومتعددة الأوجه لتطوير وتطبيق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة، في ندوة عالمية أقيمت في مدينة فوكوشيما بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للكارثة الطبيعية التي ضربت اليابان في مارس 2011، حيث عرضت الشركة خبراتها في بناء المجمعات الذكية والمستدامة.
وكانت الأميرة نور بني هاشم، وهي مواطنة إماراتية تعمل في قسم التخطيط الحضري في مدينة مصدر، إحدى الوحدات المتكاملة التابعة لشركة مصدر، قد شاركت مؤخراً في ندوة الطاقة العالمية حول مقترحات المجمعات الذكية لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الكوارث التي استضافتها وزارات الخارجية والاقتصاد والتجارة والصناعة والبيئة في اليابان، وذلك في مدينة فوكوشيما. وتهدف هذه الندوة للدعوة لإجراء مناقشات دولية بشأن إعادة إعمار المناطق المنكوبة ومشاركة المقترحات في هذا الصدد، حيث تحدثت الأميرة نور بني هاشم حول العناصر الأساسية للمجمعات الذكية.
وكانت العديد من المناطق في اليابان، بما فيها مقاطعة فوكوشيما، قد تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب شرق اليابان عام 2011. وتسعى الجمعيات المحلية في هذه المناطق إلى بناء مجمعات ذكية من خلال تشجيع استخدام الطاقة المتجددة.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لـ مصدر: "في الذكرى السنوية الأولى للزلزال الذي ضرب شرق اليابان، نود أن نعرب عن تعازينا ودعمنا المستمر للشعب الياباني. ولقد حرِصنا أن تشارك مصدر في هذه الندوة لتبادل ونشر المعارف والخبرات التي اكتسبناها في مجال الطاقة المتجددة. وتعد مثل هذه المبادرات الخطوة الأولى لتطوير مجمعات ذكية أكثر رسوخاً سوف تعتمد على مجموعة متنوعة من مصادر الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة والمستدامة".
وفي معرض حديثها حول تدابير إعادة البناء في المناطق المتضررة من الكوارث في منطقة توهوكو، سلطت الأميرة نور بني هاشم الضوء على أهمية بناء المجمعات الذكية على أساس إجراءات التصميم السلبي المستدام والتقنيات النظيفة، مشيرة إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به مدينة مصدر منخفضة الكربون والنفايات، كنموذج مجدي تجارياً لأغراض التنمية المستدامة في المدن حول العالم.
وقالت: "إن العنصر الأساسي لبناء مجمعات ذكية هو التكامل، حيث ينبغي أن يعتمد المجمع الذكي استخدامات متعددة الأغراض للأراضي. كما يجب أن يراعي الظروف البيئية والجغرافية للموقع أثناء عمليات التصميم. ففي مصدر على سبيل المثال، ساهمت إجراءات التصميم السلبي مثل تحويل اتجاه المباني نحو الجنوب الشرقي والشمال الغربي خلال أعمال البناء في تعزيز تدفق الرياح دون أي تكلفة، وبالتالي الحد من متطلبات التبريد بشكل عام. كما أن التكامل مع البيئة يعد أمراً جوهرياً عند اختيار مصادر الطاقة المتجددة".
وأضافت: "تمر منطقة توهوكو بأوقات عصيبة، ولكن ذلك يمثل أيضاً فرصة لإعادة النظر في خطط المدينة الجديدة، وبناء مجمعات ذكية قد تستخدم تصاميم تقليدية من الماضي. على سبيل المثال، قمنا في مدينة مصدر بدمج التصاميم العربية التقليدية مع التكنولوجيا الجديدة مثل شبكات توزيع الكهرباء ووسائل النقل الذكية، وذلك لمواجهة تحديات المناخ القاسي من خلال اعتماد وسائل مستدامة".
وحضر فعاليات الندوة عدد من السكان المحليين والمسؤولين الحكوميين من المناطق المتضررة من الكوارث في اليابان، إلى جانب خبراء وممثلي الشركات العاملة في المجالات المتعلقة بالمجمعات الذكية، والعديد من الوزارات والوكالات والمنظمات، حيث ناقش الجميع المقترحات المقدمة لبناء مجمعات ذكية تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.
وخلال الزيارة إلى اليابان، التقى المهندس سلطان زعل آل علي، رئيس قسم التخطيط العمراني والنقل والبنية التحتية والتصميم في مدينة مصدر؛ والأميرة نور بني هاشم، بالسيد إيزومي أكياما، رئيس تنسيق السياسات في مكتب التطوير الحضري في بلدية طوكيو، حيث تمت مناقشة العديد من الاستراتيجيات لمساعدة طوكيو في التحول إلى مدينة صديقة للبيئة، بما في ذلك تعزيز البنى التحتية للنقل، وتشكيل مراكز أعمال، وتطوير شبكة من المساحات الخضراء.
وكان الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة توهوكو على المحيط الهادي في شهر مارس من العام الماضي قد تسبب بخسائر بشرية تجاوزت 15000 ضحية. وما يزال الآلاف في عداد المفقودين بعد سنة على وقوع الكارثة. وفي الوقت الذي تستعد فيه العديد من البلدان، بما فيها اليابان، لمواجهة الكوارث الطبيعية في المستقبل، يزداد التوجه إلى بناء المدن اعتماداً على الموارد المتجددة.
وأعلنت اليابان في العام الماضي عن خططها لتطوير استراتيجية وطنية متطورة للطاقة. وفي إطار هذا النهج، ستلعب الطاقة المتجددة دوراً رئيسياً في خلق مزيج متنوع لمصادر الطاقة. وبالإضافة إلى إطلاق برنامج السعر التشجيعي لتعرفة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تهدف اليابان إلى زيادة حصتها من الطاقة المتجددة لتصل إلى 20% من إجمالي الكهرباء المولدة بحلول عام 2020. كما تعهدت اليابان أيضا بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 25% بحلول عام 2020.
وتتوقع اليابان أن تساهم سياستها في مجال الطاقة في خفض تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى ثلث مستواها الحالي بحلول عام 2020، وإلى السدس بحلول عام 2030. وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت اليابان عن خطط لتركيب ألواح شمسية على أسطح أكثر من 10 ملايين مبنى بحلول عام 2030.
يذكر أن مصدر ترتبط مع اليابان بعلاقة طويلة الأمد تحقق للطرفين منافع متبادلة، ويتضح ذلك من عدد الشراكات بين مصدر والشركات اليابانية. وكانت مصدر للاستثمار، إحدى الوحدات المتكاملة التابعة لـ مصدر، قد وقعت مذكرة تفاهم مع بنك التنمية الياباني خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل. ومؤخراً، قام كويشيرو جيمبا، وزير الخارجية الياباني بزيارة إلى مصدر لمناقشة المزيد من سبل التعاون بين الشركات اليابانية ومصدر.