معهد مصدر يستضيف كبار علماء تكنولوجيا النانو في ورشة عمل بأبوظبي

أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، الجامعة البحثية المستقلة للدراسات العليا التي تركز على الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة، اليوم أن مجموعة من كبار الخبراء الدوليين في تكنولوجيا النانو سيجتمعون في أبوظبي ضمن ورشة عمل حول مجهز القوة الذرية.
ويعتبر مجهر القوة الذرية من الأدوات الأساسية لتصوير وقياس ومعالجة المواد على مستوى النانو، ويمكن استخدامه لتوصيف المواد وتحديد خصائصها في العديد من الصناعات التي تهم المنطقة، مثل الطيران وبحوث الطاقة والنفط وتحلية المياه. وبحسب دراسة حديثة أجرتها شركة أبحاث السوق الرائدة (Global Industry Analysts)، من المتوقع أن يصل الحجم السنوي لسوق المنتجات التي تعتمد على تكنولوجيا النانو إلى 2.4 تريليون دولار بحلول عام 2015. وفي هذا السياق، يشير تقرير متخصص إلى أن أحد مجالات النمو الرئيسية يتمثل في تطوير الأدوات اللازمة لتمكين ودعم إجراء بحوث النانو ومساعدة الشركات على الاستفادة من خصائص واكتشافات تكنولوجيا النانو.
وتقام ورشة العمل ضمن الحرم الجامعي لمعهد مصدر يومي 20-21 مايو بالتعاون مع أسايلم ريسيرش والجمعية الملكية للكيمياء، ومختبر الطاقة وعلوم النانو (لنس) في معهد مصدر، وذلك تحت عنوان "مجهر القوة الذرية لتطبيقات الطاقة والبيئة – وجهات نظر من الشرق الأوسط". وتشهد الورشة مشاركة نخبة من أهم علماء مجهر القوة الذرية الجدد والمتمرسين من مختلف أنحاء منطقة الخليج لتبادل المعرفة والخبرات البحثية. ويذكر أن آخر موعد لتقديم مواد الملصقات التوضيحية هو 15 مايو الجاري حيث سيحصل أفضل ملصق على جائزة تقديرية خاصة.
وتستضيف ورشة العمل 8 متحدثين من الخبراء، منهم أربعة من أعضاء هيئة التدريس بمعهد مصدر، حيث سينضم الدكتور ماتيو كييزا، أستاذ مشارك في مختبر الطاقة وبحوث النانو بمعهد مصدر، إلى الدكتور جايسون كليفلاند، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للأبحاث في أسايلم ريسيرش، والدكتور آرفيند رامان، أستاذ مشارك في كلية الهندسة الميكانيكية ومركز بريك لتقنية النانو بجامعة بوردو في الولايات المتحدة الأمريكية، والدكتور نيل ويلسون، أستاذ مشارك في فيزياء المواد المكثفة بجامعة وارويك، المملكة المتحدة.
وسيلقي الدكتور ماتيو كييزا الضوء على الجهود التي يبذلها فريقه في مختبر الطاقة وعلوم النانو بمعهد مصدر لتحديد أهمية وتأثير التفاعلات الدقيقة على الاختلافات الطفيفة في رأس المجهر الذري، وتسليط الضوء على إمكانات التحكم الفائق والقدرة على تحديد الآليات المحتملة التي يمكن أن تظهر على مستوى النانو. وتركز أبحاث الدكتور نيل ويلسون حالياً على الخصائص الهيكلية والميكانيكية والكهربائية لأشباه الموصلات الجرافينية والعضوية. وسبق للدكتور كليفلاند أن نشر العديد من المواد المتخصصة في فيزياء مجهز القوة الذرية، كما شارك في العديد من الاختراعات المتعلقة بهذا النوع من المجاهر.
وقال الدكتور كييزا: "تسلط ورشة العمل الضوء على أهمية دراسة علم السطوح (Surface Science) بالنسبة للعديد من القطاعات الصناعية بدولة الإمارات، ويعد مجهز القوة الذرية من الأدوات الأكثر استخداماً في هذا المجال. وفي حين أن العديد من الأجهزة التي نستخدمها حالياً تعتمد على مواد تم تصميمها باستخدام تكنولوجيا النانو، فإن القاسم المشترك بين جميع هذه الأجهزة هو الدور الأساسي المرتبط بالسطوح، وهذا ينطبق على الأغشية، واستخراج النفط، وأبحاث الطاقة بشكل عام. ونأمل أن تحقق ورشة العمل الفائدة المرجوة للباحثين الذين توافدوا من مختلف أنحاء المنطقة".
ويشارك عدد من الباحثين في معهد مصدر أيضاً في إدارة عدة جلسات خلال الحدث، ويشمل ذلك الدكتور توفيق سوير الذي سيتحدث عن كيفية تحقيق قدرة توصيل كهربائي عالية في مركّبات أنابيب النانو الكربونية، والدكتور سيرجيو سانتوس الذي يسلط الضوء على عمر السطوح وتطور تفاعلات النانو، بينما يتحدث كريم جاد الرب، عن إعادة بناء قوة المجهر الذري أحادي الدورة: استكشاف الإطار الزمني.
ويستعرض علماء أسايلم ريسيرش أيضاً مجموعة متنوعة من تقنيات المسح الضوئي وأساسيات التعامل مع المجهر الذري. ومن المقرر أن يتخلل الحدث ورشتي عمل في المختبرات حول التصوير عالي الدقة وميكانيكا النانو – التصوير بتقنية AM وFM.
وتعتبر أسايلم ريسيرش من الشركات التي أرست معايير القطاع في ما يخص الابتكار التكنولوجي ضمن مجالي التصوير وتوصيف العديد من خصائص الأسطح والهياكل عند مستوى النانو. وتحظى تقنيات الشركة بثقة العديد من العملاء في المجالين الأكاديمي والصناعي حول العالم حيث يتم استخدامها لمجموعة واسعة من تطبيقات المواد والعلوم الحيوية.
من ناحيتها، تعتبر الجمعية الملكية للكيمياء أكبر منظمة في أوروبا متخصصة في العلوم الكيميائية، وتحظى بدعم واعتماد شبكة عالمية من الأعضاء وإحدى شركات النشر الدولية. وتشمل أنشطة الجمعية التعليم والمؤتمرات والسياسات العلمية ونشر علوم الكيمياء بين عامة الجمهور.
وباعتباره أحد الركائز الأساسية للابتكار وإعداد الكوادر البشرية، يواصل معهد مصدر القيام بدوره الجوهري في دعم رؤية مصدر وتحقيق أهدافها بشأن مساعدة أبوظبي على التحول إلى اقتصاد المعرفة، وكذلك التوصل إلى حلول فعالة لأصعب التحديات التي تواجه البشرية، ولا سيما منها تغير المناخ.
يذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يوفر لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.