معهد مصدر وسيمنز ينجزان بنجاح مشروع التعاون البحثي الأول حول التقاط الكربون وتخزينه

أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، بالاشتراك مع سيمنز، الشركة العالمية الرائدة في مجال طاقة المخصصة للإلكترونيات والهندسة الكهربائية، اليوم أنه تم بنجاح إنجاز أول مشروع للتعاون البحثي في مجال التقاط الكربون وتخزينه.
ويركز المشروع على التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من محطات الطاقة واستخدامه في مجال الاستخلاص المعزز للنفط.
وأعلن المشاركون في اجتماع اللجنة الاستشارية التي ضمت ممثلين عن معهد مصدر وسيمنز، أيضاً أن المشروع الثاني للتعاون البحثي يسير بصورة مرضية، وأنه تم وضع اللمسات الأخيرة على بعض الأفكار المتعلقة بمشاريع بحثية محتملة ضمن برنامجي الماجستير والدكتوراه.
وكان المشروع الأول "تقييم متطلبات تنقية ثاني أكسيد الكربون والتقييم التقني-الاقتصادي لعمليات الإزالة العميقة للشوائب من منتجات الكربون" قد بدأ في مايو 2011، وقد تم مؤخراً تقديم العرض النهائي للمشروع. وتولى الدكتور محمد أبو زهرة، أستاذ مساعد، الهندسة الكيميائية، معهد مصدر، رئاسة المشروع بالاشتراك مع الدكتور توفيق مزهر أستاذ هندسة وإدارة النظم. بينما قامت زينة عباس، وهي طالبة في السنة الثانية في برنامج هندسة وإدارة النظم، بتقديم التقرير النهائي للمشروع لشركة سيمنز عقب شرح أطروحتها.
وأما المشروع الثاني "تقييم منهجيات التعامل مع النفايات الصلبة المتولدة من عملية ما بعد الاحتراق وفق القوانين المطبقة في دولة الإمارات"، فقد بدأ في ديسمبر 2011 ولا يزال العمل جارٍ فيه. ويركز المشروع على تقييم إعادة استخدام وتكرير النفايات الناتجة عن عملية التقاط الكربون في دولة الإمارات، ومن المتوقع أن ينتهي في فبراير عام 2013 وفقاً للمخطط الأصلي. ويضم فريق عمل المشروع كلاً من، الدكتور محمد أبو زهرة، والدكتور توفيق مزهر، وطالبة السنة الأولى ببرنامج هندسة وإدارة النظم ليلى نوروخما، التي ستقدم التقرير الخاص بالمشروع.
وقال الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر: "إن هذه الشراكة في مجال البحوث مع سيمنز تعكس بقوة مدى حرصنا والتزامنا بالتعاون مع الشركات العالمية، وتأتي في إطار مساعينا إلى تنمية قدرات مواردنا البشرية والمساهمة في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة في دولة الإمارات. ونشكر لسيمنز مساهتمها الفعالة في إنجاز مشروع التقاط الكربون الأول ونتطلع إلى المزيد من الشراكات في مجالات أخرى".
وقال الدكتور ستيفن غريفيث، المدير التنفيذي للمبادرات، معهد مصدر: "إن إنجاز مشروع التقاط الكربون يشكل دعماً قوياً لمساعينا إلى إجراء أبحاث تعود بمنافع حقيقية مباشرة لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة. ولا شك أن نجاح هذا المشروع يعود بشكل أساسي إلى التعاون البحثي الوثيق بين سيمنز ومعهد مصدر. ونتقدم بجزيل الشكر إلى القيادة الحكيمة للبلاد على دعمها المستمر لجهودنا البحثية في شتى مجالات التكنولوجيا المتقدمة والمستدامة".
وقال نيكولاس فورتماير، رئيس قطاع التقنيات الجديدة في قسم الطاقة الأحفورية في سيمنز: "إن سيمنز حريصة على التزامها بدعم الأنشطة البحثية والتعليمية ذات الصلة بالتقاط الكربون وتخزينه في معهد مصدر، للمساعدة في بناء وتنمية القدرات في هذا المجال الحيوي بدولة الإمارات. وتعكس المشاريع البحثية تعاوننا طويل الأجل بشأن التطوير المستمر لتقنيات التقاط الكربون في مرحلة ما بعد الاحتراق والتي تلبي الاحتياجات الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي. ونحن على ثقة بأن شراكتنا ستمتد لتشمل المزيد من المجالات في مجال التكنولوجيا المستدامة بما يحقق المنفعة العامة للمجتمع ككل".
وركز المشروع الأولى، الذي تم برعاية شركة سيمنز، على تقييم متطلبات تنقية ثاني أكسيد الكربون لشبكات نقل الكربون، والاستخلاص المعزز للنفط، والتخزين الجيولوجي للكربون؛ وكذلك تقييم خصائص تيارات الكربون والشوائب من التقنيات الرئيسية لالتقاط الكربون، ووضع الصيغة النهائية للاختيار والتقييم التقني-الاقتصادي لعمليات الإزالة العميقة لشوائب تيارات الكربون.
أما المشروع الثاني فتخلله تقييم إمكانيات إعادة استخدام نفايات عملية التقاط الكربون كمادة خام، وإعادة تدوير النفايات في قطاع الصناعات الكيميائية، لدراسة طريقة التخلص من النفايات غير القابلة لإعادة الاستخدام وفق النظم المطبقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحليل الأداء مقابل نسبة التكلفة في إعادة استخدام النفايات وإعادة تدويرها، والتخلص منها.
ويقود الدكتور محمد أبو زهرة مشروع التعاون البحثي بين سيمنز ومعهد مصدر في مجال التقاط الكربون وتخزينه، وهو أيضاً منسق أنشطة بحوث التقاط الكربون في معهد مصدر. وقد تلقى الدكتور محمد درجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية من الجامعة الأردنية، ودرجة الماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة توينتي، وشهادة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة دلفت التقنية في هولندا. وتشمل اهتماماته البحثية تطوير تكنولوجيات التقاط الكربون، بما في ذلك تطوير المذيبات المتقدمة، والماصّات الصلبة.
وأما الدكتور توفيق مزهر فهو حاصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة فلوريدا، ودرجة الماجستير في الإدارة الهندسية من جامعة جورج واشنطن. وتشمل اهتماماته البحثية، التنمية المستدامة، وسياسات الطاقة المتجددة، وبناء الاقتصادات القائمة على المعرفة ونظم الابتكار، وإدارة المعرفة.
بالنسبة لسيمنز، تتمثل أهمية هذه الشراكة البحثية مع معهد مصدر، في توظيف الشركة لأكبر استثمار عالمي من نوعه مع مؤسسة متخصصة في العلوم والتكنولوجيا. وتشتمل هذه الشراكة على برامج بحثية وتطويرية بعيدة المدى في مجالات الشبكات الذكية، والأبنية الذكية، والتقاط الكربون وتخزينه، كما تتضمن منحاً مالية وأخرى دراسية، وبرامج تعليمية، بما يدعم المساعي المتواصلة إلى بناء الاقتصاد القائم على المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
يذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يوفر لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.
خلفية عامة
سيمنس
سيمنس هي عبارة بيت الطاقة العالمي في مجال الإلكترونيات والهندسة الكهربائية، العاملة في قطاعات الصناعة، والطاقة والعناية الصحية. لأكثر من 160 عاماً، عملت سيمنس وهي تتميز بالتفوق التكنولوجي، الابتكار، الجودة، الموثوقية والعالمية. إن هذه الشركة هي أكبر مورد عالمي لتقنيات البيئة، حيث تحقق 28 مليار يورو – وهو ما يقارب ثلث دخلها الإجمالي – من مبيعات المنتجات والحلول الخضراء. خلال السنة المالية 2010، والتي انتهت في 30 أيلول (أكتوبر) 2010، بلغت قيمة العوائد 76 مليار يورو وبلغ الدخل الصافي 4,1 مليار يورو. في نهاية أيلول (سبتمبر) 2010، كان لدى سيمنس حوالي 405,000 موظف حول العالم.