معهد مصدر يعزز تعاونه مع منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في أستراليا

أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، اليوم أنه سيعزز من تعاونه مع منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية CSIRO، أكبر منظمة بحثية في أستراليا، في مجال التقاط الكربون وتخزينه والطاقة الشمسية.
وفي هذا السياق، يواصل أديوالي أديسون، وهو طالب من برنامج الهندسة الكيميائية في معهد مصدر، تدريبه الصيفي الذي يستمر ثلاثة أشهر في منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية، حيث يعمل على اختبار خلطات مذيبة جديدة باستخدام مرافق الاختبار المتاحة في المنظمة. وأما في معهد مصدر، يعمل أديوالي في مختبر فصل التكنولوجيا بإشراف الدكتور محمد أبو زهرة، الأستاذ المساعد للهندسة الكيميائية.
ويركز أديوالي في أبحاثه بأستراليا على اختيار وتوصيف واختبار الحلول المستندة إلى المركبات العضوية، الأمينات، لتطبيقات التقاط الكربون. وتمثل أطروحته جزءاً من مشروع التعاون بين معهد مصدر ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وذلك من خلال الدكتور آلان هاتون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والدكتور محمد أبو زهرة حيث يعملان على تطوير نظم امتصاص جديدة لالتقاط الكربون ما بعد الاحتراق".
وقد أعرب مسؤولو منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في أستراليا عن إعجابهم الكبير بالتزام وموهبة أديوالي أديسون حتى أنهم أبدوا ترحيبهم بانضمام المزيد من طلاب معهد مصدر إلى المنشأة لإجراء البحوث الخاصة بهم. وتجري حالياً مناقشات مع الدكتور بول فرون، الرئيس العلمي لمكتب الرئيس التنفيذي، بحوث تكنولوجيا الفحم المتقدمة في المنظمة، لزيادة عدد طلاب الهندسة الكيميائية والميكانيكية في معهد مصدر ليتم إرسالهم إلى المنظمة الاسترالية. وفي هذا الإطار، اجتمع الدكتور ماتيو كييزا، الأستاذ المشارك للهندسة الميكانيكية وعلوم وهندسة المواد بمعهد مصدر مع المسؤولين في المنظمة خلال زيارته الأخيرة إلى سيدني.
وقال الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر: "تتمثل مهمتنا في بناء رأس المال البشري وإعداد أجيال جديدة من المبدعين والمبتكرين للمستقبل. وتماشياً مع هذا التوجه، والتزاماً بتوجيهات القيادة الرشيدة للبلاد، يحرص أعضاء هيئة التدريس والطلاب على إبراز السوية العالية للتعليم والبيئة الأكاديمية الغنية التي يوفرها معهد مصدرمن خلال تفانيهم والمشاركة في مشاريع البحث العلمي في مختلف بلدان العالم. ويسعدنا كثيراً أن يتمكن أحد طلابنا المجدين، وهو أديوالي أديسون، من الحصول على هذه الإشادة الدولية المرموقة".
وقال الدكتور أبو زهرة: "إن نطاق التعاون مع منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية في مجال التقاط الكربون ما بعد الاحتراق يركز على ثلاثة مجالات رئيسية ذات اهتمام مشترك - نظم المذيبات المتقدمة، والأثر البيئي لالتقاط الكربون، وعملية التكامل. وبالنسبة لتطوير المذيبات، فإن أديوالي بصدد إجراء تجارب على بعض الخلطات المذيبة الجديدة خلال تدريبه وسوف يتم نشر نتائج هذا العمل وتقييمه بصورة مشتركة من قبل معهد مصدر والمنظمة.
وأضاف الدكتور أبو زهرة: "من ناحية أخرى، تعمل حصة الشحي، طالبة الهندسة الكيميائية في معهد مصدر، على مشروع آخر يركز على تدهور مذيبات الكربون الحرارية. ولدينا الدكتور باول فرون من منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية كعضو في اللجنة المعنية ببحوثها. ومن خلال هذا المشروع ستقدم المنظمة دعمها في مجال تحليل البيانات، وفي نفس الوقت، ستتاح الفرصة للاطلاع على بياناتهم التجريبية لأغراض المقارنة، وسيتم نشر نتاتئج هذا المشروع بشكل مشترك".
وفي وقت سابق من شهر مارس من العام الحالي، قام الدكتور باول فرون بزيارة إلى معهد مصدر لحضور ندوة عن فرص العمل والتعاون بين منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية ومعهد مصدر في مجال التقاط الكربون وتخزينه. وكانت زيارته نقطة الانطلاق لبدء التعاون في مجال التقاط الكربون، وتدريب أديوالي حالياً هو الخطوة الأولى في هذه المبادرة. ويقود الدكتور فرون حاليا في استراليا أبحاث التقاط الكربون بعد الاحتراق والتطوير كجزء من المساعي العالميو لخفض الانبعاثات الناتحة عن توليد الطاقة باستخدام الفحم.
وقال الدكتور ماتيو كييزا: "يمثل التقاط الكربون أحد أنشط مجالات التعاون بيننا، ولكن هناك الكثير من الأنشطة الجارية في مجال الطاقة الشمسية. وفي ضوء ذلك، يعمل معهد مصدر وجامعة سيدني معاً وينشرا نتائج أعمالهما بشكل مشترك منذ وجدنا أنه يمكن أن نكّمل بعضنا البعض. وقد قمنا في العام الماضي بنشر دراسة جدوى عن مفهوم فريد لالتقاط الكربون والذي يهدف إلى جعل عملية التقاط الكربون ما بعد الاحتراق أكثر جدوى".
وقد التقى الدكتور كييزا خلال زيارته لسيدني مع الدكتورة سارة ميلر، مدير مشروع بحث الطاقة الشمسية الحرارية في منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية CSIRO.
يذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يوفر لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.