مقال علمي لطبيب من وايل كورنيل يعرض أفضل الممارسات المتبعة في علاج خفقان القلب

كشف مقال علمي للدكتور شربل أبي خليل، الأستاذ المساعد في الطب العام والطب الجيني في وايل كورنيل للطب – قطر، عن أفضل الممارسات التي يجب على الأطباء اتّباعها أثناء علاج مرضى الاضطرابات القلبية للوصول إلى أدق تشخيص للحالة المرضية. وقد نُشر المقال في الدورية الطبية المرموقة The British Medical Journal وأُنجز بفضل الدعم المقدّم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي والمتمثل في المنحة NPRP 9-169-3-024.
وقال الدكتور أبي خليل، الذي يعمل أيضاً استشاري أمراض القلب في مؤسسة حمد الطبية، على أن اضطرابات القلب أو عدم انتظام نبضات القلب قد تحصل نتيجة بعض الاضطرابات الأيضية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية الذي قد يسببه تناول بعض الأدوية، كما أن بعض الأمراض النفسية مثل نوبات الهلع أو الاكتئاب يُمكن أن تتسبب بهذا النوع من الاضطرابات. فاضطراب نبضات القلب أو خفقان القلب هو شعور الإنسان بنبضات قلبه بطريقة غير طبيعية، سواء كانت سريعة جداً أو غير منتظمة أو حتى شعور بالتوقف في بعض الأحيان. وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تكون عارضة، وتسببها حالات مرضية أخرى مثل القلق والتوّتر، إلا أنها في الوقت ذاته قد تكون مؤشراً على وجود خلل هيكلي أو وظيفي في القلب.
وأضاف أنه ينبغي على الأطباء الأخذ بعين الاعتبار التاريخ المرضي للعائلة ونمط الحياة التي يعيشها المريض، فقد تُشير بعض الأعراض مثل الشعور بالدوار أو فقدان الوعي إلى عدم انتظام نبضات القلب والتي يسببها النشاط الكهربائي غير المنتظم في البطينات، في حين أن حالات عدم انتظام نبضات القلب الناتجة عن ممارسة الأنشطة الرياضية أو استهلاك الكافيين هي حالات وقتية ولا تدعو للقلق. ويمكن أن تُظهر فحوصات القلب والأوعية الدموية أن اضطرابات نبضات القلب ناتجة عن قصور القلب الاحتشائي أو عن أحد أمراض صمامات القلب.
وأشار الدكتور أبي خليل في مقاله المبنيّ على قرائن علمية إلى ضرورة اتّباع سلسلة من الإجراءات الطبية عند التعامل مع مرضى الاضطرابات القلبية، تتضمن فحص العدّ الدموي الشامل، فحص الغدة الدرقية، اختبار وظائف الكلى، فحص نسبة السكر والشوارد في الدم، وذلك لتحديد أسباب هذه الاضطرابات وما إذا كانت ناتجة عن اضطرابات أيضية. وفي الخطوة التالية، يتمّ استخدام جهاز هولتر كأداة تشخيصية ولمراقبة المريض والتأكد من أن حالته تستجيب للعلاج. وإذا لم يتمّ تحديد السبب لعدم انتظام ضربات القلب باستخدام هذه الطريقة، ينصح الدكتور أبي خليل باستخدام أجهزة التخطيط المزروعة أو ما يعرف بمسجلات الأحداث القلبية، والتي يمكن أن تراقب نشاط القلب بشكل متواصل ولفترات زمنية طويلة.
ويجب على الأطباء أن يكونوا متنبهين إلى وجوب تحويل المريض الذي يشكو من خفقان القلب إلى عيادة الأمراض القلبية بشكل فوري بدلاً من إخضاعه للمراقبة، في حال سجّل التاريخ المرضي للعائلة إصابات بأمراض القلب أو الوفاة المبكرة أو في حال كان المريض يشكو من ألم في الصدر أو إذا كانت نتيجة التخطيط الكهربائي للقلب غير طبيعية.
وتعليقاً على المقال، قال الدكتور أبي خليل: "من المهم جداً في معالجة أمراض اضطرابات القلب متابعة كافة التطورات والمستجدات في هذا المجال، وأرجو أن يقدم هذا المقال نموذجاً لأفضل الممارسات المتبعة في علاج اضطرابات القلب في قطر والمنطقة عموماً، وذلك بهدف توفير أفضل رعاية صحية ممكنة لمرضى الاضطرابات القلبية. وأودّ بهذه المناسبة أن أعبّر عن امتناني للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي على الدعم الذي قدمه لي للبحث وكتابة هذا المقال، كما أود أن أشكر زميلي الدكتور جاسم السويدي، أستاذ مشارك في الطب الإكلينيكي في وايل كورنيل للطب – قطر واستشاري أول أمراض القلب بمستشفى القلب التابع لمؤسسة حمد الطبية، للجهود القيّمة التي قدمها وطرحه لمجموعة من الأمثلة حول استخدام جهاز هولتر التي ساهمت بشكل كبير في صياغة المقال".
يُذكر أن عملية تخطيط القلب الكهربائي تتمّ باستخدام جهاز تخطيط القلب المحمول (هولتر)، من خلال تثبيت أقطاب كهربائية على جلد المريض، حيث تقوم هذه الأقطاب بعملية التخطيط الكهربائي للقلب (ECG)، ثم تظهر نتائج التخطيط عبر شاشة تعمل بالبطاريات يتم تثبيتها على ملابس المريض. ويقوم الجهاز بتسجيل وحفظ النشاطات الكهربية في القلب على مدى 24 ساعة، وقد تصل الفترة الزمنية أحياناً إلى أسبوعين للحصول على تصور شامل للحالة المرضية بعد رصد النتائج. أما مسجل الأحداث القلبية المزروع تحت الجلد، فيعمل بطريقة مشابهة لطريقة جهاز هولتر ويقوم بمراقبة النشاط الكهربائي للقلب لفترات زمنية أطول.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.