وزارة الاقتصاد تصدر سلسلة دراسات تحليلية حول الانتاج والتجارة العالمية والإماراتية من سلة الحبوب (الأرز، القمح، الشعير، الذرة)

انطلاقاً من الدور المناط بقطاع التجارة الخارجية للمشاركة في تحقيق الأهداف الإستراتيجية لوزارة الاقتصاد والتي منها تنمية الصادرات الوطنية وتمكين الممارسات التجارية السليمة. تقوم إدارة التحليل والمعلومات في الوزارة بإعداد مجموعة من الدراسات التي تسلط الضوء على مجموعة السلع ألإستراتيجية والتي منها سلع سلة الحبوب كالأرز والقمح والشعير والذرة. وذلك بالاستفادة من السوق الدولية للسلع الغذائية بعديد من الأوجه منها: تأمين الحصول على السلع الإستراتيجية الغذائية من السوق العالمية لتأمين هدف الأمن الاقتصادي المحلي، وتحقيق الوفرة الغذائية من أجل استقرار الأسواق المحلية.

وتناولت الدراسة الأولى من هذه السلسلة التي أعدها الباحث الاقتصادي يوسف ذياب والتي أشرف عليها الدكتور مطر آل علي في إدارة التحليل بوزارة الاقتصاد،تحليلاً احصائياً وصفياًلأهم الدول المنتجة لسلعة الأرز على مستوى العالم وذلك حسب إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) كما تم تحليل جانب التصدير العالمي للأرز حسب أهم الدول على مستوى العالم بالإضافة إلى تحليل الواردات الإماراتية من الأرز من أجل عمل مقارنات بين جانبي العرض والطلب والتعرف على الفجوات بين جانبي الاستيراد والتصدير وتوجيه المستوردين الإماراتيين إلى أسواق جديدة ذات منفعة وعائد إيجابي أكبر للمستوردين الإماراتيين وتفكيك التركز في الاستيراد من بعض الدول مع وجود فرص إيجابية مع دول أخرى.

ولإضافة قيمة إيجابية مضافة ومن أجل التسهيل على المستوردين والمصدرين الإماراتيين وتوجيههم إلى أهم وأفضل الخيارات لعملية الاستيراد والتصدير بأقل كلفة وأعلى ربح لأفضل وأجود المنتجات أوردت الدراسة قائمة بأهم الشركات العالمية المصدرة للأرز وكافة تفاصيل التواصل مع هذه الشركات (مثل اسم الشركة، عدد السلع التي تقوم هذه الشركة بتصديرها، عدد العاملين في الشركة، الدولة، المدينة، الموقع الإلكتروني) وذلك لأهم الدول المصدر عالميا لهذه السلع.

الإنتاج العالمي من الأرز حسب أهم الدول:

وذكرت الدراسة أن سلعة الأرز تعتبر من السلع الأساسية في الحياة اليومية والتي يعتمد عليها كثير من الشعوب كمصدر غذاء رئيس، وتشير إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة (FAO) إلى أن الصين احتلت المرتبة الأولى عالمياً من حيث الإنتاج العالمي للأرز بإجمالي كمية بلغت 202.7 مليون طن وبمتوسط سعر للطن بلغ 248 دولاراً وذلك خلال عام 2011، تلتها في المرتبة الثانية الهند بإجمالي كمية مقدارها 155.7 مليون طن بمتوسط سعر للطن الواحد وصل إلى 267 دولاراً، وحلت إندونيسيا في المرتبة الثالثة بإجماليكمية مقدارها 65.7 مليون طن بمتوسط سعر للطن الواحد مقداره 270 دولاراً.

واردات الإمارات من الأرز حسب أهم الدول:

وبيت الدراسة أن محصول الأرز يعد من محاصيل الحبوب الغذائية الرئيسة ومن أهم السلع الإستراتيجية الذي يُعتمد عليه بشكل رئيس في دولة الإمارات، ويتم تلبية طلب السوق المحلى وسد الفجوة لهذه السلعة من خلال الاستيراد، حيث بلغت كمية واردات الدولة من الأرز خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2012 قرابة 746 ألف طن بقيمة إجمالية بلغت 612 مليون دولار بمتوسط سعر استيرادي للطن الواحد بلغ 820 دولاراً بانخفاض عن متوسط سعر الاستيراد لعام 2011 بمقدار 111 دولاراً، بينما بلغت واردات الدولة من الأرز خلال عام 2011 قرابة 1.3 مليون طن باختلاف أنواعه بقيمة إجمالية بلغت ما يقارب 1.2 مليار دولار بمتوسط سعر استيرادي للطن الواحد بلغ 931 دولاراً. مشيرة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد واحدة من أهم خمس دول رئيسة مستوردة للأرز على مستوى العالم.

وأبرزت الدراسة وجود تركز في استيراد الدولة من الأرز خلال عام 2011 بنسبة 92.7% من دولتين وهما الهند وباكستان، حيث استوردت من الهند ما كميته 826.8 ألف طن بوزن نسبي بلغ 62.6% وبمتوسط سعر للطن الواحد 1005 دولار، وحلت باكستان في المرتبة الثانية لتستأثر بما نسبته 30.1% من إجمالي واردات الإمارات من الأرز لكمية مقدارها 397.3 ألف طن بمتوسط سعر للطن الواحد 813 دولاراً. كما تركزت واردات الامارات من الأرز خلال الاشهر التسعة الاولى من عام 2012 بنسبة 91% من نفسالدولتين الهند بنسبة مساهمة بلغت 65% وباكستان بنسبة 26%.

وأوضحت أن المتوسط العام لسعر الطن المستورد  للإمارات من سلعة الأرز قدِر بــ 931 دولاراً، ولكن يلاحظ بان هناك تفاوتاً في سعر الاستيراد بين دولة وأخرى ومنها من توفر هذه السلعة بسعر تفضيلي وأقل من المتوسط العام مثل فيتنام 641 دولاراً، بنجلاديش 708 دولارات، تايلاند 730 دولاراً، سريلانكا 796 دولاراً، باكستان 813 دولاراً. وفي المقابل هناك دول تعتبر من أهم الشركاء التجاريين بالنسبة لواردات الإمارات من الأرز ولكن تورد هذه السلعة بسعر أعلى من المتوسط العام ومن هذه الدول أستراليا 1,123دولاراً، الولايات المتحدة 1,068دولاراً، مصر 1,030دولاراً، الهند 1,005 دولارات، أوراغوي 958 دولاراً.

الصادرات العالمية من الأرز حسب أهم الدول:

وأشارت الدراسة إلى أن محصول الأرز يحتل المرتبة الثانية بعد محصول القمح من حيث الأهمية، ويحظى منتج الأرز باهتمام عالمي كبير، ويتم إنتاج هذه السلعة الإستراتيجية في أكثر من 100 دولة إلا إن شرق آسيا تمثل المنبع الأساسي لمنتج الأرز.

وذكرت أن البيانات الصادرة عن مركز التجارة الدولية تشير إلى  أن صادرات الأرز تركزت بنسبة 88.9% في عشر دول على مستوى العالم وقد بلغ إجمالي قيمة صادرات الأرز 22.2 مليار دولار خلال عام 2011 بمتوسط سعر تصديري للطن الواحد قدر بــ 635 دولاراً، وتصدَرت تايلاند قائمة دول العالم المصدرة للأرز لتستأثر بنسبة 29.3% من إجمالي الصادرات العالمية بمتوسط سعر للطن الواحد بلغ 608 دولارات ويعتبر هذا السعر أقل من متوسط سعر الطن العالمي بمقدار 27 دولاراً، وجاءت الهند في المرتبة الثانية لتستحوذ على 18.4% من الصادرات العالمية للأرز ولكن بمتوسط سعر تصديري مرتفع عن المتوسط العالمي بمقدار 177 دولاراً ليبلغ متوسط سعر الطن المصدر من الهند إلى 812 دولاراً، بينما حلت فيتنام في المرتبة الثالثة لتساهم بنسبة 10.9% من الصادرات العالمية للأرز بمتوسط سعر تفضيلي يقل عن المتوسط العالمي بمقدار 98 دولاراً ويكون بذلك متوسط سعر الطن الواحد قرابة 537 دولاراً ويتلاحظ أن سعر الطن التصديري من الأرز شهد تذبذباً تبعاً للدولة المصدرة وتراوح بين 454 دولاراً (البرازيل) إلى 929 دولاراً (إيطاليا).

وأبرزت الدراسة أن الإمارات هي الوجهة الأولى بالنسبة لصادرات الهند من الأرز الى العالم، وأنالإمارات هي الوجهة الأولى بالنسبة لصادرات باكستان من الأرز الى العالم.

ولفتت الدراسة إلى أنه نظراً لعدم توفر إحصاءات بصورتها النهائية لعام 2012 حول صادرات الأرز لكل من منظمة الأغذية والزراعة ومركز التجارة الدولية مع وجود توقعات لبعض الدول لعامي 2012/2013 فإن منظمة الأغذية والزراعة (FAO) قالت إن الهند يمكن أن تصدر 8.3 مليون طن من الأرز هذا العام ما يجعلها أكبر دولة مصدرة للأرز في العالم لمدة عامين على التوالي. وكانت الهند تخطت تايلاند العام الماضي كأكبر دولة مصدرة للأرز للمرة الأولى في ثلاثة عقود بعدما شحنت 10.3 مليون طن من الأرز المضروب مقارنة مع 7 ملايين طن لتايلاند.

وعن التوقعات الأوَّلية لمنظمة الأغذية والزراعة حول إنتاج واستهلاك ومخزون وتجارةالأرز ذكرت الدراسة أن:

هذه التوقُّعات بافتراض عودة نمط الأحوال الجوية إلى حالته الطبيعية في آسيا، تشير إلى أن إنتاج الأرزفي موسم 2013 الذي بات وشيكاً سيزداد ليصل إلى 497.7 مليون طن، بزيادة قدرها 10.2 مليون طن عن مستويات عام 2012، مع توقع زيادات كبيرة بشكل خاص في الهند وإندونيسيا.

وأن التنبؤات تشير إلى أن استهلاك الأرز في العالم سيزداد بنسبة 1.8 في المائة ليصل إلى 477.6 مليون طن في الموسم 2012/2013 مستقراً بذلك عند نفس مستوياته المتوقّعة في الشهر الأخير. وسوف يُستهلَك من هذه الكميات نحو 402.7 مليون طن كغذاء، وهو ما سيسمح بزيادة طفيفة في حصة الفرد من الأرز.

كما تشير توقّعات المنظمة إلى أن مخزون الحبوب العالمية سيصل في ختام المواسم المنتهية في عام 2013 إلى 505  ملايين طن، بارتفاع نسبته 1 في المائة (5 ملايين طن) عن التوقُّعات السابقة، ولكن بانخفاض نسبته 3 في المائة تقريباً (16 مليون طن) عن مستويات بداية الموسم. والسبب الوحيد وراء هذا التراجع عن مستويات 2012 هو انخفاض أرصدة القمح والحبوب الخشنة في ظل توقُّع ازدياد أرصدة الأرز. وبهذا المستوى المتوقّع الجديد، ستنخفض النسبة بين المخزون والمستخدَم من الحبوب لتصل إلى 21 في المائة في الموسم 2012/2013، بانخفاض عن نسبتها التي بلغت 22.4 في المائة في الموسم 2011/2012. وفيما يخصالأرز، تُقَدَّر الأرصدة العالمية في عام 2013 حالياً بنحو 171.8 مليون طن، مسجلة بذلك انخفاضاً قدره 1.3 مليون طن عن التنبؤات السابقة إثر تراجعها في الهند وتايلند وفييتنام، وإن كانت لا تزال أعلى بنسبة 10 ملايين طن تقريباً عن مستويات عام 2012.

وتشير التوقُّعات إلى أن التجارة في الأرز في السنة التقويمية 2013 ستقترب من 37.4 مليون طن بارتفاع طفيف عن المستويات التي أشارت التوقّعات في أبريل/نيسان إلى أنها ستصل إلى 37 مليون طن. وبهذا المستوى الجديد المتوقع فإن حجم التبادل التجاري فيالأرزفي الأسواق العالمية سينخفض بنسبة 3 في المائة عن مستوياته القياسية المسجَّلة في عام 2012، ويرجع جانب كبير من هذا الهبوط في الصادرات العالمية إلى الهند والبرازيل بينما ستساهم الصين وإندونيسيا ونيجيريا والسنغال بدور كبير في تراجع الواردات.

وخلصت الدراسة إلى أنه:

بمقارنة جانبي العرض والطلب (الصادرات العالمية وواردات الإمارات من الأرز) يلاحظ أن 91% من إجمالي واردات الإمارات من سلعة الأرز خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2012 قد تركزت في دولتين وهما الهند وباكستان، لذلك فمن الضروري توسيع نطاق الرقعة الجغرافيةفي استيراد الأرز لضمان استقرار الأسعار في حال وجود أية تقلبات.