الإثنين الأسود يضع حزب النهضة في مأزق

تاريخ النشر: 11 أبريل 2012 - 01:00 GMT
مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في تونس
مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في تونس

أطلق التونسيون على يوم الإثنين الماضي 9/4/2012 اسم الإثنينالأسود وذلك بسبب الاشتباكات التي شهدتها تونس في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى عيد الشهداء عندما حاول آلاف المتظاهرين اقتحام شارع الحبيب بورقيبة في تحد منهم لقرار يحظر التظاهر. ولعل أهم أسباب التظاهر هو سيطرة حزب النهضة الإسلامي على الحكومة الذي يواجه معارضة قوية من الأحزاب العلمانية والإتحاد العام التونسي للشغل الذي يخشى من فرض القيم الدينية المحافظة في بلد طالما عرف  عنه بأنه ليبرالي وعلماني. يقول المدون التونسي صاحب مدونة ميادين:

"العنف الذي مورس اخيرا (و سيمارَس لاحقا) يبيّن بجلاء و وضوح ما بعده وضوح ان الاوراق الهامشية المائعة الفضفاضة المفرغة من ايّ محتوى سياسي جاد و لصيق بالاسئلة الكبرى للثورة ، و التي اتقنت النهضة لعبها سابقا لم تعد مجدية ،اوراق التكفير و مداعبة الوجدان الديني و التوصيفات الاخلاقية السيئة للخصوم السياسيين و احتكار الحديث باسم الهوية و ادّعاء امتلاك احقيتها بذلك الخطاب كل تلك الاوراق باتت مكشوفة للشعب قبل النخب . الورقة الوحيدة التي لا تزال ممكنه ( وهذا من سوء حظّهم) هي ورقة العنف و القمع . و لئن كانت هذه الورقة تمثّل اخر امل لهم في البقاء السياسي ، فهي ، مع ذلك ، من الهشاشة و الاهتراء بحيث ان احتراقها و احتراقهم معها امر سهل للغاية ."

ويضيف:

"الديمقراطية هي الورقة الرابحة التي لا و لن تملكمها النهضة . لا فقط بحكم مرجعياتها الفكرية و الثقافية الاصولية الماضوية السلفية المقنـّعه ، بل ايضا بحكم ممارستها السياسية التي تتميّز بهذا النسق السريق في مراكمة ... الاخطاء ."

محمد الحمّار المدون التونسي هو أيضاً علق على هذا الموضوع قائلاً:

"إنّ ما حدث في الاثنين الأسود و مآلنا لمّا نبتعد عن الحق والباطل بالمعايير الكونية ونلتصق بالمعايير الدينية لمّا لا نطبقها على أنفسنا قبل اقتراح تطبيقها على الآخرين.من خلال مشاهدة الفيديوهات المسجلة في ذلك اليوم ندرك أمرا خطيرا: النهضة تخلق حالة استقطاب جديدة، لا بين علمانيين وإسلاميين إنما هذه المرة بين النهضة و بقية المجتمع. بينما الإسلام الصحيح  هو أن يفهم الحاكم أنه في خدمة الشعب كافة كي يؤسس  للوحدة الوطنية.متى سنعي أننا لسنا إسلاميين ولا شيوعيين ولا اشتراكيين ولا ليبراليين ولا شعوبيين... وأننا شعب لا بد أن يبحث عمّا هو أفضل وعمّا يتسق مع حاجياته وثقافته؟"

ويضيف قائلاً:

"إنّ حرية التظاهر من الإسلام طالما أن التظاهر وسيلة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وللاضطلاع بحقوق الإنسان. وحق التظاهر من بين هذه الأخيرة. وبالتالي فحق التظاهر هو أيضا واجب إذ من مسؤوليات المسلم المعاصر أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. لذا أتعجب من رؤية من يقولون بالدين معارضين لحرية التظاهر. من هنا نفهم أن الذين يرمزون إلى القيم الصحيحة للإسلام هم أمثال هؤلاء الناشطين الذين ينتمون اليوم إلى ما يسمى بالوسط واليسار. فمن فضلكم يا قادة الرأي، لا تَحملوا الشعب بأكمله على إتباع إيديولوجيا الإسلام. فلا علاقة لها بالإسلام الصحيح. والأجدر بكم أن تساهموا في ابتكار منهجية عامة من صلب ثقافة المسلمين ومنبثقة عن إرادة المسلمين، مهما كان تدين هؤلاء من عدمه."



شاركنا برأيك في التعليقات: هل تعتقد أن الأحداث التي شهدتها تونس في يوم االإثنين الأسود وضعت حزب النهضة في مأزق؟.

لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا