يتفق كل من وسيم عازب وأحمد باعبود على ضرورة أن لا يكون رد الفعل على الحوادث العامة في السعودية بعد أن تحل الكارثة على حد قول أحمد، بل يجب أن نستبقها في رأي وسيم. عن حريق مدرسة براعم الوطن الابتدائية في جدة وحادث معلمات جازان يقول أحمد:
"لا يوجد مكان في العالم يخلو من الحوادث و الأخطاء، و لكن السؤال الكبير هو ما الذي حصل منذ الحادث الأول أو الحادث الألف لكي تقل فرص حصول هذه الحوادث من جديد".
ويتابع أحمد تعليقه على خبر تسبب طالبات في مدرسة براعم الوطن في الحريق الذي شب في المدرسة:
"حتى لو إفترضنا أن اللجنة خرجت بالأسباب الجذرية للكارثة في جدة، ما الذي يمنع تكرار هذه الكارثة في أي مدرسة سعودية أخرى؟. سيكون من السهوله بمكان إلقاء اللائمة من جديد على فرد أو جهه ما، و لكن دور وزارة التربية والتعليم هو الأهم كجهه مسؤولة عن المباني الدراسية ومواصفاتها وتصميمها وإعطاء التصاريح للمدارس الخاصة. وبالتالي فمن المفترض أن تقوم الوزارة بعملية مراجعة شاملة لمستوى السلامة في جميع المدارس وتحديد خطة واضحة لجعل جميع المدارس أكثر سلامة للطلاب. كما لا يمكن إغفال دور الوزارة في تدريب المدرسين و الطلبة على مواجهة أي خطر قد يتعرضون له خلال فترة استخدامهم للمبنى الدراسي".
وبعد أن يشدد أحمد على أهمية دور الآباء في التوعية أيضا، يتساءل إن كانت وزارة التربية والتعليم جادة في تلافي ما سيحدث مستقبلا:
"حتى الأن لم أسمع الكثير من قبل معالي وزير التربية والتعليم بخصوص ما جرى في مدرسة براعم الوطن، وما أتمناه فعلاً هو أن يكون خلف هذا الصمت عمل يظهر للجميع في صورة خطة متكاملة لمنع الخسائر في جميع المدارس، فالطريق الأفضل لمنع حريق هو في منع حصوله قبل أن يشتعل لا في محاولة إطفائه بعد أن ينشأ".
أما وسيم عازب فيقول:
"حوادث مفجعة كهذه ستستمر في الحدوث بأشكال مختلفة وسيناريوهات متعددة إلا إذا تم حل المشكلة من أعمق جذورها التي، من منظوري الشخصي، تكمن في القضاء على طريقة التفكير الجمعي المبنية على ردات الفعل والانتقال إلى طريقة التفكير الاستباقية".
ويمضي وسيم مفسرا الفرق بين رد الفعل وبين الاستباقية:
"يميل أصحاب الفكر المبني على ردات الفعل إلى الركون إلى الوضع الحاضر و عدم القيام بأي إجراءات احترازية طالما أن كل شيء على ما يرام. الأمر الذي يجعل من احتمالية وقوع الحوادث والكوارث عالية جدا ولا يتم عمل الإجراءات الإحترازية إلا بعد حدوث الكارثة بينما الفكر الاستباقي يعمل على استشراف الأخطار و تحديد مكامنها والاستعداد لها بالوسائل التي تمنع وقوعها بإذن الله".
مضيفا:
"التفكير بطريقة استباقية تعمل على رؤية المستقبل و استشراف الأخطار المحدقة بكل منا في مجاله الذي يتقنه وفي البيئة المحيطة به كفيل بالعمل على رقي البيئة المحيطة بنا وعلى الحد من الكوارث كثيرة حدثت في الماضي كان من الممكن تفاديها بسهولة".
لمتابعة أحدث جولاتنا في المدونات العربية عبر صفحتنا على موقع فايسبوك، اضغط هنا وابق على اطلاعٍ بأحدث المستجدات، كما يمكنك متابعتنا على تويتر بالضغط هنا.
