بعد مرور ما يزيد من العام على بداية الربيع العربي الذي انطلق من تونس؛ لا يبدو بأن البلاد العربية تعيش أفضل حالاتها حيث تصارع الآن للتغلب على مجموعة من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي خلفها عهد طويل من الديكتاتوريات التي عانت منها هذه البلدان.
وفيما تخطو مصر أول خطواتها نحو الديموقراطية وهي على أعتاب انتخاب أول رئيس في تاريخها؛ لا يزال حمام الدم مستمرا في سوريا حيث تشهد البلاد كل يوم وقوع ضحايا جدد ومشاهد دمار متزايدة فيما بدأت بوادر تدخل عسكري غربي وعربي في سوريا تلوح في الأفق وسط دعم روسي-إيراني للنظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد.
كما وألقت الأزمة السورية بظلالها على لبنان الذي أصبح مسرحا للصراع بين مؤيدي النظام السوري ومعارضيه وهو البلد الذي حلت فيه القوات السورية ردحا طويلا من الزمن قبل انسحابها منه ليصبح لبنان على حافة حرب وشيكة في أية لحظة.
وبالانتقال إلى العراق، يستمر الصراع السياسي والطائفي على السلطة حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية منه مؤخرا، فيما بدأ شمال العراق في الازدهار وسط تدفق الاستثمارات إلى أربيل تلك المنطقة الغنية بالنفط.
بالعودة إلى تونس مهد الربيع العربي الأول، لا تبدو الصورة أكثر إشراقا، تحاول البلاد التغلب على مشاكلها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وهي الأسباب التي أدت إلى الثورة على نظام زين العابدين بن علي ويبدو المد السلفي أكثر تزايدًا ووضوحا في تونس التي عاشت دهرا لا بأس به من العلمانية.
نقدم لكم جولة في الأحوال العامة للعالم العربي منذ أن جاء الربيع إلى المنطقة.
شاركنا برأيك في التعليقات: هل تعتقد بأن الأحوال قد صارت إلى الأفضل بعد الربيع العربي أم تتجه إلى أوضاع أكثر سوءا؟.