أعلنت الهيئة العامة للسياحة تقريرها السنوي حول أداء القطاع السياحي للعام 2011، أن صناعة السياحة المحلية حققت العديد من الاستحقاقات التي انعكست في زيادة الاستثمارات في القطاع الفندقي وافتتاح عدد جديد من المنشآت الفندقية، فضلا عن تحقيق الصناعة لزيادة كبيرة في أعداد الزائرين من دول مجلس التعاون الخليجي، وبين التقرير أن عدد المنشآت الفندقية ارتفع بالسوق من 66 وحدة فندقية إلى 74 وحدة، وأن نسبة إشغال القطاع الفندقي ارتفعت من 59 % إلي 60 % وذلك على الرغم من الزيادة الكبيرة في أعداد الغرف الفندقية التي ارتفعت بنسبة 16.8 % وهو ما يؤكد استمرار ارتفاع الطلب على خدمات قطاع الضيافة، مدفوعا بالنشاط الاقتصادي الذي تشهده البلاد واستضافة الدوحة للعديد من الفعاليات الدولية على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية، كما رصد التقرير تحولا نوعيا في حجم السياحة الخليجية الوافدة، التي حققت زيادة بنسبة 49 % مقارنة مع عام 2010.
وأكد السيد أحمد النعيمي رئيس الهيئة العامة للسياحة أن الإحصاء السياحي المدقق، يعد إحدى الركائز التي تعتمد عليها الهيئة العامة للسياحة في مشروعها الطموح لتطوير صناعة السياحة القطرية، وفي هذا الإطار يأتي التقرير السنوي حول أداء الصناعة ليرصد بشفافية أهم الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع، وهدفنا أن يصبح التقرير بمثابة المرآة التي يمكن أن يستشرف بها المواطن والمقيم وكذلك المستثمر المستقبل الواعد للصناعة.
أداء القطاع السياحي للعام 2011
وقال الإحصاءات السياحية أصبحت إحدى الركائز الأساسية التي تساهم في بناء ونمو هذا القطاع، حيث توفر البيانات والمعلومات التي تساعد في الدراسات اللازمة لتحسين مستويات الخدمات التي تعتبر من أهم عوامل النجاح في العمل السياحي، مما سيعزز من مساهمة قطاع السياحة في ازدهار الاقتصاد الوطني ويؤسس لمساهمة فعالة للصناعة في نمو مخرجات الناتج المحلي الإجمالي. وحول أهم نتائج التقرير أوضح النعيمي قائلا: سجلت إحصائيات إدارة السياحة بالهيئة زيادة في عدد المنشآت الفندقية خلال العام 2011، ووصل عدد المنشآت الفندقية إلى 74 منشأة، مقابل 66 منشأة فندقية عام 2010، أي أن قطاع الضيافة استقبل 8 منشآت فندقية جديد، وبذلك ارتفعت الطاقة الاستيعابية في العام2011 إلى حوالي «11.341» غرفة ووحدة فندقية مقابل 9.574 غرفة فندقية كانت متوافرة في العام 2010. وبين رئيس الهيئة العامة للسياحة أن نسبة إشغال الغرف في العام 2011 سجلت معدل «59%» من إجمالي السعة الفندقية التي بلغت «11.341» غرفة على مدار العام، وعلي الرغم من الزيادة الكبيرة في عدد الغرف الفندقية التي زادت بنسبة 18.45 % إلا أن نسب الإشغال سجلت تراجعات بنقطة واحدة فقط، مما يؤكد استمرار ارتفاع الطلب على الخدمات الفندقية.
وأوضح السيد أحمد النعيمي أن الإحصائيات أوضحت أن ارتفاع معدل نسبة الإشغال خلال شهري يناير وديسمبر لعام 2011، يعكس زيادة حجوزات الفنادق وزيادة الأنشطة خلال تلك الفترة، كما تبين أيضا انخفاض نسبة الإشغال خلال شهر أغسطس نتيجة تزامن شهر أغسطس مع شهر رمضان الذي يشهد عادة انخفاض نسبة الإشغال.
زيادة العائدات السياحية
وتناول التقرير السنوي للهيئة العامة للسياحة العائدات السياحية للقطاع الفندقي حيث بين التقرير تحقيق زيادة في العائدات بنسبة 19.25 % بالنسبة لفنادق الخمس والأربع نجوم. ويعلق السيد احمد النعيمي علي تلك العائدات قائلا: شهدت إيرادات المنشآت الفندقية لفنادق الخمس والأربع نجوم العاملة في الدولة نموا ملحوظا في العام 2011 مقارنة بالعام 2010، حيث وصل مجموع الإيرادات لفنادق الأربع والخمس نجوم إلى حوالي 2.777,947,223 ريال في سنة 2011، وذلك مقابل 2.329,514,968 في العام 2010، موضحا أن إيرادات الغرف وإيرادات قسم الأغذية والمشروبات شكلت النسبة الأكبر من هذه الإيرادات، بالإضافة لزيادة عدد فنادق الأربع والخمس نجوم ذات المستوى العالي في الجودة والخدمة.
ازدهار السياحة الخليجية
سجل تقرير الهيئة العامة للسياحة زيادة كبيرة في عدد السائحين القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 45 % مقارنة مع عام 2010. وأوضح رئيس الهيئة العامة للسياحة الإحصاءات أبرزت أن الدوحة في طريقها لتصبح احدى المحطات السياحية الرئيسية لمواطني ومقيمي دول مجلس التعاون الخليجي، فقد أظهرت الإحصائيات زيادة عدد السياح القادمين من دول المجلس في سنة 2011 مقارنة بسنة 2010، حيث بلغ عددهم حوالي 845.633 ألف سائح خلال سنة 2011، مقابل 582.134 ألف، وشكل السائحون القادمون من المملكة العربية السعودية الجزء الأكبر من مجموع سياح دول المجلس بنسبة 59 %.
زيادة السياحة الدولية
كما سجلت السياحة القادمة من دول مجلس التعاون الخليجي زيادة، رصد تقرير الهيئة العامة للسياحة زيادة ملحوظة في السياحة الدولية، قدرت بنسبة 12% من مختلف دول العالم، ويؤكد السيد احمد النعيمي أن الإحصائيات أظهرت استمرار نمو سياحة الإعمال وذلك لزيادة المؤتمرات والمعارض، حيث شاركت الهيئة العامة للسياحة بتنظيم الكثير من الفعاليات والحملات الترويجية لجذب سياحة الأعمال الممزوجة بالسياحة الترفيهية، وجاءت نسبة السائحين القادمين من قارة آسيا في المقدمة بنسبة 58.67 % من إجمالي إعداد الزائرين ثم السياحة الوافدة من البلدان العربية بنسبة 19.13 % ثم البلدان الأوروبية بنسبة 15 % والنسبة المتبقية لدول إفريقية وأميركا الجنوبية والشمالية وأستراليا.
أوضح النعيمي أن سياحة الأعمال شكلت نسبة 72% تقريبا من إجمالي إعداد السائحين الذين استقبلتهم قطر العام الماضي وهو ما يوضح تراجع نسبة مشاركة سياحة الأعمال لصالح زيادة نسبة السياحة الترفيهية التي شكلت العام الماضي النسبة المتبقية وهي 28%. خطط 2012 اختتمت الهيئة العامة للسياحة تقريرها بالإشارة إلي البداية القوية للصناعة في عام 2012 حيث أظهرت إحصائيات القطاع الفندقي استمرار نمو معدلات الإشغال لتسجل نسبة إشغال بلغت 61 %، وأوضح النعيمي أن البداية الجيدة للعام الجديد تؤكد استمرار الصناعة في أدائها القوي مدعومة بالنمو المستمر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وحول أهم الخطط الخاصة بالعام الجاري قال النعيمي: يمثل عام 2012 أهمية خاصة لنا في الهيئة العامة للسياحة، خاصة في ظل الأداء الجيد للصناعة، وكذلك استعدادات السوق لاستقبال أكثر من 3500 غرفة فندقية جديدة، تلك التوسعات الفندقية تحتاج إلي مزيد من خطط الترويج والتسويق لزيادة أعداد الزائرين بالتالي الحفاظ على نسب إشغال القطاع الفندقي ضمن معدلاتها المستهدفة، وستساهم هيئة السياحة في تحقيق ذلك بخطة طموحة للمشاركة في عدد من أهم وأبرز المعارض الدولية المتخصصة في السياحة وصناعة المؤتمرات والمعارض، وكذلك زيادة جهود الهيئة فيما يخص تنظيم واستضافة المعارض المحلية والدولية، بالإضافة إلي أن الهيئة ستسعى إلى تعزيز موقعها كمحطة للسياحة الخليجية من خلال جولة ترويجية تشمل دول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الثاني من العام، منوها بأن الحملة الترويجية لمنطقة الخليج، سبقها حملة إعلامية علي عدد من القنوات الفضائية، أبرزت أهم التسهيلات التي توفرها قطر للسائحين بشكل عام والسائح الخليجي على وجه الخصوص.
