تقارير اميركية: ايام مبارك باتت معدودة

تاريخ النشر: 31 يناير 2011 - 07:03 GMT
مبارك حكم 32 عاما وبدأ يعي مطالب الشعب
مبارك حكم 32 عاما وبدأ يعي مطالب الشعب

وقعت تقارير اعلامية اميركية استندت الى موقف البيت الابيض وبعض العواصم الغربية برحيل الرئيس المصري خلال ايام.

فتحت عنوان "أيام مبارك تبدو معدودة"، قالت شبكة Fox News الأميركية على موقعها الالكتروني إنه مع تنامي الاحتجاجات في القاهرة ومدن مصرية أخرى فإن العديد ينظرون إلى نهاية الحكم السلطوي للرئيس مبارك الذي استمر 30 عاما، على حد تعبيرها.

وأضافت أن "هذه النهاية قد تكون هادئة أو قاسية كما أنها قد تكون فورية كنتيجة للاضطرابات في الشوارع أو بعد شهور قليلة عبر عملية "منظمة وتطوعية" لنقل السلطة.

ونقلت الشبكة عن مصدر دبلوماسي لم تسمه القول إنه "من الممكن أن تتم تنحية مبارك عن منصبه أو إخراجه من مصر جراء أحداث الشغب التي يشهدها الشارع المصري، لكنه مازال يحتفظ في الوقت ذاته بقيادة طبيعية للجيش الذي يقوم بتنفيذ جميع المهام الموكلة إليه".

وأكدت الشبكة أن قيام مبارك بالإعلان عن نيته التنازل عن السلطة بعد انتخابات رئاسية حرة ومفتوحة في شهر سبتمبر/أيلول القادم سوف يسمح له بإنهاء فترة رئاسته وتجنب المحاكمة من جانب أي حكومة مصرية تالية، على حد قول الشبكة.

وأضافت أن إدارة أوباما قد تكون ناقشت بالفعل هذا الافتراض مع مبارك في الأيام الأخيرة.

ومن ناحيتها نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن أحد مستشاري الرئيس باراك أوباما القول إن "وقت مبارك قد انتهى".

وكانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد ذكرت أمس الأحد أن الولايات المتحدة "تريد انتقالا منظما بحيث لا يملأ أحد أي فراغ في السلطة وكي لا يكون هناك مثل هذا الفراغ، ومن أجل ذلك ينبغي أن تكون هناك خطة لإيجاد حكومة ديمقراطية وشاملة".  وأعربت كلينتون عن اعتقادها بأن هذا "يصب في مصالح مصر طويلة المدى وفي مصلحة الشراكة التي تربط الولايات المتحدة بمصر".  ومن ناحيته أشاد الأدميرال مايكل مولن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة بتعامل الجيش المصري مع الموقف "باحتراف" وعدم إقدام قواته على قمع المحتجين.

وتقول وكالة رويترز إنه كلما بقي المحتجون فترة أطول دون تحد من الجيش كلما بدا الرئيس مبارك في وضع أكثر صعوبة، حسب قولها. وأضافت أن وعود مبارك بتنفيذ إصلاح اقتصادي لتهدئة الغضب الشعبي من ارتفاع الأسعار والبطالة والفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء قد أخفقت في وقف مطالباتهم بحملة تطهير سياسي تشمل مبارك ورجاله لاسيما بعد قيامه بتعيين رجلين عسكريين هما اللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق كنائب له ورئيس للحكومة على الترتيب.

ودعا المحتجون لإضراب عام يوم الاثنين وتنظيم مسيرة أطلقوا عليها "المسيرة المليونية" يوم الثلاثاء لفرض مطالبهم بالديمقراطية التي يمكن أن تؤذن بنهاية حكم المؤسسة العسكرية التي حكمت مصر منذ الاستقلال في الخمسينات

هل يثق أوباما بـ80 مليون مصري؟

الولايات المتحدة في مأزق: هل يمكن لها الثقة في نظام جديد للسياسة الخارجية، فتأثير ذلك هائل على الغرب وإسرائيل.

فالأمر بدأ بصورة مفبركة، أظهرت قادة الشرق الأوسط، كل اللاعبين الكبار يخطون فوق سجاة البيت الأبيض الحمراء صوب الكاميرات المنتظرة في سبتمبر/أيلول الماضي، وفي الوسط بدا الرئيس أوباما، وإلى يمينه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإلى يساره، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، والعاهل الأردني، الملك عبدالله وفق التلغراف

وهناك على بعد خطوتين للأمام، بدا بوضوح رئيس المجموعة، وكان الرئيس المصري حسني مبارك، تاريخياً كانت مصر رائدة العالم العربي، فربما وضعه في المقدمة كان له ما يبرره، إلا أن الصورة التي نشرتها صحيفة "الأهرام" الرسمية المصرية أثارت صخباً، فالجميع كان يدرك أن مبارك لم في المقدمة لأنهم شاهدوا تلك التلفزيونات، كان يقف وراء السيد نتنياهو، إن لم يمكن متخلفاً للوراء عن بقية نظرائه، فمحاولة منحه أهمية، ومن با المجاملة من " فوتوشوب، كانت مثيرة للضحك.

وهذا هو واقع الحال الآن مع تبين عزم مبارك البقاء في السلطة  بعد 30 عاما في منصبه بعد سلسلة تزوير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

اما شيكاغو تريبيون فاعلنت ان الولايات المتحدة تستعد بحذر لحقبة مصر دون مبارك وتقول : واضعة الحلفاء الآخرين في المنطقة قيد الاعتبار، يحرص المسؤولون الأمريكيون على عدم نبذ الزعيم المصري، حسني مبارك، بحثه على تطبيق نقل السلطة إلى الديمقراطية، إلا أنهم يستعدون في ذات الوقت لاحتمالات الإطاحة به.

ويبدو أن الإدارة الأمريكية تستعد حالياً لحقبة مصر ما بعد الرئيس حسني مبارك، بالضغط على الزعيم المتشدد البالغ من العمر 82 عاماً، لتلبية سريعةا لصرخة القادمة من الشوارع المطالبة بمساحة اوسع من الحريات السياسية رغم تزايد شكوكهم في قدرة الحليف القديم النجاة من الاضطرابات.

الإدارة الأمريكية ليست مستعدة بعد للتخلي عن مبارك، ليس علانية على الأقل، المسؤولون يواصلون الالتزام بنبرة حذرة في تصريحاتهم، خوفاً من إطلاق دعوات مفتوحة للإطاحة بمبارك ما قد يثير حذر حلفاء واشنطن الآخرين في المنطقة.

ويجمع مسؤولو الإدارة الأمريكية الحالية والسابقة بأن أيام الحكومة الاستبدادية في مصر قد ولت، بمبارك أو بدونه.

مشاورات اميركية

وقد أعلن البيت الأبيض امس الأحد أن الرئيس باراك أوباما تشاور هاتفيا مع قادة تركيا وإسرائيل والسعودية وبريطانيا بشأن الوضع في مصر، مجددا دعوته إلى "الانتقال نحو حكومة تستجيب لتطلعات" الشعب المصري.

وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما "اتصل بالعديد من القادة الأجانب لمناقشة الوضع في مصر". وأضاف البيان أن أوباما اتصل برئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز. كما اتصل الرئيس الأميركي الأحد برئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون. وأضاف البيت الأبيض أن أوباما عبر مجددا أمام هؤلاء القادة عن رغبته في حصول "انتقال منظم نحو حكومة تستجيب لتطلعات الشعب المصري". كما دعا مجددا إلى "ضبط النفس" مشددا على "معارضته للعنف".

وأضاف البيان أن "الرئيس طلب من كل من القادة الذين اتصل بهم تقييمهم للوضع، واتفق معهم على إبقاء الاتصالات مفتوحة".

كلينتون: مبارك لم يتخذ خطوات كافية

من جانبها، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن الرئيس المصري حسني مبارك لم يتخذ خطوات كافية لتلبية تطلعات الشعب المصري.

وتجنبت كلينتون التعبير عن استقرار حكومة مصر تحت قيادة الرئيس مبارك، لكنها أشارت إلى رغبة واشنطن في انتقال مصر إلى الديموقراطية بشكل منظم عبر انتخابات حرة ونزيهة عقب الاحتجاجات التي تهدد حكم النظام الحالي.

وأضافت كلينتون في مقابلة مع تلفزيون NBC أن "رسالة الولايات المتحدة كانت متسقة. نريد أن نرى انتخابات حرة ونزيهة ونتوقع أن يكون هذا أحد نتائج ما يجري الآن،" وتجنبت الخوض في الخيارات المحتملة.

يذكر أن مصر ترتبط بعلاقات قوية مع واشنطن وتعد حليفا إستراتيجيا مهما لها في الشرق الأوسط كما أنها تعد ثاني أكبر متلق للمعونات الأميركية في العالم بعد إسرائيل إذ تحصل على مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليار دولار سنويا بخلاف مساعدات إقتصادية تبلغ نحو 400 مليون دولار.