اكد مسؤول مصري بارز تمسك الرئيس حسني مبارك بالسلطة ونيته مقاومة الاحتجاجات الداعية لرحيله، في المقابل تتحدث تقارير اعلامية غربية ان نهاية حكم مبارك.
في التفاصيل فقد نقلت صحيفة "الشرق الاوسط " اللندنية اليوم الثلاثاء عن مسؤول مصري "بارز" لم تكشف عن اسمه قوله ان الرئيس حسني مبارك لن يتخلى عن السلطة وليس هناك اي سيناريو مطروح لنقل السلطة الى نائبه اللواء عمر سليمان.
وقال المسؤول بحسب الصحيفة ان مبارك "باق في موقعه كرئيس للبلاد وقائدا اعلى للقوات المسلحة" نافيا ان يكون هناك "اي سيناريو موجود لتنازل الرئيس مبارك في مرحلة لاحقة عن السلطة لنائبه".
واعتبر المسؤول ان المطالبين بسقوط مبارك "اقلية" ولا يعكسون "رغبة كافة ابناء الشعب المصري الذين يعتبرون مبارك بمثابة صمام الامان".
لكن في المقابل واصلت الصحف الاميركية والبريطانية اهتمامها بتغطية التطورات المتلاحقة في مصر بتقارير اخبارية وتحليلات ومقالات رأي مع دخول الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بتغيير نظام الرئيس حسني مبارك يومها السابع على التوالي.
وعنونت صحيفة "انترناشنال هيرالد تربيون" صفحتها الاولى على 8 اعمدة بـ"الاحتجاجات تتصاعد مع تعزيز الجيش قواته في القاهرة –
وعنونت "نيويورك تايمز" صفحتها الاولى بـ"البرادعي يبدأ توحيد المعارضة والعسكر يعززون وجودهم في القاهرة". وكتبت الصحيفة تعليقاً على الاحداث في مصر جاء في مقدمته: "ان الرئيس حسني مبارك الموجود في الحكم منذ ثلاثة عقود، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح الموجود في الحكم منذ23 عاماً، كان ينبغي ان يريا كلاهما ان ما حدث كان آتياً". واضافت بعد الاشارة الى اهمية مصر كحليفة للولايات المتحدة "تتلقى كل سنة معونات قيمتها 1,5 مليار دولار، واكبر واول بلد عربي يتوصل الى سلام مع اسرائيل" والى اليمن التي يوجد فيها فرع خطير لتنظيم "القاعدة" وقد اعطت للولايات المتحدة الحرية الكاملة لمطاردة المتطرفين "ان هذا كله يترك واشنطن في حيرة من امرها، وهي تحاول الموازنة بين متطلبات الامن القومي ومسؤوليتها الاخلاقية في الوقوف مع اولئك الذين يتحلون بالشجاعة لمعارضة الحكام السلطويين. ولا بد ان المسؤولين الاميركيين يتساءلون عما سيحدث للمعركة ضد "القاعدة" اذا ما اطيح بالرئيس صالح. وماذا سيحدث للجهود الرامية الى مكافحة ايران والترويج للسلام بين العرب واسرائيل اذا ذهب مبارك فجأة".
وعنونت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية صفحتها الاولى بـ" مصر مطوقة: الى متى يستطيع مبارك البقاء؟" مع صورة كبيرة لمتظاهرين يحرقون صورة للرئيس المصري. ونقلت عن احد المتظاهرين قوله ان مبارك في حكم المنتهي سواء اطلق الجيش النار على المتظاهرين ام لا. وتوقع المحرر الاقتصادي للصحيفة ان تتسبب المتاعب في مصر بصدمة نفطية جديدة بغض النظر عن الاثر السياسي للقلاقل هناك. واشار الى اهمية قناة السويس في حركة نقل النفط وقال ان احتمال تولي نظام اصولي الحكم في مصر سيهدد السلام في الشرق الاوسط برمته.
اما "ذي غارديان" البريطانية فعنونت تقريرها عن مصر على صفحتها الاولى على 8 اعمدة ايضاً مع صورة للمعارض محمد البرادعي ممسكاً بمكبر للصوت في ميدان التحرير "البرادعي يقول ان التغيير آت، والولايات المتحدة تدعو الى انتقال منظم". وقالت عناوين فرعية اخرى في الصحيفة: "الآلاف يتظاهرون في القاهرة متحدين منع التجول" و"هيلاري كلينتون تقول ان مصر تستحق الاصلاح" و"تقارير عن سماع اطلاق نيران كثيف في الليل". وفي احدى الصفحات الداخلية كان العنوان عن غموض موقف الجيش المصري: "عدو ام صديق؟ الجيش يستعرض عضلاته ليبقي الجماهير وهي تخمن".
ونشرت "ذي غارديان" ايضاً تعليقاً افتتاحياً عنوانه "مصر – عاصفة الصحراء" جاء في بدايته: "الطريق انتهت امام حسني مبارك. هذا واضح للجميع: للشرطة التي هرب افرادها من الشوارع، وكبار اعضاء الحزب الحاكم المستقيلين، وملايين المصريين الذين سيطروا على مدن مصر".
وبعد ان استعرضت الصحيفة التطورات البارزة في احداث مصر كتجاهل المتظاهرين حظر التجوال وتعيين رئيس الاستخبارات عمر سليمان نائباً للرئيس واغلاق مكتب قناة "الجزيرة" القطرية في مصر قالت ان من الواضح ان رسالة النظام الحكم "فجة لكنها قد تكون فعالة. اذ انه يقول ان البديل الوحيد لمبارك هو الفوضى. ومع ذلك فان حقيقة الامر ان بعض اعمال النهب يقوم بتنظيمها رجال شرطة بملابس مدنية لم يخف على المواطنين الذين شكل كثير منهم مجموعات لحماية ممتلكاتهم". وختمت بالقول ان "كل شيء يعتمد الآن على تصميم شعب مصر. ومن المؤكد انهم قطعوا الآن مسافة اطول مما يمكن التراجع عنها".
وكان العنوان الرئيسي باحدى الصفحات الداخلية التي خصصتها صحيفة "ذي تايمز" البريطانية: "الاستعصاء يستمر مع تحليق طائرات مبارك النفاثة على ارتفاع منخفض فوق المحتجين المتحدين". ونشرت الصحيفة ذاتها ايضاً تعليقا افتتاحياً عنوانه "الجيش يدخل – مع تهديد الفوضى للقاهرة، يجب على جيش مصر ان يضمن النظام والانتخابات". وجاء في التعليق بعد الاشارة الى ما حدث من نهب وفوضى في القاهرة: "هناك قوة واحدة فقط يمكنها استعادة السيطرة على وضع متدهور بسرعة...بحلول الجمعة اعتقد قادة الجيش بوضوح ان الوقت حان للتصرف. وارسلت الدبابات لتحيط بالمقر المشتعل للحزب الحاكم. وحماية الكنوز التي لا تقدر بثمن الموجودة في المتحف الوطني القريب. وقد جرى الترحيب بهم في البداية كاصدقاء ولم يطلقوا النار. وقد سمحوا للمتظاهرين بان يكتبوا شعارات مناوئة لمبارك على العربات. وربما كانت القيادة العسكرية تسعى الى جس المزاج السائد. وبحلول الاحد كان (الجيش) قد نفذ انقلاباً، من ناحية عملية". واضافت "ذي تايمز": بالرغم من بياناتهم المحرجة المعلنة عن التأييد للرجل المصري المسحوق في الشارع، فان حلفاء مبارك ورعاته الغربيين السابقين سيشعرون بالارتياح. اذ ان من السمتبعد ان يتخلى الجيش الذي يتلقى 1,3 مليار دولار من المساعدات عن اصدقائه الغربيين مهما تكن الشعارات في الشارع. كما انه (الجيش) لن يعيد توجيه سياسات مصر الاقليمية او يمزق المعاهدة مع اسرائيل. وقد يقوم في نهاية الامر بتنظيف فساد رجال الحكومة السابقة وتقديم سياسات جديدة للملايين الذين يتطلعون الى تغيير ظروفهم التعيسة". ثم قالت الصحيفة: "يجب اقناع الرئيس مبارك بالتقاعد قريباً. وهل سيسمح باجراء انتخابات جديدة بعدئذ؟ ام ان اللواء عمر سليمان سيتسلل من دون ان يلاحظه احد ليجلس في مقعد الفرعون؟".