مبارك يطلب من المحقق معاملته كرئيس والنيابة توقفه ونجليه وتستجوب زوجته

تاريخ النشر: 13 أبريل 2011 - 10:00 GMT
علاء وزوجته (يمين اعلى) وجمال وزوجته (يسار اسفل) ووالداهما حسني مبارك وسوزان ثابت
علاء وزوجته (يمين اعلى) وجمال وزوجته (يسار اسفل) ووالداهما حسني مبارك وسوزان ثابت

احتد مبارك وقال للمحقق الذي ابلغه بانه متهم: "انت نسيت نفسك والا ايه..انت بتكلم رئيس الجمهورية"، لكن المحقق رد بحزم على مبارك الذي تقرر توفيقه وزوجته ونجليهما على ذمة التحقيق، وقال "انت الان مواطن عادي".

وقرر النائب العام المصري عبد المجيد محمود فجر الاربعاء حبس مبارك ونجليه علاء وجمال 15 يوما على ذمة التحقيقات الجارية في الاعتداءات على المتظاهرين اثناء الانتفاضة المصرية التي استمرت 18 يوما واطاحت بالرئيس السابق في 11 شباط/فبراير الماضي.

ونقل علاء وجمال مبارك صباح الاربعاء الى سجن مزرعة طرة بينما تم التحفظ على مبارك في المستشفى.

وافادت وكالة انباء الشرق الاوسط الثلاثاء ان مبارك "تعرض لازمة قلبية اثناء التحقيق معه وتم نقله لغرفة العناية المركزة".

ونقلت وسائل اعلام مصرية الاربعاء، تفاصيل اللحظات الاخيرة قبل تعرض الرئيس المصري المخلوع لازمة قلبية وذهابه فور الازمة الى مستشفى شرم الشيخ الدولي.

في التفاصيل فأن المحقق وأثناء أحد الاسئلة قال لمبارك: أنت متهم، فبادره مبارك قبل أن يكمل جملته: أنت نسيت نفسك ولا إيه أنت بتكلم رئيس الجمهورية.. فرد علية المحقق بالقول : رئيس الجمهورية سابقا ويجب الا ترفع صوتك اثناء التحقيق ..وانت الان مواطن مصري عادي .

وتابع المحقق: اتكلم معك بمنتهى الاحترام فعليك الالتزام بالاجابة على الاسئلة فقط.

وأمرت النيابة العامة في مصر بحبس مبارك لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات الأربعاء.وأدخل مبارك الذي خلع يوم 11 شباط بعد احتجاجات حاشدة ضد حكمه الذي استمر 30 عاما المستشفى ليلة الثلاثاء الاربعاءبعد إصابته "بأزمة قلبية" على حد وصف وسائل الإعلام الحكومية.

وطلب النائب العام مبارك التحقيق مع مبارك حول مقتل المحتجين والاستيلاء على المال العام. كما تم استدعاء نجليه علاء وجمال للتحقيق بشأن تهم فساد وذكر التلفزيون الرسمي أن النيابة العامة أمرت بحبسهما لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن مصدر أمني مسؤول قوله إنه تم تعيين حراسة مشددة على مبارك داخل الغرفة التي يخضع فيها للعلاج بالمستشفى عقب صدور قرار حبسه على ذمة التحقيق.

وقالت صحيفة الاهرام أنه تم توجيه خمسة اتهامات للرئيس السابق هي‏:‏ التحريض والاشتراك في قتل المتظاهرين بميدان التحرير في أثناء أحداث الثورة‏,‏ والحسابات السرية الخاصة بمكتبة الإسكندرية‏,‏ وتسهيل الاستيلاء علي المال العام, وتسهيل تربح صديقه الهارب رجل الأعمال حسين سالم من خلال تخصيص أراضي الدولة, وقيامه بالإضرار بالمال العام من خلال إهدار ملايين الجنيهات من أموال الدولة نتيجة فروق أسعار تصدير الغاز لإسرائيل, بالإضافة إلي تضخم الثروة وتسهيل الاستيلاء علي المال العام, وتسهيل تربح صديقه الهارب رجل الأعمال حسين سالم من خلال تخصيص أراضي الدولة, وقيامه بالإضرار بالمال العام من خلال إهدار ملايين الجنيهات من أموال الدولة نتيجة فروق أسعار تصدير الغاز لإسرائيل, بالإضافة إلي تضخم الثروة

حالة "غير مستقرة "

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية الاربعاء عن مصدر في مستشفى شرم الشيخ ان الحالة الصحية لمبارك "غير مستقرة".

واضافت الوكالة، استنادا الى المصدر نفسه ان مبارك (83 عاما) "موجود حاليا بجناح بالدور الثالث بالمستشفى ويوجد بالدور غرفة عناية مركزة".

وتابع المصدر ان "الحالية الصحية للرئيس السابق اصبحت غير مستقرة الان وهو تحت الملاحظة بعد ان كانت مستقرة خلال الساعات السابقة".

واكد المصدر ان "الفريق الطبي المعالج يتابع حالته الصحية عن كثب".

وأكد شهود عيان لـموقع "الأهرام المسائي" الالكتروني المصري أن الرئيس السابق دخل المستشفي مترجلا بصحبة نجليه وقرينته سوزان ثابت صالح‏,‏ وادخل في الجناح رقم‏309‏ بالمستشفي التابع لوزارة الصحة‏,‏ وبعد استقرار حالته تم استئناف التحقيق‏. وقال التلفزيون المصري الرسمي أن مبارك دخل جناح كبار الزوار في الطابق الرابع في مستشفى شرم الشيخ الدولي.

وقالت الوكالة الرسمية ان مصدرا مسؤولا في مستشفى شرم الشيخ "نفى هبوط اي مروحية تابعة للقوات المسلحة بالقرب من المستشفى الذي يعالج فيه مبارك"، مؤكدا انها "مجرد شائعة".

وكانت مصادر امنية افادت في وقت سابق ان استعدادات تجري في شرم الشيخ لنقل مبارك الى المركز الطبي العالمي في الضاحية الشرقية في القاهرة.

وأثار توقيت تراجع حالته الصحية الشكوك بين بعض المحتجين الذين تكررت شكواهم من عدم ملاحقة الجيش لمبارك والدائرة المقربة منه على نحو أسرع وقالوا ان الجيش يحمي أحد افراده في اشارة الى مبارك الذي كان قائدا لسلاح الطيران قبل تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ثم شغل منصب رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة بحكم رئاسته للدولة.

وأثنى الجيش على مبارك وشكره عندما تخلى عن منصبه لكن المحتجين انتقدوا فترة حكمه التي أدارها في ظل قانون الطوارئ وقالوا ان سياساته أسهمت في زيادة الفوارق بين الاغنياء والفقراء.

وهتف عشرات الاشخاص الذين تجمعوا قرب مستشفى شرم الشيخ الدولي "عايزين فلوسنا. عايزين محاكمة الحرامي".

وعانى مبارك من مشكلات صحية في السنوات الاخيرة وذهب الى ألمانيا لاجراء جراحة لازالة الحويصلة المرارية في مارس اذار 2010. وتواترت شائعات عديدة حول صحته بعد تقدمه في العمر خاصة بعد الجراحة الاخيرة.

وقال مبارك انه سيموت على أرض مصر في خطاب وجهه للشعب قبل أيام من تنحيه.

سوزان ايضا

وقالت مصادر مطلعة، أنه يجرى التحقيق مع سوزان ثابت، زوجة الرئيس المصرى السابق بمقر جهة سيادية عليا.

وبحسب المصادر، يتناول التحقيق تهمًا تتعلق بالفساد المالى بشأن مكتبة الإسكندرية،الذى نُسب إليها مؤخرًا، وكذلك التحقيق فى أمور تتعلق مهرجان القراءة للجميع.

وقالت بوابة الاهرام الالكترونية الاخبارية ان التحقيقات تتناول موضوع النقود الذهبية التى كان من المفترض أن يقوم أنس الفقى وزير الإعلام السابق بتوصيلها إليها.

وفي وقت سابق طالب مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية رئيسته السابقة سوزان مبارك  بإعادة مبلغ عائد للمكتبة بقيمة 145 مليون دولار أميركي، تحتفظ به في حساب مصرفي باسمها، مؤكداً أنه لم يكن يعلم بوجود هذا الحساب من قبل.

ومن جهتهما، سينضم جمال وعلاء مبارك في سجن مزرعة طره إلى العديد من كبار المسؤولين وعلى رأسهم رئيس مجلس الشورى صفوت الشريف ورئيس الوزراء السابق احمد نظيف ورئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق زكريا عزمي إضافة إلى وزيري السياحة والاسكان السابقين زهير جرانة واحمد المغربي ورجل الحزب القوي أحمد عز.

يشار إلى أن جمال، وهو النجل الأصغر لمبارك، كان يشغل خلال الفترة الأخيرة من حكم والده لمصر، منصب رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم سابقا.

وكان قد ساد اعتقاد على نطاق واسع خلال السنوات الماضية أن مبارك كان يعد نجله جمال لخلافته في رئاسة البلاد، الأمر الذي أسهم بتأجيج مشاعر السخط الشعبي ضد النظام السابق، وبالتالي الإطاحة به في الحادي عشر من شهر فبراير/شباط الماضي.

أما علاء مبارك، فكانت التقارير قد تحدثت أنه دخل في شجار حاد مع شقيقه جمال بُعيد سقوط حكم والدهما، حيث اتهمه بـ "تدمير البلاد عبر تعزيز الدور السياسي لحلفائه الاقتصاديين".

ترحيب الثورة

وقد أعلن "ائتلاف شباب الثورة" عن تعليق التظاهر يوم الجمعة المقبل، وإعادة النظر فى قراره تعليق حواره مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد التقدم الذى أحرزه المجلس العسكري، بشأن مطالب الائتلاف وأبرزه قرار النائب العام بحبس الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجليه احتياطيًا، على ذمة التحقيق فى قتل المتظاهرين 15 يومًا، و وصف الإئتلاف بأن قرار حبس مبارك ونجليه، تطورًا مهمًا، قد يكون جاء متأخرا ويجب أن نحييه

وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية وأحد النشطاء الداعين للاصلاح " هذه خطوة جادة نحو محاسبة الرئيس وتنهي أي شكوك حول تعاون الدولة والجيش على نحو وثيق مع مبارك."

واضاف "معظم الناس كانوا يشكون في الجيش."

وواجه المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد منذ تنحي مبارك دعوات متزايدة لمحاسبة الرئيس السابق.

وانتقد مئات الالوف من المصريين الجيش في احتجاج حاشد يوم الجمعة الماضي لعدم محاكمة مبارك سريعا.

وفض الجنود يوم الثلاثاء اعتصاما استمر خمسة أيام في ميدان التحرير الذي كان في يناير كانون الثاني وفبراير شباط بؤرة الاحتجاجات التي أسقطت مبارك. وتعهد المحتجون بمواصلة الضغوط على المجلس الاعلى للقوات المسلحة.

وبعد احتجاج الجمعة استخدم جنود الجيش ورجال الشرطة القنابل المسيلة للدموع والهراوات لفض اعتصام عدد من المحتجين أثناء الليل. وقالت مصادر طبية ان شخصين قتلا واصيب 13 رجلا بجروح ناجمة عن اطلاق رصاص اثناء الاشتباكات. ونفى الجيش استخدام الذخيرة الحية.