اتصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هاتفيا بنائب الرئيس المصري عمر سليمان الأربعاء لتحث الحكومة على اعتقال المسؤولين عن أعمال العنف التي استهدفت المتظاهرين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان إن كلينتون وصفت أعمال العنف بـ"التطور المفزع بعد أيام من المظاهرات السلمية بانسجام".
كما قالت الخارجية الأميركية في وقت متأخر الأربعاء إن كل المواطنين الأميركيين الذين يريدون مغادرة مصر ينبغي عليهم التوجه إلى المطار فورا.
وأضافت على الحساب الخاص بوزارة الخارجية "المزيد من التأجيلات لا ينصح بها".
ويبدو أن الوضع في القاهرة أخذ في التفاقم قبل فجر الخميس، حيث سمع دوي طلقات نارية في ميدان التحرير، مركز معظم المظاهرات الاحتجاجية في الأيام الأخيرة.
وتقاتل آلاف الأشخاص من الجانبين مستخدمين العصي والحجارة الأربعاء، وقالت بعض التقارير إنه جرى استخدام سكاكين وأسلحة نارية.
وقال البيان إن كلينتون قالت لسليمان أيضا إنها تأمل أن "يقتنص الجانبان الفرصة ويبدآن فورا مفاوضات جادة وذات معنى حول انتقال مصر إلى حكم ديمقراطي تعددي أكثر انفتاحا".
السناتور الاميركي جون ماكين يدعو الرئيس المصري الى التنحي
دعا السناتور الاميركي جون ماكين الاربعاء الرئيس المصري حسني مبارك الى التنحي، وذلك بعيد لقائه الرئيس باراك اوباما في البيت الابيض.
وكتب النائب الجمهوري عن ولاية اريزونا (جنوب غرب) على موقع تويتر "انه امر مؤسف، (لكن) الوقت حان ليتنحى الرئيس مبارك ويتخلى عن مقاليد الحكم".
واضاف ماكين ان "هذا الامر يصب في مصلحة مصر وشعبها وجيشها".
واشنطن تريد حكومة انتقالية موسعة "مع مبارك أو من دونه"
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين في الإدارة، أن واشنطن تريد "حكومة انتقالية مع أو من دون مبارك على رأسها، وتُشكَّل من قيادات إصلاحية مدعومة من الجيش المصري، لتتعاطى مع القضايا التي يعاني منها المصريون وتعمل على استعادة الاستقرار والتحضير للانتخابات".
وكشفت الصحيفة أن مبعوث الإدارة لمصر فرانك فيسنر، أبلغ مبارك رسالة من أوباما ذات شقين: الأول يتعلّق بالاعلان عن عدم خوضه الانتخابات مجدداً، وهو ما التزم به الرئيس المصري، والثاني يتعلق بـ "حض مبارك على نقل السلطة في وقت أبكر".
وقد تجاهل مبارك الشق الثاني حتى خطابه أول من أمس، وهو ما استدعى اتصالاً من أوباما لمدة 30 دقيقة. وحمل بيان أوباما الذي ألقاه بعد قليل من توجيه مبارك خطابه إلى الشعب المصري، توقعات واشنطن في شأن صعوبة المرحلة المقبلة، إذ أشار الرئيس الأميركي إلى "أوقات صعبة" أمام الشعب المصري، وأبدى ثقته بالجيش والمؤسسة العسكرية.
أراء النواب الاميركيين تتفاوت بشأن قطع المساعدات لمصر
وقال مساعدون بالكونغرس ومحللون ان من غير المرجح ان يقلص النواب الاميركيون المساعدات الاميركية لمصر بسرعة ولكنهم يراقبون ليروا الى اين ستؤدي هذه الاضطرابات.
وتتباين وجهات النظر بشأن الاضطرابات المصرية في الكونغرس.
وحاليا يبدو ان مجلس النواب الذي يديره الجمهوريون اكثر حذرا من مجلس الشيوخ الذي يديره الديمقراطيون بشأن خفض المساعدات الاميركية لحكومة الرئيس المصري حسني مبارك والتي تبلغ 1.5 مليار دولار سنويا.
وقد يؤدي هذا الى معركة بشأن حجب المساعدات عن مصر في وقت لاحق من الشهر الجاري عندما يحصل النواب على فرصة لاجراء تغييرات. ولكن الكثير يتوقف على الاحداث بين الان وذلك الوقت.
وقال جون الترمان مدير برنامج الشرق الاوسط لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "قضيت وقتا صعبا في الجمع بين السياسات من اجل التوصل لاتفاق بين الحزبين وبين المجلسين بشأن خفض المساعدات الى مصر بسرعة.
"لا اعتقد ان لدى الاميركيين وجهة نظر واضحة حتى الان (بشأن الاحداث في مصر) ومن ثم فمن الصعب ان يكون لدى الكونغرس وجهة نظر واضحة."
ومعظم المساعدات الاميركية لمصر عسكرية وخصصت لاشياء مثل دبابات ام1ايه1 ابرامز القتالية وطائرات اف -16 المقاتلة.
ويشكك مساعدون في مجلس النواب الاميركي في حدوث اي تخفيضات كبيرة في المساعدات العسكرية لمصر في نسخة مجلس النواب بشأن مشروع ميزانية لتمويل الحكومة من مارس اذار وحتى 30 ايلول/ سبتمبر.
وقال مساعد في مجلس النواب انه لابد من طرح مشروع الميزانية على مجلس النواب بحلول 14 فبراير شباط مما لا يترك وقتا يذكر لاجراء تغييرات كبيرة في السياسة.
وحث النائب الجمهوري كاي غرانغر الذي يرأس لجنة المساعدات الخارجية حث على توخي الحذر هذا الاسبوع عند تقرير رد الفعل الاميركي على الاحدث في مصر.
واضاف غرانغر" من المهم ان نناقش الافعال التي اتخذت.مصر لها تأثير معتدل في الشرق الاوسط ولها اتفاقية سلام مع اسرائيل.اواصل مراقبة الاحداث على الارض عن كثب جدا."
وسيعمل مجلس الشيوخ الذي يديره الديمقراطيون بشأن ميزانية التمويل بعد مجلس النواب وقد ينتهج اسلوبا مختلفا.
ويرأس السناتور الديمقراطي باتريك ليهي اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ المسؤولة عن المساعدات الخارجية واتخذت خطا اكثر تشددا بشأن مواصلة المساعدات لحكومة مبارك التي يقول انه "ليس لها مصداقية" للاشراف على التحول الي الديمقراطية.
واشار ليهي يوم الاربعاء الى ضرورة ان تفكر واشنطن بشأن المساعدات الاقتصادية لحكومة جديدة في القاهرة قائلة انه يأمل في تحول الى حكومة تعالج البطالة والجوع "ومعاناة الشعب."
وقال ليهي لتلفزيون رويترز انسايدر "تلك ستكون مجالات ملائمة جدا لانفاق المساعدات الاميركية.
"ولكن من المؤكد انها لن تنفق على حكومة لابد وان ترحل وتتلكأ في الرحيل" مشيرا الى حكومة مبارك.
وقال "هناك اموال معدة ويمكن للادارة ان توقف هذه الاموال في اي وقت."
وقال بي .جيه كراولي الاسبوع الماضي ان الولايات المتحدة ستواصل مراقبة الرد العسكري المصري على الازمة مشيرا الى ان اي تدخل كبير من الجيش لاخماد الاحتجاجات قد يؤدي الى تغيير.
وقال "هناك شروط فيما يتعلق بسلوك متلقي مساعداتنا.وبوضوح اذا استخدمت المساعدات بطريقة تتناقض مع قوانيننا وسياساتنا وقيمنا سنجري التعديلات التي نحتاج اليها."