اجمع مراقبون اميركيون على ان الساعات القليلة القادمة ستكون حاسمة للنظام المصري واشاروا الى ان الـ 48 ساعة القادمة لهما "الدور الحاسم" في تحديد مسار الأوضاع في البلاد.
ونقلت شبكة سي ان ان الاميركية عن مسؤول طلب عدم ذكر اسمه قوله : "هل سيواصل الجيش التصرف بشكل مسؤول أم أنه سينقسم؟ هل سيدرك مبارك أن المطالب الحقيقية للناس هي أن يقوم بنقل سريع للسلطة؟ لست أدرك ما إذا كان لدى أحد إجابة واضحة."
كما كشف مسؤول آخر وهو عسكري أن الاتصالات الأمريكية تزايدت مع الحكومة المصرية خلال الساعات الماضية، وأعرب عن أمله في أن يحافظ الجيش على حياده في الفترة المقبلة، ولكنه أبدى قلقه من أن تكون المواجهات الجارية في ميدان التحرير هي "خيار جديد" اتخذه النظام.
وأمل المسؤول أن يقوم الجيش بالضغط على مبارك لدفعه لمغادرة السلطة، وأضاف أنه مع مرور الوقت سيتضح الموقف الحقيقي للجيش بشكل أفضل.
وكان محمد مرسي، الناطق الرسمي باسم الإخوان المسلمين قد قال إن تنظيمه "يرفض تأجيل مبارك لتسليم السلطة ويطالب بالتغيير حالاً،" وأضاف وفق السي ان ان الاميركية نحن بحاجة لحقبة جديدة ولنظام جديد."
ولكن بعض المحللين السياسيين في القاهرة، قالوا إن الصدامات الجارية حالياً في ميدان التحرير قد تكون مناورة يقوم بها الجيش لزيادة أهميته على الساحة، ما يمهد له اكتساب المزيد من الشرعية في خطوات مقبلة قد يقوم بها.
وقال جوشوا ستاشر، الاستاذ المساعد لمادة العلوم السياسية والخبير في الشرق الأوسط بجامعة "كنت" الأمريكية: "امتناع الجيش عن التدخل في الأحداث يؤشر لأمرين، الأول رغبتهم في امتثال الناس لأوامر الشرطة من جهة، ودفعهم إلى طلب عدم قوات الأمن واسترداد الهدوء من جهة أخرى." ولكنه أضاف أن هذه التطورات حتى الساعة لم تنعكس إلا بزيادة الفوضى في الشارع.
الحث على المغادرة
وفي مؤشر واضح لسوء الاوضاع في البلاد فقد ذكرت وكالة الانباء الفرنسية صباح يوم الخميس 3 فبراير/شباط أن وزارة الخارجية الفرنسية نصحت رعاياها المتبقين في مصر مغادرة البلاد في اقرب وقت ممكن. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت مساء يوم الأربعاء 2 فبراير/شباط تحذيرا إلى الرعايا الأمريكيين الموجودين في مصر دعت فيه من يرغب منهم بالمغادرة إلى التوجه فورا إلى المطار، مؤكدة أن أي تأخير في المغادرة "ليس مستحسنا".
وقالت الوزارة إن كل المواطنين الامريكيين الباقين الراغبين في مغادرة مصر على متن رحلة تابعة للحكومة الامريكية والقادرين على ذلك، عليهم التوجه فورا إلى مطار القاهرة الدولي في أسرع وقت ممكن في 3 شباط/ فبراير.
واضاف البيان محذرا من انه من غير المرجح تسيير رحلات أخرى بعد يوم الخميس، نظرا لتسارع التطورات في الشارع المصري، حيث تستمر الاشتباكات بين مؤيدي الرئيس المصري والمتظاهرين وسط القاهرة.