أحدث المعاهد البحثية في مؤسسة قطر يشارك في منتدى استراتيجي حول قضايا أمن الماء والغذاء والطاقة

تنطلق في جامعة تكساس ايه اند ام في قطر بالمدينة التعليمية ورشة عمل خاصة حول قضايا أمن الطاقة والمياه والأمن الغذائي في 23 من الشهر الجاري وذلك بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين و العلماء والمعنيين من دولة قطر. وسوف تتناول جلسات النقاش بالورشة والتي تأتي تحت عنوان "ثلاثية المياه-الطاقة-الغذاء"، حلقة الوصل التي تجمع بين هذه الموارد الحيوية الثلاثة، كما تستعرض البحوث اللازمة من أجل صياغة أفضل للسياسات الهادفة لتحقيق الاستدامة المستقبلية وتلبية احتياجات قطر من هذه الموارد الحيوية.
وتمثل الورشة والتي تُعقد بالتعاون بين كل من برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي، وجامعة تكساس ايه أند ام في قطر وجامعة قطر وجامعة كارنيجي ميلون في قطر، الظهور الأول لأحدث المعاهد البحثية في مؤسسة قطر وهو معهد قطر لأبحاث الطاقة والبيئة.
وقال الدكتور ربيع مهتار، المدير التنفيذي لمعهد قطر لأبحاث الطاقة والبيئة: "إن قطر تعتمد بشكل مكثف على الخارج لتلبية احتياجاتها الغذائية حيث يتم استيراد ما يناهز 90 بالمائة من الغذاء الذي تستهلكه. وحتى يمكننا تحقيق هدف دولة قطر في الحد من اعتمادها على المصادر الخارجية للغذاء من خلال توطين الإنتاج الزراعي، فإنه يتعين علينا أن ندرس وبعناية الصلة القائمة بين المياه والطاقة والغذاء. وهذا المنحى إنما يمثل جوهر الفلسفة التي ينتهجها معهد قطر لأبحاث الطاقة والبيئة."
ويُعتبر معهد قطر لأبحاث الطاقة والبيئة الحلقة الأحدث ضمن ثلاثة معاهد بحثية وطنية تعمل تحت مظلة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والتي تركز على البحوث التطبيقية. ويشمل المعهدان الآخران كل من معهد قطر لأبحاث الطب الحيوي ومعهد قطر لأبحاث الحاسب الآلي.
من ناحيته قال الدكتور عبد العالي الحوضي، نائب الرئيس للأبحاث في مؤسسة قطر: "تُعتبر هذه الورشة ملتقى بحثيا فريدا ومتنوعا للمعنيين داخل قطر وللخبراء الدوليين على السواء حيث يمكنهم من خلاله الانخراط في نقاش فعال لقضايا البيئة وتأثيرها على الأمن المائي والغذائي. ويأتي انطلاق هذه الورشة وكذلك تأسيس معهد قطر لأبحاث الطاقة والبيئة باعتبارهما مكونا أساسيا ضمن مهمة مؤسسة قطر التي تسعى لإعداد دولة قطر لعالم ما بعد نفاد موارد النفط والغاز.
ويهدف معهد قطر لأبحاث الطاقة والبيئة لضمان تحقيق التنمية المستدامة لدولة قطر عبر توفير مصادر نظيفة ومستدامة للطاقة، وكذلك تأمين احتياجاتها من الموارد المائية والغذائية دون إغفال الحماية اللازمة للبيئة. وتغطي المجالات البحثية الأساسية للمعهد المياه والطاقة النظيفتين والأثر البيئي وجودة الهواء. وبالتعاون مع الشركاء البحثيين في المدينة التعليمية وجامعة قطر ومختبرات وطنية أخرى، سوف يضطلع المعهد بالأعمال البحثية التي تستهدف المساعدة في صياغة سياسة قطر فيما يخص الأمن المائي والغذائي في دولة قطر.
ومن المتوقع أن تكون دول العالم النامي بما في ذلك منطقة الخليج والشرق الأوسط هي الأكثر استهلاكا للمياه في العالم - مدفوعة في ذلك بالزيادة السكانية الحالية والمتوقعة فضلا عن النمو الصناعي الذي من شأنه أن يؤدي إلى الازدياد في احتياجات الطاقة والغذاء والماء.
وتلقي الزيادة السكانية المتسارعة في قطر وكذلك الطموحات الاقتصادية المتزايدة للدولة، فضلا عن اعتماد قطاع الطاقة العالمي على صادرات قطر من الطاقة، بضغوط لا يمكن تحملها على موارد الدولة. ومن المتوقع أن يتزايد الطلب على المياه والغذاء والطاقة بشكل واضح، وهو الأمر الذي يوجب تطوير سياسات أفضل لإدارة هذه الموارد على نحو مستدام.
وأوضح الدكتور مهتار قائلا: "هناك تداخل شديد بين قضايا الغذاء والمياه والطاقة. إذ لا يمكننا أن نحقق الأمن الغذائي بدون التعامل مع السلسلة الغذائية وفهم كيفية استخدام الموارد المائية. ويتعين علينا كعلماء وباحثين أن نستكشف ونحدد وندرس على نحو منهجي ثلاثية الماء-الطاقة-الغذاء مصحوبة بالبيئة وذلك لكي نساعد راسمي السياسات على صياغة سياسات أفضل."
وأضاف قائلا: "ينبغي أن يفهم راسمو السياسات ما الأثر الذي يمكن أن تحدثه الطاقة على أسعار المواد الغذائية؟ وما هو الأثر الذي يمكن أن تتركه السياسة المتبعة لتوفير الأمن المائي على الطاقة والعكس، وكيف يمكن أن تؤثر الطاقة على الأمن المائي. في ورشة العمل هذه، سوف نستعرض بالنقاش الاتجاهات البحثية التي يتعين القيام بها ضمن هذه الثلاثية الحاسمة باعتبارها كل لا يتجزأ."
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.