استعاد الجيش الباكستاني بعد 17 ساعة من المواجهات اسفرت عن مقتل عشرة عسكريين السيطرة على قاعدة جوية تابعة لقوات البحرية في كراتشي (جنوب) كانت تعرضت لهجوم من قبل انتحاريين من حركة طالبان ثارا لمقتل اسامة بن لادن.
وواجه الجيش الباكستاني تحديا جديدا في ظروف حرجة وداخل قاعدة حساسة في احدى اكبر مدن البلاد.
فقد القت واشنطن باللوم على الجيش الباكستاني بعدما استغربت كيف تمكن بن لادن من الاقامة طيلة سنوات بدون ان يعلم احد بوجوده في البلاد، كما ان الراي العام الباكستاني المعادي للولايات المتحدة استنكر كيف دخلت مجموعة كوماندوس اميركية الى البلاد واغتالت بن لادن دون ان يتعرض لها احد.
ولا تزال تفاصيل العملية مبهمة.
واعلن وزير الداخلية رحمن مالك خلال مؤتمر صحافي مقتل جميع المهاجمين، الا انه عاد وتراجع عن تصريحه.
وقال ان "بين اربعة وستة ارهابيين" تسللوا قرابة الساعة 23,00 الاحد الى هذه القاعدة في وسط كراتشي العاصمة الاقتصادية للبلاد والبالغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، مستخدمين "سلالم" للتسلق فوق جدران المجمع.
واضاف "من المؤكد ان اربعة قتلوا" بينهم واحد فجر سترته الناسفة بينما "تمكن اثنان من الفرار على ما يبدو". كما خفض عدد الضحايا الى عشرة عسكريين في مقابل 12 بحسب حصيلة سابقة للجيش.
وكان مسؤولون باكستانيون اشاروا في وقت سابق الى تسلل بين 10 و15 ارهابيا، بينما راوح هذا الرقم بين 15 و20 انتحاريا بحسب حركة طالبان.
وبمجرد دخولهم الى القاعدة فتح المهاجمون النار من اسلحة خفيفة وقاذفات صواريخ مما ادى الى تدمير طائرتين لمراقبة السواحل تابعتين للبحرية هما من طراز "بي -3سي اوريون" من صنع الولايات المتحدة، بحسب القومندان سلمان علي المتحدث باسم البحرية.
واضاف مالك ان 17 اجنبيا من بينهم 11 عاملا صينيا خرجوا سالمين من الهجوم، نافيا معلومات بان قسما منهم تعرض للاختطاف.
وتبنت حركة طالبان باكستان التي اعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة وتشن حملة هجمات دامية منذ صيف 2007 مسؤوليتها صباح الاثنين عن العملية.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان باكستان احسان الله احسان "نتبنى هذا الهجوم ثأرا لاسامة" بن لادن.
وكانت حركة طالبان الباكستانية توعدت مؤخرا بالثأر لمقتل اسامة بن لادن في 2 ايار/مايو في عملية نفذتها قوة كومندوس اميركية قرب اسلام اباد. وتتهم طالبان اسلام اباد والجيش الباكستاني بالتواطؤ في العملية الاميركية.
وطالبان باكستان والمجموعات الاسلامية المتحالفة معها تشن حملة هجمات انتحارية وهجمات كوماندوس اوقعت حوالى 4400 قتيل في باكستان خلال اربع سنوات تقريبا. وهو ثالث هجوم تتبناه طالبان ردا على عملية قتل اسامة بن لادن.
ففي 13 ايار/مايو شنت حركة طالبان هجوما انتحاريا مزدوجا امام مركز تدريب للشرطة في شبقدار في شمال غرب البلاد ما اسفر عن سقوط 98 قتيلا. واعلنت طالبان "انها اول عملية انتقامية لاستشهاد اسامة" بن لادن، وتوعدت ب "هجمات اقوى في باكستان وافغانستان".
ثم تبنت طالبان الجمعة اعتداء بالقنبلة استهدف سيارات دبلوماسيين تابعين للقنصلية الاميركية في بيشاور شمال غرب باكستان ما ادى الى مقتل احد المارة واصابة اميركيين اثنين بجروح طفيفة في سيارتهما المصفحة.
والاحد تظاهر الاف الاشخاص في كراتشي للمطالبة بوقف ضربات الطائرات بدون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) على المناطق القبلية الواقعة شمال غرب البلاد والتي تعتبرها واشنطن "اخطر منطقة في العالم".
وتستهدف حركة طالبان باكستان الشرطة والجيش الباكستانيين خصوصا بهجمات واعتداءات منذ اعلانها الجهاد ضد اسلام اباد وعناصرها الامنية.
من ناحية اخرى قتل سبعة متمردين اسلاميين الاثنين بغارة لطائرة اميركية من دون طيار في شمال غرب باكستان، بحسب مسؤولين عسكريين باكستانيين.
وهذا الهجوم هو الثامن منذ مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن قبل ثلاثة اسابيع في شمال باكستان بايدي مجموعة كوماندوس، وفي وقت تطالب فيه اسلام اباد من دون جدوى واشنطن بالتوقف عما تعتبره انتهاكا لسيادتها.
واعلن مسؤول عسكري باكستاني رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "طائرة اميركية من دون طيار اطلقت صاروخين على احدى الاليات ما ادى الى مقتل سبعة اسلاميين"، بالقرب من مير علي ثاني كبرى مدن المنطقة القبلية في اقليم وزيرستان الشمالية، معقل حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة والقاعدة الخلفية لطالبان الافغانية.
واكد مسؤول في الاستخبارات في ميرانشاه الحادث والحصيلة، مشيرا الى احتمال ارتفاع عدد القتلى.
وياتي هذا الهجوم في وقت تتدهور فيه العلاقات بين واشنطن واسلام اباد حليفتها في "الحرب على الارهاب" منذ اواخر 2001