اليابان تستدعي سفيرها من روسيا مع تصاعد التوتر بين البلدين

تاريخ النشر: 02 نوفمبر 2010 - 11:15 GMT
الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يتحدث امام كاتدرائية ارثوذكسية خلال زيارته الى جزر الكوريل
الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف يتحدث امام كاتدرائية ارثوذكسية خلال زيارته الى جزر الكوريل

تصاعدت حدة التوتر بين اليابان وروسيا، واعلنت طوكيو الثلاثاء استدعاء سفيرها في موسكو، اثر الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف الاثنين الى احدى جزر الكوريل المتنازع عليها بين البلدين.

واعلن وزير الخارجية الياباني سيجي مايهارا الثلاثاء للصحافيين "قررت استدعاء السفير في روسيا ماساهارو كونو موقتا" وذلك غداة تبادل تصريحات شديدة اللهجة بين العاصمتين.

واوضح الوزير انه يريد التشاور مع السفير الياباني بخصوص الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي الاثنين واستغرقت اربع ساعات الى جزيرة كوناشير (كوناشيري باليابانية)، وهي احدى جزر الكوريل الجنوبية الاربع التي تطلق عليها اليابان اسم "اراضي الشمال" والخاضعة لادارة موسكو، في حين ان طوكيو تطالب بها.

وهي اول زيارة لرئيس روسي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية الى مجموعة الجزر هذه الواقعة بين شبه الجزيرة الروسية كامتشاتكا في الشمال وجزيرة هوكايدو اليابانية الكبرى في الجنوب.

ووصف رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان الاثنين زيارة مدفيديف بانها "مؤسفة جدا" فيما استدعى مايهارا السفير الروسي للاحتجاج على هذه المبادرة التي "تجرح مشاعر الشعب الياباني".

وكان رد فعل موسكو فوريا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين ان "رد فعل الجانب الياباني على زيارة الرئيس مدفيديف الى الكوريل غير مقبول. انها ارضنا والرئيس الروسي قام بزيارة ارض روسية".

واستدعى نائب وزير الخارجية الروسي الكسي بورودافكين السفير الياباني لابلاغه بان "محاولات" طوكيو التاثير على زيارات مدفيديف "غير مقبولة ولا تتوافق مع علاقات حسن الجوار الروسية اليابانية".

ورغم تصاعد التوتر، لا تزال الحكومة اليابانية تامل في عقد لقاء بين رئيس الوزراء كان والرئيس مدفيديف في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر في اليابان.

وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية يوشيتو سنغوكو في تصريح صحافي "اعتقد ان اللقاء الثنائي سيحصل" في مناسبة قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا المحيط الهادىء في يوكوهاما قرب طوكيو.

لكن وزير الخارجية الياباني كان اكثر تحفظا حيال هذه النقطة وقال "لم يتقرر بعد ما اذا كان سيعقد مثل هذا اللقاء".

وموسكو وطوكيو تتنازعان اربع جزر في ارخبيل الكوريل (هابوماي وشيكوتان واتوروفو وكوناشيري) يطلق عليها اليابانيون اسم اراضي الشمال.

وكان الجيش السوفياتي ضمها في 18 آب/اغسطس 1945 بعد ثلاثة ايام على اعلان استسلام اليابان. واتوروفو تسمى ايتوروب من قبل روسيا وكوناشيري تعرف باسم كوناشير.

وهذا الخلاف يحول دون توقيع البلدين على معاهدة سلام منذ 65 عاما.

وياتي الجدل مع موسكو في اسوأ وقت بالنسبة للحكومة اليابانية (وسط-يسار) التي تشهد منذ ايلول/سبتمبر ازمة دبلوماسية خطيرة مع الصين بخصوص مجموعة اخرى من الجزر تقع في بحر الصين الشرقي.

وتاخذ المعارضة وقسم كبير من الصحافة اليابانية على الحكومة برئاسة كان انه اظهر ضعفا في مواجهة ضغوطات بكين للافراج عن قبطان السفينة الصينية اثر حادث الاصطدام بين السفينة وخفر السواحل الياباني قرب جزر سينكاكو او دياويو بالصينية والتي يطالب بها البلدان.

وكتبت اكبر صحيفة يابانية يوميوري شمبون الثلاثاء ان "الجانب الروسي استفاد من الفوضى التي تسود الدبلوماسية اليابانية لتسجيل نقطة بالنسبة لمطالب طوكيو باستعادة الجزر الاربع".

واوردت صحيفة نيكاي شمبون التحليل نفسه.

وقالت في افتتاحيتها "من الاكيد ان روسيا استغلت ثغرة في الدبلوماسية اليابانية بعد ادائها السيء في ادارة الحادث مع سفينة الصيد الصينية".