انتحاريان من طالبان ينتقمان لمقتل بن لادن بقتل 80 شخصا

تاريخ النشر: 13 مايو 2011 - 04:14 GMT
انتحاريان من طالبان ينتقمان لمقتل بن لادن
انتحاريان من طالبان ينتقمان لمقتل بن لادن

فجر انتحاريان الجمعة عبوتيهما الناسفتين وسط متطوعين في الشرطة يستعدون للخروج في ماذونية في شمال غرب باكستان متسببين في سقوط سبعين قتيلا، في اعتداء مزدوج تبنته حركة طالبان الباكستانية ك"اول عملية" انتقامية لمقتل اسامة بن لادن.

وقد توعد متمردو طالبان الموالون لتنظيم القاعدة والذين يشنون حملة اعتداءات دامية في باكستان بالانتقام من اسلام اباد التي يتهمونها بالتواطؤ في قتل بن لادن في عملية نفذتها وحدة من القوات الخاصة الاميركية قبل 11 يوما في شمال البلاد.

وقال نزار خان مروة قائد شرطة منطقة شرسادة لفرانس برس ان انتحاريا على دراجة نارية فجر صباح الجمعة عبوته في بلدة شبقدار بينما كان الشبان المجندون الذين ارتدوا ملابسهم المدنية يستعدون للصعود في حافلات ستعيدهم الى منازلهم في ماذونية لعشرة ايام.

واستهدف الاعتداء مركز تدريب لوحدة حرس الحدود شبه العسكرية التابعة للشرطة.

وبينما كان رجال الشرطة والاسعاف يهرعون لمساعدة الجرحى فجر انتحاري اخر على دراجة نارية ايضا عبوته متسببا في مجزرة ثانية.

وقال مروة "قتل سبعون شخصا بينهم 65 من حرس الحدود وخمسة مدنيين".

وروى الجريح احمد علي وهو متطوع في اتصال هاتفي اجرته معه فرانس برس في المستشفى "كنت جالسا في حافلة صغيرة انتظر زملائي" واضاف "كنا فرحين بالعودة الى عائلاتنا وسمعت احدا يصيح الله اكبر قبل ان يقع انفجار عنيف".

وقال "ثم سمعت انفجارا ثانيا فقفزت من الحافلة وكنت مضرجا بالدماء".

وهو الاعتداء الاكثر دموية هذه السنة في باكستان.

وقال احسان الله احسان المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية في اتصال هاتفي مع فرانس برس من مكان مجهول "انها اول عملية انتقامية لاستشهاد اسامة (بن لادن) نفذها اثنان من مقاتلينا".

واضاف متوعدا "توقعوا هجمات اقوى في باكستان وافغانستان".

وتعتبر حركة طالبان الباكستانية التي اعلنت عام 2007 ولاءها للقاعدة، المسؤول الرئيسي عن اكثر من 450 اعتداء معظمها انتحارية اوقعت ما لا يقل عن 4300 قتيل في جميع انحاء البلاد منذ نحو اربع سنوات. وفي صيف 2007 اعلنت الحركة "الجهاد" ضد اسلام اباد لدعمها واشنطن في "حربها ضد الارهاب"، بعيد اعلان بن لادن شخصيا "الجهاد".

وتقع شبقدار عند مشارف المناطق القبلية المحاذية لافغانستان والتي تعتبر معقل طالبان الباكستانية وتنظيم القاعدة والتي تشكل قاعدة خلفية لطالبان الافغانية لاسيما لحركة حقاني العدو اللدود للقوات الاميركية التي يشكل جنودها ثلثي القوات الدولية المنتشرة في افغانستان.

كما يستخدم تنظيم القاعدة معسكرات التدريب التابعة لطالبان في المناطق القبلية وقد درب فيها العديد من الانتحاريين الذين نفذوا بعدها اعتداءات او محاولات اعتداءات في الولايات المتحدة واوروبا، بدءا باعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وصولا الى اعتداءات لندن عام 2005، مرورا باعتداءات مدريد في 2004 ومحاولة الاعتداء في ساحة تايمز سكوير في نيويورك عام 2010.

وكان الخبراء يتوقعون منذ عشر سنوات ان يكون بن لادن لجا الى هذه المناطق الجبلية الوعرة وليس الى مدينة ابوت اباد التي تؤوي حامية عسكرية ولا تبعد سوى ساعتين عن اسلام اباد شمالا.

وشنت وحدة من 79 جنديا من قوات النخبة الاميركية ليل الاول الى الثاني من ايار/مايو عملية خاطفة في هذه المدينة قتلت خلالها بن لادن، وذلك بدون ابلاغ السلطات الباكستانية بحسب ما اعلنت اسلام اباد وواشنطن، ما اثار احتجاجات من الحكومة والجيش الباكستانيين الخاضعين لضغوط شعبية في بلد ينتشر فيه العداء للاميركيين.

وادت العملية التي جرت باشرات وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) التي اوضحت انها لم تشا ابلاغ اسلام اباد مسبقا خشية حصول تسريبات، الى تصاعد التوتر مجددا بين واشنطن وحليفتها.

ويطلب كبار القادة الاميركيين من باكستان التحقيق لمعرفة كيف تمكن بن لادن من الاختباء عدة سنوات بدون حصول تواطؤ على اعلى المستويات في تلك المدينة التي تحوي اكبر مدرسة حربية باكستانية وتؤوي عشرة الاف عسكري، لكن اسلام اباد اعتبرت ان تلك الاتهامات "لا معنى لها" مشيرة الى ان باكستان تدفع افدح ثمن "للحرب على الارهاب" مع حملة الاعتداءات التي تتعرض لها من اتباع القاعدة.

ويبقى الراي العام الباكستاني مناهض بغالبيته الكبرى للاميركيين معتبرا ان الولايات المتحدة "استوردت" حربها ضد القاعدة الى باكستان بعد حملة فاشلة في افغانستان.

وفي دلالة اضافية على هذا التوتر هددت اسلام اباد الخميس واشنطن "باعادة النظر" في تعاونها في مكافحة الارهاب والغى الجنرال خالد شاميم وين المسؤول الثاني في الجيش الباكستاني الجمعة زيارة للولايات المتحدة كانت مقررة بين 22 و27 ايار/مايو "بسبب الاجواء السائدة حاليا" في العلاقات بين البلدين.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن