قال الصحافي مارتن فليتشر في مقال له نشرته صحيفة "ذي تايمز" اللندنية الأربعاء إن البيت الابيض تعهد بان تستخدم أميركا مقتل أسامة بن لادن لـ"تحطيم" تنظيم "القاعدة" وسحقه. واضاف: "خططت الإدارة الأميركية للبناء على موت زعيم "القاعدة"، من أجل "تدمير تلك المنظمة"، وفقا لجون برينان، كبيرمستشاري الرئيس اوباما لمكافحة الإرهاب، الذي أضاف في تصريح له أمس: "نحن مصممون على القيام بذلك ونعتقد أننا قادرون عليه".
وسيساعد على تحقيق المهمة ما وصفه ليون بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بـ"كمية كبيرة" من المواد، بينها اجهزة كومبيوتر، وأقراص مدمجة، ووثائق تم الاستيلاء عليها من مجمع بن لادن خلال الغارة التي قامت بها قوة خاصة من البحرية الأميركية. ووصف مصدر آخر هذه المواد بأنها "الأم الأهم" للمعلومات الاستخبارية.
ويدقق عشرات من المسؤولين الأميركيين في هذه المواد. وقال أحدهم :"هل تستطيعون تخيل ما هو موجود على القرص الصلب الخاص بأسامة بن لادن؟ لقد نظفوه بالكامل، وسيكون شيئا عظيما حتى لو كان 10 في المئة منه ذا فاعلية".
وقال برينان إن الخطة كانت "أخذ تلك المعلومات ومواصلة جهودنا لتدمير القاعدة". وكانت الأولوية هي إحباط أي خطط إرهابية في الطريق، ثم "رؤية ما إذا كانت هناك أي خيوط توصل الى افراد آخرين في المنظمة".
وواجه البيت الأبيض ضغوطا متزايدة لنشر صور لجثة بن لادن لإثبات أنه قتل خلال الغارة التي وقعت يوم الأحد. وقال بانيتا الليلة الماضية إن المسؤولين بحثوا "إفضل طريقة للقيام بذلك، لكنني لا أعتقد أن هناك شكوكا في أن صورة ستقدم في النهاية للجمهور".
وحذر الناطق باسم البيت الأبيض غاي كارني من أن الصور كانت فظيعة وأن نشرها سيكون مثيرا لمشاعر المسلمين. وقد قتل بن لادن برصاصة فوق عينه اليسرى.
وتدرك الإدارة الأميركية الحاجة لتبديد نظريات المؤامرة التي تنتشر في العالم الإسلامي بأن بن لادن على قيد الحياة وأن الولايات المتحدة زيفت موته. وقالت طالبان أفغانستان إن أميركا لم تقدم أي دليل مقبول على موته، ووصفت هذه الادعاءات بأنها سابقة لأوانها.
ويدرس البيت الأبيض نشر صورة لجثة بن لادن أثناء دفنها في البحر بعد أكثر من 10 ساعات على وقوع الغارة في أبوت أباد. وفي تلك المرحلة تم غسل جسده وتكفينه وفقا للشريعة الإسلامية.
كما يدرس المسؤولون كذلك بث لقطات من الفيديو الذي التقطته الكاميرات المثبتة في خوذات أفراد الكوماندوز الذين نفذوا الهجوم.
ابنة بن لادن
كما نقل تقرير لقناة (العربية) الإخبارية من إسلام أباد عن مسؤولين باكستانيين بارزين القول إن ابنة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي أعلنت الولايات المتحدة قبل يومين قتله أن والدها "اعتقل حيا" ثم قتل.
وذكر موقع القناة باللغة الإنجليزية أنه بعد مغادرة المروحية التي تنقل جثة بن لادن إلى أفغانستان وصلت قوات أمن باكستانية وعثرت على أربع رصاصات فارغة وألقت القبض على سيدتين وستة أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاما، بينما تشير بعض التقارير إلى اعتقال 16 شخصا بينهم نساء وأطفال ومعظمهم من جنسيات عربية.
وتكهنت بعض المصادر أن القوات الأمريكية لم تلق القبض على جميع أفراد الأسرة لان المروحية لم تتسع لهم بعدما سقطت مروحية أخرى خلال العملية، وكشف مصدر مسؤول أن القوات الأمريكية الخاصة نقلت في المروحية جثتين لبن لادن وأحد أبنائه.
وأوضح مسؤول للقناة أن من بين المعتقلين ابنة لبن لادن عمرها 12 عاما، وقالت للمحققين الباكستانيين إن القوة الأمريكية ألقت القبض علي والدها حيا ثم أطلقت النار عليه على مرأى من أفراد الأسرة ثم سحبت جثته من الطابق الأرضي حيث كان متواجدا إلي المروحية.
