فاز مرشح السلطة اكليل ضوانين في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد في جزر القمر، واصبح بذلك اول مواطن يتحدر من جزيرة موهيلي يتولى الرئاسة في هذا الارخبيل في المحيط الهندي منذ استقلاله في 1975.
وحصد ضوانين وهو حاليا نائب الرئيس والذي عينه الرئيس المنتهية ولايته احمد عبد الله سامبي خليفة له، 61% من اصوات الناخبين، كما اشارت النتائج التي اعلنتها اللجنة الانتخابية الوطنية في موروني الاربعاء.
اما خصمه الرئيسي مرشح المعارضة محمد سعيد فضل فجمع 33% من الاصوات وتقدم على مرشح ثالث هو عبدو جابر الذي نال 6% من الاصوات.
وبلغت نسبة المشاركة في العملية الانتخابية 52,8% بحسب اللجنة الانتخابية الوطنية. وهذه النتائج التي اعلنها وزير الدولة المكلف شؤون الانتخابات عبد الرحمن بن شيخ اشرف ستؤكدها المحكمة الدستورية في غضون اسبوعين.
وكان احد ابرز رهانات هذه الانتخابات الرئاسية انجاز عملية المصالحة الوطنية التي بدات في العام 2001 برعاية الاتحاد الافريقي اثر الازمة الانفصالية مع جزيرة انجوان في اب/اغسطس 1997.
وبموجب نظام الرئاسة الدورية كما ينص عليه دستور 2001 بين الجزر الثلاث في الارخبيل في المحيط الهندي (موهيلي والقمر الكبرى وانجوان) لوضع حد للمحاولات الانفصالية، فان المرشحين الثلاثة يتحدرون من جزيرة موهيلي الصغيرة.
ويفترض ان تضع العملية الانتخابية حدا لازمة سياسية نجمت من تمديد ولاية الرئيس سامبي الى ما بعد 26 ايار/مايو الماضي، وهو ما اعتبرته المعارضة وسكان موهيلي مثيرا للجدل.
ويصبح ضوانين بذلك اول مواطن من موهيلي يتولى راس السلطة في جزر القمر منذ استقلالها في 1975.
وللمرة الاولى ايضا في تاريخ البلاد، تجري الانتخابات الرئاسية بموازاة انتخاب حكام الجزر الثلاث انطلاقا من مبدأ "التناغم" الذي يدافع عنه الرئيس سامبي.
وبحسب اللجنة الوطنية الانتخابية، انتخب مويغنو بركة سعيد صوالحي حاكما للقمر الكبرى مع 58,9% من الاصوات. وفي موهيلي اعيد انتخاب محمد علي سعيد المنتهية ولايته مع 53,7%.
وفي انجوان التي يتحدر منها سامبي، فاز انيسي شمس الدين بغالبية 59,7% من الاصوات، وهو رئيس البروتوكول الرئاسي سابقا، بمنصب حاكم الجزيرة خلفا للحاكم المنتهية ولايته موسى تويبو.
وبحسب المعارضة، فان العملية الانتخابية المزدوجة تخللتها "عمليات تزوير كثيفة" نظمتها السلطة في جزيرة انجوان.
اما معسكر اكليل ضوانين فاعتبر على العكس ان التصويت جرى "في جو هادىء"، ورحبت الرئاسة من جهتها بحصول انتخابات "مثالية".
الا ان فرنسا التي نشرت مراقبين ميدانيا، فنددت من جانبها بحصول "مخالفات عدة" و"تدخلات" عسكريين اثناء التصويت في انجوان.
وشاركت في مراقبة الانتخابات بعثة دولية من المراقبين تضم ممثلين عن الاتحاد الافريقي ومنظمة الفرنكفونية الدولية والجامعة العربية.
ولفتت هذه البعثة الدولية ايضا الى تصرفات مفضوحة" في جزيرة انجوان، لكنها رات ان الانتخابات "حرة عموما ومنتظمة".
وفي هذه الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وضعت اللجنة الانتخابية الوطنية عدا من التدابير لتفادي صعوبات تنظيمية او اتهامات بالتزوير كانت لطخت الدورة الاولى في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر.
واكليل ضوانين الصيدلي البالغ من العمر 48 عاما الذي وصل متاخرا الى الساحة السياسية، يتمتع بوجه رجل رصين لكن خصومه يصفونه بانه خاضع لسلطة الرئيس سامبي الذي لم يكن في امكانه الترشح مرة جديدة. وكان ضوانين نائبا للرئيس مكلفا الشؤون المالية والصحة منذ اربعة اعوام.
وبحسب اتفاق مبرم في حزيران/يونيو، يبقى موعد انتقال السلطة بحاجة الى تحديد، على ان يتم قبل 26 ايار/مايو 2011.