أشادت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بوحدة الظل التي تتولى مهمة تأمين وإخفاء الأسرى من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عقب تسليم دفعة من الجنود المحتجزين لدى المقاومة.
وجاء في بيان للقسام نُشر عبر منصة تليغرام: "تحية واجبة للجنود المجهولين في وحدة الظل"، مشيرة إلى أن هذه الوحدة السرية شكّلت الحصن الذي حال دون وصول الاحتلال إلى أسراه، رغم المحاولات المستمرة والملاحقة الأمنية والاستخباراتية.
وأضاف البيان أن أعضاء الوحدة "حافظوا على أسرى العدو طيلة عامين من طوفان الأقصى، رغم التعقيدات الميدانية والتحديات الأمنية، وقدموا في سبيل ذلك دماءهم وجهودهم، حتى أوفى رجال المقاومة بوعدهم لحرية أسرانا".
وتعتبر وحدة الظل إحدى أكثر التشكيلات الأمنية سرية لدى كتائب القسام، وتُكلّف بمهمة تأمين الأسرى الإسرائيليين داخل قطاع غزة، وإبقائهم بعيدين عن أعين الاحتلال لضمان أوراق ضغط استراتيجية في ملفات التفاوض وصفقات تبادل الأسرى.
وبرز اسم الوحدة للمرة الأولى بعد مرور عشر سنوات على تأسيسها، حين أُعلن عن دورها في تأمين الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وهو ما مهد لاحقاً لصفقة تبادل أسرى واسعة في عام 2011.
وقبيل إطلاق سراح الجنود الأسرى يوم الاثنين، سمحت الوحدة لهم بالتحدث مع عائلاتهم عبر مكالمات هاتفية. وتحدث أحد عناصر الوحدة باللغة العبرية إلى أسرة أحد الجنود، طالبًا منهم نشر التسجيل المصور، الأمر الذي بثته وسائل الإعلام الإسرائيلية، ما أدى إلى صدمة داخل الأوساط السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال.
وفي هذا السياق، نقلت القناة 12 الإسرائيلية أن وحدة الظل ظهرت علنًا خلال عملية تسليم الأسرى في مدينة غزة، وهو ما وصفه بعض المعلقين الإسرائيليين بأنه "دليل على أن حماس لا تزال تحكم غزة فعليًا".
وقال المحلل العسكري رامي أبو زبيدة، عبر قناته في تليغرام، إن وحدة الظل "صاغت من السرية سلاحًا فتاكًا، ومن الصبر قدرة تفاوضية غيّرت موازين القوى"، مؤكدًا أنها أدارت ملف الأسرى بـ"ذكاء تكتيكي وأخلاق إنسانية"، وأظهرت "محدودية التكنولوجيا الإسرائيلية"، حيث "تفوّقت اليد المدرّبة والمعلومة الحية على طائرات وأقمار الاحتلال".