أنمار الحمود... فارس ترجل عن صهوة جواده

تاريخ النشر: 01 يوليو 2013 - 03:27 GMT
أنمار الحمود على صهوة جواده.
أنمار الحمود على صهوة جواده.

 

نعى الوسط السياسي والرياضي الأردني اليوم وفاة واحد من رجالات الدولة الأردنية الذين خدموا بلادهم حتى اللحظة الأخيرة حيث أودى حادث سير مأساوي وقع في منطقة الرويشد في البادية الشمالية من الأردن بحياة انمار الحمود المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن.

وأفادت مصادر بأن الحمود الذي كان برفقة ٣ أشخاص آخرين وهم بريطاني وأسترالي إضافة إلى سائق السيارة قد وصل إلى مستشفى الرويشد العسكري متوفيًا في حين تم نقل باقي مرافقيه الذين تراوحت إصاباتهم بين المتوسطة والسيئة إلى مدينة الحسين الطبية في عمان بواسطة طائرة عمودية.

وقد كشفت جريدة الغد الأردنية عن إصابة المفوض العام لشؤون اللاجئين السوريين في الاردن "أندرو هاربر" برضوض في جسمه في حادث السير الذي أودى بحياة الحمود فيما أفادت مصادر أخرى بإصابة "أليكساندر تايلر" المساعد الإداري في المفوضية السامية لشؤون اللأجئين   والذي أصيب هو الآخر برضوض طفيفة.

ونعى صديق للحمود "الباشا" السابق واصفًا إياه بالـ "الإنسان الكريم والمحب لبلاده إضافة إلى شغفه بالرياضة وخصوصا البولو وركوب الخيل". وتابع الصديق قائلا بأن "الأزمة السورية أخذت الكثير من وقت وجهد الحمود، إلا أنه استطاع أن يبقى مواظبًا برغم ذلك على دعم الرياضة في بلاده ودفع الاهتمام بممارسة رياضتي البولو وركوب الخيل إلى الأمام على الرغم من انشغاله بقضايا اللاجئين السوريين في المملكة".

وقد خلّف الحمود عائلة مؤلفة من زوجة و٣ أبناء (ابنتان وولد) ورصيدًا من عمر قضاه في خدمة بلاده الأردن.

 

السيرة الذاتية

ولد أنمار الحمود في بلدة العيزرية الواقعة في مدينة السلط الأردنية في العام ١٩٤٦. وتسلم الراحل عدة مناصب عسكرية ودبلوماسية قبل أن تناط به مهام المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن. حيث شغل الحمود منصب لواء في الأمن في تسعينيات القرن الماضي قبل أن ينتقل للعمل كسفير للمملكة في لبنان والصين والعراق وتركيا.

وقد برع انمار الحمود في التعامل مع جميع القضايا والمشاكل والعقبات التي كانت تواجه ملف اللاجئين السوريين، فأدار الدفة بحنكة وحكمة وهدوء وصرامة احيانا ودبلوماسية غالبية ليرضى الجميع ويكون محل التقاء واشادة من الهيئات والمؤسسات في الداخل والخارج. كما وعرف بتصريحاته الدائم لوسائل الإعلام بأن الحدود الأردنية مفتوحة على الدوام لاستقبال اللاجئين السوريين إلى المملكة.

اختير أنمار الحمود لمنصب المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن في أغسطس/آب 2012 وذلك إثر تقاعده من السلك الدبلوماسي إلا أنه قضى قبل أن يمر عليه عام في منصبه.

سيذكر الأردن هذا الرجل الذي حاول بقدر المستطاع وبكل ما أوتي به من همة وعزيمة أن يضع الخطط والتصورات التي من شانها التقليل من تحميل المملكة عبئا اقتصاديا واجتماعيا، فيما تكون قامت باستضافة اللاجئين على اكمل وجه. وبذا يكون الحمود قد ضرب أروع الأمثلة في تفاني الأردنيين في خدمة إخوانهم السوريين والعرب وخدمة بلادهم على الدوام.

 

 

 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن