وصل جنود من دول أوروبية إلى الأراضي البولندية ضمن إطار مهام قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بحسب ما أعلنه مارتين بوساتسكي، نائب وزير الخارجية البولندي، في تصريحاته لقناة الجزيرة، مؤكداً أن الحلف "لن يسمح لروسيا باستفزازنا".
وأوضح بوساتسكي أن روسيا تواصل تصعيدها العسكري دون أي مؤشرات على التراجع، مشدداً على أن الناتو يواصل جهوده لحماية الأجواء البولندية من الهجمات الروسية، في ظل تزايد التوترات الأمنية شرقي أوروبا.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قامت طائرات تابعة للناتو بإسقاط طائرات مسيّرة روسية عقب اختراقها المجال الجوي البولندي، في حادثة أثارت قلقاً واسعاً داخل بولندا. وقدّر المسؤولون في وارسو عدد المسيّرات التي توغلت في الأجواء البولندية بنحو 20، في وقت تنفي فيه موسكو مسؤوليتها عن هذا الخرق، وسط دعوات بولندية وأوروبية لتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة على أراضي دول الجبهة الشرقية.
وفي تطور آخر، أفادت إستونيا الجمعة بأن ثلاث مقاتلات روسية من طراز "ميغ-31" انتهكت مجالها الجوي فوق خليج فنلندا، وظلت داخله لنحو 12 دقيقة. وفي تعقيب على الحادث، صرح المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، الإثنين، قائلاً: "سندافع عن كل شبر من أراضي الناتو، وعلى روسيا وقف تصرفاتها الخطيرة"، معبّراً عن دعم بلاده الكامل لإستونيا في مواجهة الانتهاكات الجوية الروسية.
وأضاف الدبلوماسي الأميركي: "نريد من روسيا أن تسعى نحو خفض التصعيد لا تمديد الصراع"، داعياً موسكو إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا لوضع حد للحرب المستمرة.
وفي سياق متصل، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، بالدفاع عن بولندا ودول البلطيق في مواجهة أي تصعيد روسي، مؤكداً في تصريحات صحفية: "نعم، سأفعل"، رداً على سؤال حول مشاركة بلاده في الدفاع عن هذه الدول إذا ما استمرت روسيا في اختراقاتها الجوية.
وأصدرت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية والآسيوية بياناً مشتركاً، عبّرت فيه عن إدانتها لاختراق روسيا للمجال الجوي الإستوني، مشيرة إلى أن هذه الأفعال تزعزع استقرار المنطقة وتعرقل الجهود الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
من جهتها، قالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إن موسكو تواصل اختبار ردود فعل الاتحاد من خلال استفزازات متكررة، مضيفة أن "روسيا تختبر حدودنا وتقوض أمنها"، مشيرة إلى أن خرق الأجواء الأوروبية ثلاث مرات خلال أسبوعين "ليس صدفة".
وفي سياق تعزيز الردع الجوي، أعلنت الحكومة البريطانية تنفيذ أول طلعة جوية لمقاتلاتها فوق بولندا ضمن مهمة "الحارس الشرقي" التابعة للناتو. وقال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، في بيان السبت، إن هذه المهمة "تبعث برسالة واضحة مفادها أن المجال الجوي لحلف الأطلسي سيُدافع عنه".
