أثار قرار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بإقالة أحمد الخطيب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه الكثير من التساؤلات بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي حول صعوبة تحقيق التغير الاجتماعي في المملكة.
وتناقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر مقرب من الحكومة السعودية أنباء تشير الى أن سبب إقالة الخطيب يعود إلى عرض لسيرك روسي ظهرت فيه لاعبات في السيرك "بلباس غير لائق" والذي أثار جدلًا في البلاد المحافظة.
وعزت هذه المصادر سبب إعفاء الخطيب من منصبه إلى عرض للسيرك الروسي في العاصمة الرياض، وظهرت فيه لاعبات في السيرك “بلباس غير لائق”.
وأثار أمر الإقالة أسئلة حول تجربة الهيئة المناط بعهدتها إدارة أحد أهم التحولات التي اتخذت في عهد العاهل السعودي بهدف إرساء انفتاح ومرونة مجتمعية يجيزان ما كان ممنوعًا قبل ذلك لإقامة العروض والحفلات والفعاليات الثقافية والفنية وجعلها في متناول العامة بالمملكة.
واعتبر مراقبون أن الإعفاء يؤكد صعوبة المهمة في دولة مثل السعودية ونظامها الاجتماعي، وأن عملية التحديث التي أطلقها الملك سلمان ويشرف عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحتاج إلى صيانة وتطوير دائمين لإيجاد نقاط التوازن بين هدف الترويج للترفيه المحلي وتنمية سبل ذلك، واحترام ثقافة وتقاليد البلد وقواعد العيش الاجتماعي داخله.
وأثارت عارضات روسيات في سيرك قدم عروضه في السعودية خلال الفترة الماضية، جدلًا في مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن انتقد كثير من المدونين السعوديين ملابسهن “الجريئة” ليجدن بالمقابل مدونين آخرين من أبناء البلاد يدافعون عنهن وعن مشاركتهن.
ولم توضح الوكالة السعودية، الاثنين، أسباب الإقالة واكتفت بنشر الأمر الملكي الذي جاء فيه “يُعفى معالي الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه من منصبه”.
ويرى المدافعون عن خطط الانفتاح الاجتماعي في المملكة أن تجربة الهيئة هي مغامرة كبرى يجب صونها ورعايتها وحمايتها وتجنيبها أي شطط. ويقر هؤلاء بأن بعض العروض ستبدو تحديا للتقاليد، فيما ستبدو عروض أخرى أقل من المنتظر في مجتمع يتلهف للجديد.
ورأوا أن أمام السعودية مهمة معقدة لإعادة تأسيس الوعي العام بعد عقود من الثقافة الواحدة التي فرضتها حلقات “الصحوة” في البلاد، وأن هذا الهدف السامي والطموح الجريء يحتاجان إلى مقاربة أكثر حكمة وحنكة، تتجاوز ظاهرة ضخّ عروض كمية متعجلة لا تكترث بمضمونها وما تبثه من جوانب قد لا تتسق مع الأهداف الاستراتيجية الكبرى للبلاد.
ويرى خبراء في الشؤون السعودية أن قرار الملك إعفاء رئيس هيئة الترفيه يمثل رسالة ملكية واضحة تؤكد حرصًا على مواكبة المجتمع السعودي وفق إيقاعات مدروسة خصوصًا وأن الرياض قد أنجزت خطوات كبرى في مجموعة من الملفات الاجتماعية التي لم يكن أحد يتخيل حدوثها في البلاد.
وأضافوا أن القرار يمثل أيضًا تمسكًا بالهيئة كمؤسسة ناجحة من مؤسسات الإصلاح في السعودية وأن تغيير الأشخاص على رأسها هدفه تصويب الأداء ومعالجة الخلل في بعض ممارساتها.