اثيوبيا تحول مجرى النيل ومصر تقلل من الخطوة

تاريخ النشر: 28 مايو 2013 - 07:12 GMT
نهر النيل العمود الفقري للحياة المصرية
نهر النيل العمود الفقري للحياة المصرية

قللت مصر من اقدام اثوبيا على تحويل مسار نهر النيل بحجة بناء سد النهضة وأعلن وزير الموارد المائية والري المصري محمد بهاء الدين العملية "لا تعني منع مرور المياه أو جريانها".

 وصرّح بهاء الدين، تعليقاً على بدء الحكومة الأثيوبية تحويل مجرى النيل الأزرق، أن "إجراءات تحويل الأنهار عند مواقع إنشاء السدود هو إجراء هندسي بحت، يهدف إلى إعداد الموقع لبدء عملية الإنشاء، لكن عملية التحويل لا تعني منع إمرار أو جريان المياه، التي تعود من خلال التحويلة إلى المجرى الرئيسي مرة أخرى".

وأضاف إن "البدء بإجراءات الإنشاء، التي تجري منذ فترة، لا تعني موافقة مصر على إنشاء سد النهضة"، مشيراً إلى أن "مصر بانتظار ما ستسفر عنه أعمال اللجنة الثلاثية، والتي من المتوقع أن ترفع تقريرها خلال أيام".

وأعلنت الحكومة الإثيوبية مساء يوم 27 مايو/أيار بصورة مفاجئة الشروع بالعمل في تحويل مجرى النيل الأزرق أحد روافد نهر النيل إيذانا بالبدء الفعلي لعملية بناء سد النهضة، وذلك للمرة الأولى في تاريخ النيل. وقال سمنياوا بقلي مدير مشروع سد النهضة إن تحويل مجرى نهر النيل الذي قررت أديس أبابا الشروع به اليوم 28 مايو/أيار، كان مقررا أن يبدأ في سبتمبر/أيلول المقبل، "إلا أننا تمكنّا من إنجاز المهمة قبل موعدها".

وأكدت الرئاسة المصرية أن كميات المياه التي تصل إلى مصر من النيل لن تتأثر بما أعلنته الحكومة الإثيوبية عن بدء تحويل مجرى النيل الأزرق للشروع في إنشاء سد النهضة. وقال السفير عمر عامر، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن كميات مياه النيل التي تصل إلى مصر لن تتأثر سلبياً جراء ما أعلنته الحكومة الإثيوبية من بدء إنشاء سد النهضة وتحويل مجرى النيل الأزرق. وأضاف في مؤتمر صحفي في قصر الاتحادية، ظهر اليوم 28 مايو/ أيار، أن أي مشروع هندسي على نهر النيل يتطلب تحويل المجرى المائي، قبل البدء في أي إجراءات إنشائية، وأن هذا لا يؤثر على حصة مصر من مياه النيل. وأوضح أن هناك لجنة ثلاثية تدرس حالياً الدراسات الهندسية التي أعدتها الحكومة الإثيوبية، وسوف تصدر قرارها في هذا الشأن غداً، وستنتظر مصر صدور هذا القرار لتحديد موقفها من المشروع. وأكد عامر أن الرئاسة تنظر إلى الخطوة التي قام بها الجانب الإثيوبي على أنها إجراء طبيعي، وأن مصر تنتظر تقرير اللجنة الفنية الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا لدراسة آثار سد النهضة الإثيوبي، ومن المقرر أن تقدم هذه اللجنة تقريرها بعد بحث الدراسات التى تقدمت بها إثيوبيا والخاصة بسد النهضة، ثم ستحدد الرئاسة ما هي الخطوة التالية لذلك.

وقال بهاء الدين "موقفنا المبدئي هو عدم قبول مصر بأي مشروع يؤثر بالسلب على التدفقات المائية الحالية"، لافتاً إلى أن "أزمات توزيع وإدارة المياه في مصر هذه الأيام، وشكاوى المزارعين من نقص المياه تؤكد أننا لانستطيع التفريط في نقطة مياه واحدة من الكمية التي تأتي إلينا من أعالي النيل".

وأضاف "مازال موقفنا وهو عدم معارضة أي مشروع تنموي في أي دولة من دول حوض النيل قائماً ومستمراً، مع التأكيد على عدم الإضرار بدول المصب، مصر والسودان".

وأشار الوزير المصري إلى أن "هناك سيناريوهات جاهزة للتعامل مع جميع النتائج المتوقعة والمبنية على التقرير الفني، الذي سيقدم من اللجنة الثلاثية".

وكانت الحكومة الأثيوبية بدأت اليوم عملية تحويل مجرى النيل الأزرق (أحد رافدين رئيسيين يشكلان نهر النيل في منطقة المنابع إلى جانب النيل الأبيض)، إيذاناً ببداية العملية الفعلية لبناء سد النهضة، فيما تسود مصر حال من القلق من أن يؤدي بناء السد الأثيوبي على حصة مصر من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 بليون متر مكعب سنوياً.

وتمثِّل بدء عملية تحويل مجرى النيل الأزرق استباقاً لنتائج تقرير رسمي، من المرتقب أن تعده اللجنة الثلاثية الدولية المكلفة بتقييم سد النهضة.